سأل أحد الشباب حديثي الإيمان خادمًا للإنجيل عن طبيعة الخدمة التي يستطيع أن يقدمها للرب على الرغم من حداثة إيمانه، وعدم وجود موهبة خاصة تميّزه؛ فكان جواب الخادم: إن أعظم خدمة تُشبع قلب الله، وتُدخِل السرور إلى قلبه هي أن تكون لنا شركة معه، سواء على المستوى الفردي، أو حينما نلتف من حوله كقديسين لتقديم سجود لائق به.
وخدمة السجود خدمة تملأ صفحات الوحي المقدس بعهديه، فلذَّة الله منذ القديم هي مع الإنسان. وتحريض الله دائمًا لأتقيائه هو: «قُرْبَانِي طَعَامِي مَعَ وَقَائِدِي رَائِحَةُ سُرُورِي تَحْرَِصُونَ أَنْ تُقَرِّبُوهُ لِي فِي وَقْتِهِ» (عد28: 2).
وهناك مفهوم غير دقيق أن الله خلَّصنا لكي نخدمه أوَّلاً، ولكن في الواقع أن خلاصنا أساسًا يؤهّلنا في البداية لأن نكون في محضره، وفي شركة معه، سواء على المستوى الفردي، من خلال قراءاتنا وتأملاتنا وصلواتنا، أو على مستوى الجماعة حينما نجتمع لقراءة الكلمة والشركة وكسر الخبز والصلوات (أع2: 42). هذه هي الخدمة المقدسة التي هي غرضه الأساسي من خلاصنا.