منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 20 - 07 - 2024, 11:42 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,222

لم يكن القديس نيقوديم إنساناً أمياً






نيقوديموس الآثوسي


لم يكن القديس نيقوديم إنساناً أمياً، بل كان مثقفاً كبيراً وعارفاً علوم عصره. فكان ذا عقل علمي، وفكر ثاقب خلاق. وكان إلى جانب ذلك يتمتع بأخلاق عالية تندر بين بني البشر.

تلقى القديس نيقوديم علومه الأولى، منذ أن تفتح على الحياة، على يد كاهن رعيته، الأرشمندريت خريسانثوس (الزهرة الذهبية)، الذي كان أستاذاً في مدرسة الجزيرة Naxos. ولما بلغ الخامسة عشر من عمره، أرسلته أمه انسطاسيا إلى مدينة أزمير (تركيا)، إلى مدرسة داخلية تعرف باسم “المدرسة الإنجيلية”، وكانت بحق على المستوى اللائق بين مدارس ذلك الزمن. أعجب نيقوديموس القديس لا سيما بمدير المدرسة القدير اروثيوس بولسام. وفي تلك المدرسة التقى نيقولاوس (نيقوديم لاحقاً) رفيق الدراسة غريغوريوس السادس بطريرك القسطنطينية. كان نيقولاوس مثل الطالب الخلوق النجيب والمجتهد. أحب العلم جداً وانكب على التحصيل بكل جوارحه. درس اللاهوت والآداب واللغات الأجنبية. ويقال أنه تعلم الإنجليزية أيضاً. كان باختصار رجل الحكمة والفضيلة معاً. ثم إن مدير مدرسة أزمير، طلب منه أن يُعِدّ نفسه لخلافته على إدارة المدرسة وشؤونها، لكن نيقولاوس رفض عرضه بلطف، فنارُ الشوق الإلهي كانت تستعر في داخله، وكانت أنظاره تتطلع إلى آثوس.

كان في نفس نيقولاس الشاب حنين لا يوصف إلى حياة الصلاة والسكينة، وقد رغب من كل قلبه في أن يكرس حياته لله. لقد أحب القول الآبائي الشهير: “مغبوطة عيشة أهل البراري لأنهم بالعشق الإلهي يتطايرون دائماً”.

في تلك الأثناء، اضطر نقولاوس أن يعود إلى جزيرة ناكسوس بسبب اندلاع الحرب بين روسيا وتركيا في صيف 1770. فعاد إلى مسقط رأسه ناكسوس، وهناك أوكل إليه المطران أنثيموس مهمة إدارة ديوان المطرانية وجعله كاتباً عنده وأمين سره. فقام نيقولاوس ينفذ المهمات الموكولة إليه، بجد وغيرة واخلاص. وخلال الخمس السنوات التي قضاها في ديوان المطرانية تقرب من كتابات الآباء القديسين والنصوص النسكية الأرثوذكسية، فالتهب قلبه من جديد وتحركت فيه الدعوة الرهبانية. تعرّف نيقولاوس إلى الأسقف مكاريوس مطران كورنثوس، الرجل القديس الذي فتح نفس نيقولاوس على السيرة الملائكية وحلاوتها. وكان بنتيجة اتصاله بهذا الأسقف أن وطد العزم على الرحيل إلى آثوس، فقام يودع والدته أنسطاسيا، ثم حمل حقيبته وتوجه إلى الشيخ (Starets) سلبستروس للتبرك فحمله ذاك بعض الرسائل إلى القديسين في آثوس.

وصل نيقولاوس إلى آثوس سنة 1775 وكان ابن ست وعشرين سنة. نزل على دير القديس ديونيسيوس أخاً مبتدئاً. ومنذ وصوله تحول اسمه إلى نقيوديم Nicodimus الاسم الذي طبقت شهرته الآفاق، فيما بعد، نظراً لعلمه وغزارة كتاباته الروحية ونوعيتها.

وفي الدير تدرج نقوديم في الفضائل، فبداً قارئاً، ثم كاتباً. كان الراهب نيقوديم صاحب قلم سيّال، وفكر دفاق، ورحانية مشرقة، فوضع كتابه الأول وسماه (فيلوكاليا الآباء النساك). وبعد فترة وجيزة وضع كتاباً أخر سماه أقوال الآباء الشيوخ، ثم ألحقه بثالث سماه (المناولة المتواترة)، ودفع بهذه الكتابات كلها إلى مطران كورنثوس مكاريوس الذي كان في زيارة للجبل المقدس (آثوس) بغية الاستجمام الروحي والتبرك من الآباء القديسين. فما أن تسلم المطران مكاريوس هذه الكتابات وطالعها، حتى وعد نيقوديم بطباعتها فور عودته.

لم يكن نيقوديم رجل القلم والفكر فقط، بل كان إلى جانب ذلك، رجل المحبة والجهاد والصلاة وكل الفضائل. وبسبب عشقه لحياة الصلاة، وموهبته الفكرية، وقدرته على الكتابة، فقد وضع كتاباً رائعاً يعتبر بحق درّة ولؤلؤة في كل أنحاء العالم الأرثوذكسي، سمّاه (الاعتراف). فجاء هذا الكتاب وسواه من كتابات القديس نيقوديم، ليليي حاجة، ويسدّ فراغاً عند العرفين والمعترفين معاً، لا سيما وأن الأبوة الروحية ركيزة أساسية في مدماك التقليد الأرثوذكسي الشريف Holy Tradition. ثم ما لبث نيقوديم أن وضع بعد حين كتاباً آخر في تفسير رسائل القديس بولس، وآخر في تفسير كتاب المزامير. ثم أضاف كتاباً آخر سماه (بستان النعم) شرح فيه، مطولاً، التسع الأودية في صلاة السحر.

إن حياة النسك الشديد، وشظف العيش، وحد الأعداء المقربين والبعيدين، تضافرت معاً عل هدم صحته، فاعتلّ، لكنه رغم هذا ظلّ مواظباً على الصلاة بغيرة منقطعة النظير. وتمكن، في مرضه، من وضع كتاب جديد سماه (اعتراف الإيمان).
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ولد القديس نيقوديم الآثوسي في جزيرة ناكسوس Naxos
المسيح لم يكن إنساناً فقط بل كان إنساناً وإلهاً
إذا أردت أن تعيد إنساناً للحياة فضع في طريقه إنساناً يحبه
كُن في العالم ملحاً
حراسة الضمير و فحصه - للقديس نيقوديم الأثوسي


الساعة الآن 03:48 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024