رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بيت الرب ومباركة الجمهور هذا الأصحاح يُقابِل (1 ملوك 8)، لكن كل من الأصحاحين يهدف إلى غاية مُعيَّنة. في (1 مل 8)، قيل إن العيد قد امتدَّ أربعة عشر يومًا، لأنه ارتبط بعيد المظال، ودُعِي "تدشين البيت" (1 مل 8: 63). في اليوم الثامن، اليوم العظيم من العيد، صرف الملك الشعب (1 مل 8: 65-66). أما في أخبار الأيام، فقيل إنهم عملوا في اليوم الثامن اعتكافًا (2 أي 7: 9). يُشِير اليوم الثامن إلى الحياة الأبدية، حيث هو اليوم الأول من الأسبوع الجديد، وكأن هذا العيد يرتبط بكل من لهم نصيب في بهجة القيامة. إذ حلَّ مجد الرب في بيته المقدس، وأعلن عن حضوره الإلهي وسط شعبه، استغلَّ سليمان الحكيم الفرصة ليطلب لشعبه بركة الرب، كما قَدَّم صلاة إلى الرب ليتمجَّد في شعبه خلال هيكله المقدس (راجع 1 مل 8). يمكن الرجوع إلى تفسيرنا لملوك الأول الأصحاح 8 بخصوص أقوال الآباء عن "تدشين الهيكل". لقاء مع الساكن في الضباب 1 حِينَئِذٍ قَالَ سُلَيْمَانُ: «قَالَ الرَّبُّ إِنَّهُ يَسْكُنُ فِي الضَّبَابِ. 2 وَأَنَا بَنَيْتُ لَكَ بَيْتَ سُكْنَى مَكَانًا لِسُكْنَاكَ إِلَى الأَبَدِ». حِينَئِذٍ قَالَ سُلَيْمَانُ: قَالَ الرَّبُّ إِنَّهُ يَسْكُنُ فِي الضَّبَابِ. [1] تمَّ بناء الهيكل، ووُضِعَ كل أثاثه المقدس، عندئذ تهيَّأ الكل بكل قلوبهم للّقاء مع الله. ركع الملك على المنبر، ووقف الكهنة عند المذبح، وتهيأ اللاويون للعمل، واجتمع الشعب بروحٍ واحد، وإذا بالجميع يتمتَّعون بلحظات رهيبة مُفرِحة. فقد أعلن الله على حضوره الإلهي ومجده، إذ امتلأ البيت بالسحاب (2 أخ 5: 13)، وشعر سليمان بالتصاقه بالرب. ما شغله هو أن يبارك الرب كل جمهور إسرائيل. كان سليمان مُحِبًا لشعبه، كلما التصق بالرب، ازداد حُبُّه لشعبه، واشتهى لهم فيضًا من البركات الإلهية. حقًا كان سليمان مُتهلِّلاً ومعتزًّا بأنه بنى للرب بيتًا، يسكن فيه إلى الأبد. بناه، لا بروح التشامخ والكبرياء، ولا لأجل مجده الذاتي مثل أحشويرش الذي أقام وليمة ليُعلِنَ عن غناه ومجده وعظمة مملكته (أس 1: 4)، فتصرَّف بغير لياقةٍ. أما سليمان فقام بهذا العمل العظيم لغايةٍ رائعةٍ، أن يُعلِنَ الله سكناه الدائم في وسط شعبه. الله نور، فلماذا يسكن في الضباب؟ يسكن الله في سماء السماوات في النور الإلهي، حيث لا تَقْدِر عين بشرية أن تطلَّع إليه. أما هنا فيسكن في الضباب أو السحاب الكثيف حتى يمكننا أن نلتقي به، عندما يعلن ذاته في أعماق نفوسنا. يُشِير سليمان إلى كلمات الرب لموسى النبي على جبل سيناء: "ها أنا آتٍ إليك في ظلام السحاب، لكي يسمع الشعب حينما أتكلم معك، فيؤمنوا بك إلى الأبد" (خر 19: 9؛ راجع خر 19: 16؛ تث 4: 11؛ 5: 22). لم يكن ممكنًا للشعب أن يتمتَّع بالنور الإلهي، إذ قال الرب: "لأن الإنسان لا يراني ويعيش" (خر 33: 20). v الرب في الضباب، هو في النور وفي الضباب أيضًا. هو في النور بالنسبة للمبتدئين الذين يتحدَّث معهم بوضوح، لكنه بالنسبة للمُتقدِّمين يُحَدِّثهم بطريقة سرائرية Mystically، فهو لا يتحدَّث مع الرسل كما مع الجماهير، إذ يتحدث مع الرسل بطريقة سرائرية. ماذا يقول؟ "من له أذنان للسمع فليسمع" (لو 8: 8). هذا هو معنى "وضباب حوله"، أي حوله أسرار. لهذا يقول في سفر الخروج إن كل الشعب كانوا واقفين أسفل، وأما موسى وحده فصعد على جبل سيناء في ضباب سحابة ثقيل، لأن كل شعب الله غير قادر على التعرُّف على الأسرار، أما موسى فكان وحده يقدر أن يفهم. لهذا يقول الكتاب: "جعل الظلمة سترة حوله" (مز 18: 11). القديس جيروم العلامة أوريجينوس |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|