يحلو لأولئك القديسين أن يخاطبوا الرب بالقول «إِلَهِي»، وهذه الكلمة تعبِّر عن العلاقة الخاصة والقرب والمعرفة الاختبارية، فقد قالها كالب في يومه (يش14: 8)، وتغنى بها داود «مُرَنِّمِ إِسْرَائِيلَ الْحُلْوِ» (مز63: 1)، وهتف بها دانيآل بصوت عالٍ أمام الملك داريوس (دا6: 22)، وطمأن بها بولس قلوب الخائفين معه في السفينة حينما قال: «لأَنَّهُ وَقَفَ بِي هَذِهِ اللَّيْلَةَ مَلاَكُ الإِلَهِ الَّذِي أَنَا لَهُ وَالَّذِي أَعْبُدُهُ ... لِذَلِكَ سُرُّوا أَيُّهَا الرِّجَالُ، لأَنِّي أُومِنُ بِاللَّهِ أَنَّهُ يَكُونُ هَكَذَا كَمَا قِيلَ لِي» (أع27: 23-25).
كم يفرح قلب إلهنا ويُسرّ عندما يرى أتقياء «يَعْرِفُونَ إِلَهَهُمْ»، لأنه «هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: لاَ يَفْتَخِرَنَّ الْحَكِيمُ بِحِكْمَتِهِ، وَلاَ يَفْتَخِرِ الْجَبَّارُ بِجَبَرُوتِهِ، وَلاَ يَفْتَخِرِ الْغَنِيُّ بِغِنَاهُ. بَلْ بِهَذَا لِيَفْتَخِرَنَّ الْمُفْتَخِرُ: بِأَنَّهُ يَفْهَمُ وَيَعْرِفُنِي أَنِّي أَنَا الرَّبُّ الصَّانِعُ رَحْمَةً وَقَضَاءً وَعَدْلاً فِي الأَرْضِ، لأَنِّي بِهَذِهِ أُسَرُّ (بهذه المعرفة العملية)، يَقُولُ الرَّبُّ» (إر9: 23، 24).
ولكي نتمتع بهذه المعرفة الخاصة عن الله علينا أن نلتصق يوميًا بكلمة الله، لأن من يجهل الكتاب المقدس هو بكل تأكيد يجهل إله الكتاب المقدس. قال الحكيم «إِنْ طَلَبْتَهَا كَالْفِضَّةِ، وَبَحَثْتَ عَنْهَا كَالْكُنُوزِ، فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُ مَخَافَةَ الرَّبِّ، وَتَجِدُ مَعْرِفَةَ اللَّهِ» (أم2: 4، 5).