البابا شنودة الثالث
قد يحارب التائب بشكلية العبادة وشكلية الروحيات.
إنسان تائب تدفعه حرارة التوبة إلى النمو في العبادة. وقد يأخذ هذا النمو مقياس الطول وليس مقياس العمق. فيكثر من الصلوات ولو بغير روح، ويكثر من القراءات ولو بغير فهم،، ويكثر من التناول ولو بغير استعداد، ويكثر من إرهاق الجسد ولو بغير فائدة.. وشيئًا فشيًا قد يتحول إلى شكلية العبادة. وهذه الشكلية لا تنفعه، وقد يشعر بهذا فيتركها، ثم يسأم الحياة الروحية، فيشتاق إلى حياته الأولي!
و التائب هنا يحتاج على قيادة وإلى إرشاد روحي.
لكي يعرف ما هي روحانية العبادة، وكيف يسلك فيها؟ وكيف أن الله كان يرفض العبادة الشكلية والمظهرية. وأنه يريد القلب أولا. وكل صور العبادة من صلاة وتأمل وقراءة وصوم تناول واعتراف، ينبغي أن تكون صادرة من قلب محب الله، وينبغي أن تمارس بفهم وبعمق روحي وبحب نحو الله. وتكون صادرة من القلب. وليضع التائب أمامه توبيخ الرب للعبادة والخاطئة بقوله "هذا الشعب يعبدني بشفتيه أما قلبه فمبتعد عنى بعيدا" (متى 15: 8).