إن صليب المسيح هو المكان الوحيد الذي استُعلنت فيه حكمة الله بصورة مُطلقة، إذ في الصليب استُعلنت صفات الله المطلقة مجتمعة معاً دون أدنى تعارض أو اصطدام، بل استُعلنت في انسجام وتوافق عجيب، حيث في الوقت الذي استُعلنت فيه قداسة الله وبره في دينونة الخطية، استُعلنت محبة الله ورحمته لخلاص الإنسان. ففي الصليب فقط: الرحمة والحق التقيا، البر والسلام تلاثما (مز85: 10).
ففي توافق عجيب لهذه الصفات اتجهت العدالة لإيفاء مطاليب الله، واتجهت الرحمة لخلاص الإنسان. فالحكمة تتجه في الصليب لإيفاء مطاليب السماء من فوق وتسديد أعواز الإنسان على الأرض.