رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قيافا العدالة الإلهيّة أم العدالةالبشريّة؟ قيافا اسم آراميّ ومعناه الصخرة. إنّه رئيسكهنة اليهود من 27-36 للميلاد. صدّوقيّ لا يؤمن بالقيامة ولا الملائكة والشياطين،بل يؤمنون بأنّ التوراة (الأسفار الخمسة الأولى في الكتاب المقدّس) هي وحدها كلمةالله. كان قيافا يحرص بكافّة الوسائل على المحافظة على نفوذه. لذلك نراه يشنّ حملاتاضطهاد ضدّ المسيحيّين بعد العنصرة. الموقف الأوّل : مجلس اليهود يناقش مسألة قتل يسوع. حاولقيافا أن يُظهِرَ حرصه على سلامة الشريعة من التعاليم المضلّلة، وأنّه على استعدادلفعل أيّ شيءٍ لحماية الشريعة والشعب من هذه التعاليم. لكنّه كان يخاف في الحقيقةعلى نفوذه ومكانته بين الناس. كثيراً ما نظهر غيرةً رسوليّة فنستغلّمناصب الخدمة من أجل مصالحنا الشخصيّة. ونظهر للآخرين اهتمامنا بالشأن العام وبهم،وقد نضحّي بأشخاصٍ مهمّين في الرسالة الّتي نقوم بها في سبيل ديمومة هيمنتنا،ونغلّف دوافعنا الأنانيّة هذه بالغلاف الروحيّ. «إنتم لا تعرفون شيئاً! ألا تفهمونأنّه من الأفضل أن يموت رجل واحدٌ فدى الأمّة بدل أن تهلك الأمّة كلّها» (يو 11: 49-50). الموقف الثاني : قيافا يستجوب المسيح، وحاول أن يبيّن سعةعلمه بأسفار العهد القديم وتعاليم الشريعة. وحاول أيضاً أن يحرج المسيح حين سأله: «قل لي بالله عليك، أأنت المسيح؟» (مر 14: 61-62). لم يكن سؤاله استفساريّاً ولااستجواباً لفهم الحقيقة من أجل الإدلاء بحكمٍ عادل، بل كان ينوي الحكم عليه بالموتمهما كانت الإجابة. كثيراً ما نسأل الناس من دون أن نتوقّع الاستفادة منهم. فالشعور بأنّنا كاملون في المعرفة والتقوى يسقطنا في غطرسةٍ تمنعنا عن الإصغاء،وبالتالي، لا نرى علامات حضور الله في حياتنا، ولا ننتبه إلى ما يريد أن يقوله لنامن خلال الآخرين، لا الآخرين الحكماء والفهماء وحسب، بل الصغار والضعفاءوالمهمّشين. وفي آخر الأمر، لا نسعى في حياتنا إلى مشيئة الله بل إلىمشيئتنا. الموقف الثالث : قيافا يعلن أنّ المسيح قد جدّف. حين أجابيسوع عن السؤال: هل أنت ابن الله بالجواب: أنت قلت، مزّق قيافا ثيابه تعبيراً عنغضبه وشعوره بالعار. إنّه لم يتقصَّ الحقيقة من أصولها، بل جعل لها قوالب مسبقةالصنع تنبذ كلّ مَن لا يتطابق معها. في كثير من الأحيان، نحكم على أقوالالآخرين وأفعالهم انطلاقاً من قوالب وآراء مسبقة الصنع، جامدة ولا تأخذ في عينالاعتبار أيّ شيءٍ سوى الحرف والحرف فقط، فيصل بنا الأمر إلى توزيع الإدانة، والحكمبالقتل على كلّ مَن هو مختلف، أو أقلّه، احتقاره والهيمنة عليه والازدراءبه. وأخيراً يا صديقي: أيّ موقفٍ من هذ المواقفالثلاثة تعيشه أو عشته، وما الّذي ينبغي عليك أن تفعله؟ |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|