فسَأَلوهُ أَيضًا: "إِذا لم تَكُنِ المسيحَ ولا إِيلِيَّا ولا النَّبِيّ، فلِمَ تُعَمِّدُ إِذًا؟
عندما سأل الفَرِّيسيُّون يُوحَنَّا بأي سلطان كان يُعمِّد، فهم إنما كانوا يتساءلون "لماذا تعامل شعب الله المختار مثل الأمميين؟ حيث كان العماد شائعًا جدًا بين اليهود، إذ كانوا يُعمِّدون الدَّاخلين إلى الإيمان اليهودي لكي يتمتع الدَّخيل بكمال الحقوق التي تخصُّ المؤمن، لأنهم كانوا يعتقدون أن المَعْمودِيَّة هي الباب الذي منه يدخل الأمم إلى الدِّين اليهودي. فلا بُد َّمن معمودية مميّزة يقوم بها "المسيح" أو النَّبي الذي يهيئ الطَّريق له، لذلك سألوه قائلين: "فما بالك تعمد إن كنت لست المسيح، ولا إيليا، ولا النَّبي"؟