رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عندما قال له رجال يهوذا بإنه لن يستطيع بناء السور، لكثرة التراب، وأن رجاله قد ضعفت قوتهم! في مرة سابقة تكلمنا كيف نواجه نقص الإمكانيات، وفي هذا المقال سنحاول أن نجيب على سؤال أخر وهو كيف نواجه الإحباطات؟ ولا سيما عندما تكون فعلًا مبنية على واقع يقول: إننا لن نستطيع أن نعبر تلك الجبال التي أمامنا. الواقع يقول: نعم، التراب كثيرٌ والطاقة قليلة جدًا! لفظة «التراب» قد تُعبِّر أما عن شيء حرفي أو أمور معنوية. ففي وقت بناء السور كان الاثنان معًا، فلقد كان هناك فعلًا أكوام من الحطام والتراب والحجارة نتيجة السور المنهدم. وفي ذات الوقت كانت هناك ضغوط نفسية شديدة من الأعداء حولهم. فمنهم من قال: «هَلْ يُحْيُونَ الْحِجَارَةَ مِنْ كُوَمِ التُّرَابِ وَهِيَ مُحْرَقَةٌ؟»، والبعض الأخر تهكم على نحميا ومن معه بالقول: «إِنَّ مَا يَبْنُونَهُ إِذَا صَعِدَ ثَعْلَبٌ فَإِنَّهُ يَهْدِمُ حِجَارَةَ حَائِطِهِمِ» (نحميا٣،٢:٤). وماذا يفعل أولئك البسطاء أمام أكوام التراب هذه وتلك؟ ولا شك أن كل منا يقابل في رحلته اليومية أكوامٌ من التراب! أمور مثل جبل كبير من التراب، فلا نحن قادرين على تحريكها ولا حتى احتمالها! فالبعض منا احتار ورفع عينيه لله قائلًا: «لَيْسَ فِينَا قُوَّةٌ أَمَامَ هذَا الْجُمْهُورِ الْكَثِيرِ الآتِي عَلَيْنَا، وَنَحْنُ لاَ نَعْلَمُ مَاذَا نَعْمَلُ» (٢أخبار١٢:٢٠). وفريق آخر منا ساد عليه الإحباط بسبب كثرة «التراب»، فمرة يكلِّم نفسه حائرًا «لِمَاذَا أَنْتِ مُنْحَنِيَةٌ يَا نَفْسِي وَلِمَاذَا تَئِنِّينَ فِيَّ؟» (مزمور٥:٤٢). وتارة أخرى، يزيد الانحناء عليه، فيزداد الفشل ويصرخ يائسًا «قَدْ كَفَى الآنَ يَا رَبُّ! خُذْ نَفْسِي» (١ملوك٤:١٩). فهل من بارقة أمل للنجاة والخروج من هذا النفق المظلم؟ |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|