منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 08 - 01 - 2025, 09:34 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,420

وليمة العُرس عقد أملاك مشترك


وليمة العُرس



عقد أملاك مشترك:

اعتادت الكنيسة القبطية أن تسمي سرّ الزواج "عقد أملاك وزواج" ففي هذا السرّ يُقدم كل منهما نفسه في ملكية الآخر، كقول الرسول بولس "ليس للمرأة تسلط على جسدها بل للرجل، وكذلك الرجل أيضًا ليس له تسلط على جسده بل للمرأة" (1 كو 7: 4). فلا يطلب أحدهما ما لنفسه بل ما هو للآخر، متخليًا عن الكثير من ميوله ورغباته لأجل الآخر، مقدمًا كل ما يملك للطرف الآخر.
هذا السرّ تراه النفس البشرية أو الكنيسة في أكمل صورة على الصليب، حيث يُقدم الرب دمه مهرًا ليدخل كل منهما في ملكية الآخر... لتقول العروس "حبيبي ليّ وأنا له".
رأته على الصليب معلقًا، فأدركت بحق مفهوم العرس السماوي، فقد اشتراها بكمال حبه، قدم حياته فدية لحياتها، لهذا هي أيضًا تلتزم أن تُقدم حياتها له بفرح وسرور. حتى في الحياة الأبدية تتغنى هكذا: "لأَنَّكَ ذُبِحْتَ وَاشْتَرَيْتَنَا لله بِدَمِكَ مِنْ كُلِّ قَبِيلَةٍ وَلِسَانٍ وَشَعْبٍ وَأُمَّةٍ" (رؤ 5: 1).
أدرك الرسل سرّ الاتحاد الزوجي خلال الدم المبذول على الصليب فأعلن بطرس الرسول: "عَالِمِينَ أَنَّكُمُ افْتُدِيتُمْ لاَ بِأَشْيَاءَ تَفْنَى، بِفِضَّةٍ أَوْ ذَهَبٍ...، بَلْ بِدَمٍ كَرِيمٍ، كَمَا مِنْ حَمَلٍ بِلاَ عَيْبٍ وَلاَ دَنَسٍ، دَمِ الْمَسِيحِ" (1 بط 1: 18-19). وطالبنا الرسول بولس أن نُقدم حياتنا لفادينا لا لذواتنا أو للناس قائلًا: "قد اشتريتم بثمن فلا تصيروا عبيدًا للناس" (1 كو 7: 23)، "أنكم لستم لأنفسكم لأنكم اشتريتم بثمن، فمجدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم التي هي لله" (1 كو 6: 19-20). ورأى القديس يوحنا أن سرّ تبعيتنا لله في الحياة الأبدية هي هذا الثمن إذ قال: "هؤلاء هم الذين يتبعون الخروف حيثما يذهب، هؤلاء اشتروا من بين الناس باكورة لله وللخروف" (رؤ 14: 4).
تذوق القديس أغسطينوس وليمة العرس التي تحققت على الصليب، فرأى كأن الله لم يهتم بأحد غيره (حبيبي ليّ)، إذ يقول:
[إلهي... إننيّ إذ أتأمل ضميري، أراك ناظرًا نحوي دائمًا، ومتنبهًا إليَّ نهارًا وليلًا بجهد عظيم، حتى كأنه لا يوجد في السماء ولا على الأرض خليقة غيري.
تسهر عليّ، وكأنك قد نسيت الخليقة كلها!
تهبني عطاياك، كأنيّ وحدي موضع حبك!]
هكذا إذ شعر القديس كأن الله لا يهتم إلاَّ به، أراد هو بدوره ألا ينشغل إلاَّ به، وإلاَّ يوجد إلاَّ معه، وكأنه يقول مع العروس "أنا لحبيبي"... إذ يقول:
[أتوسل إليك: اخبرني أين أنت؟!
أين ألقاك فأختفي فيك بالكلية ولا أوجد إلاَّ فيك!
إننيّ أشتهي الموت لكي أراك، إننيّ لا أريد العيش بعد لكي أحيا بك!
امتلكني بكليتي فألتصق بك تمامًا!].
خلال الصليب تُناجى النفس عريسها الأبدي، قائلة: "حبيبي ليّ وأنا له". كأنها تقول له لقد قدمت ليّ كل حياتك فماذا أرد لك؟! أنت لست محتاجًا إلى عبوديتي ولا إلى خدمتي ولا إلى تسبيحي لكنك تريد حياتي كلها!
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
إنه يدعونا إلى وليمة فرحٍ عظيمةٍ، ليست وليمة من هذا العالم بل في الرب
حفل العُرس [19- 21]
مثل العُرس (مرقس 2: 19-20)
العُرس السمائي الدائم
العُرس الجديد - ثمر النفس


الساعة الآن 05:24 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025