رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الإله القدير هو الذي يُحرِّك الأمور: عندما نقرأ سِفْر يونان، نشعر أنَّ هناك ترابُطاً ووحدةً يربطان قصة يونان النبي مع أهل نينوى. فنجد أنَّ مدينة نينوى (وهي على الضَّفَّة الشرقية من نهر دجلة، وقبالة الموصل، بالعراق) تَظهر في بداية السِّفْر (1: 2)، وفي وسطه (3: 2)، وفي نهايته (4: 11). وأنَّ يونان النبي كُلِّف من قِبَل الله القدير أن يذهب إلى مدينة نينوى: «قُمِ اذْهَبْ إِلَى نِينَوَى الْمَدِينَةِ الْعَظِيمَةِ وَنَادِ عَلَيْهَا، لأَنَّهُ قَدْ صَعِدَ شَرُّهُمْ أَمَامِي» (1: 2). وبالتالي فإنَّ الله الكلِّي القدرة والضابط الكل، حاضرٌ من أول السِّفر حتى نهايته. فهو الذي يقود الأمر ويُدبِّره منذ بدايته. وهو الذي يُرسل يونان إلى مدينة نينوى (1: 1)؛ ويُطلق ريحاً شديدة وراء يونان الهارب (1: 4)؛ ويُجنِّد الحوت الضخم ليبتلع يونان وينقله إلى شاطئ مدينة نينوى (1: 17؛ 2: 10)؛ وهو الذي يُعيد ويقود يونان الهارب إلى طريق نينوى (3: 2). وهو الذي يعفو ويصفح عن إثم أهل نينوى بعد توبتهم الصادقة: «فَلَمَّا رَأَى اللهُ أَعْمَالَهُمْ أَنَّهُمْ رَجَعُوا عَنْ طَرِيقِهِمْ الرَّدِيئَةِ، نَدِمَ اللهُ عَلَى الشَّرِّ الَّذِي تَكَلَّمَ أَنْ يَصْنَعَهُ بِهِمْ، فَلَمْ يَصْنَعْهُ» (3: 10). وهو الذي، بعد أن اغتاظ يونان حتى الموت، عندما سامح الرب أهل نينوى، وذهب خارج المدينة وصنع لنفسه هناك مظلَّة؛ «أَعَدَّ الرَّبُّ الإِلهُ يَقْطِينَةً فَارْتَفَعَتْ فَوْقَ يُونَانَ لِتَكُونَ ظِلاًّ عَلَى رَأْسِهِ» (4: 6). ثم عندما فرح يونان باليقطينة فرحاً عظيماً، «أَعَدَّ اللهُ دُودَةً عِنْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ فِي الْغَدِ، فَضَرَبَتِ الْيَقْطِينَةَ فَيَبِسَتْ» (4: 7). ثم جرى حوار العتاب مـن قِبَل الله القدير مـع يونان النبي: «فَقَالَ اللهُ لِيُونَانَ: ”هَلِ اغْتَظْتَ بِالصَّوَابِ مِنْ أَجْلِ الْيَقْطِينَةِ؟“». فقال يونان: «اغْتَظْتُ بِالصَّوَابِ حَتَّى الْمَوْتِ». فكان هذا العتاب اللطيف من الله ضابط الكل ليونان: «أَنْتَ شَفِقْتَ عَلَى الْيَقْطِينَةِ الَّتِي لَمْ تَتْعَبْ فِيهَا وَلاَ رَبَّيْتَهَا، الَّتِي بِنْتَ لَيْلَةٍ كَانَتْ وَبِنْتَ لَيْلَةٍ هَلَكَتْ. أَفَلاَ أَشْفَقُ أَنَا عَلَى نِينَوَى الْمَدِينَةِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي يُوجَدُ فِيهَا أَكْثَرُ مِنِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رِبْوَةً مِنَ النَّاسِ الَّذِينَ لاَ يَعْرِفُونَ يَمِينَهُمْ مِنْ شِمَالِهِمْ، وَبَهَائِمُ كَثِيرَةٌ؟» (4: 9-11). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
آرميا النبي | حوار بين الله والنبي |
آرميا النبي |حوار إرميا السري مع الله |
النبي دانيال | عمل الله القدير في الخفاء لصالح مؤمنيه |
حوار عبر الزمن مع يونان النبي |
حوار مع يونان النبى |