رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ظهـر أولاً للمجدليـة ظَهَرَ أَوَّلاً لِمَرْيَمَ الْمَجْدَلِيَّةِ، الَّتِي كَانَ قَدْ أَخْرَجَ مِنْهَا سَبْعَةَ شَيَاطِينَ ( مرقس 16: 9 ) أتت لحظة في تاريخ مريم المجدلية كانت فيها لا ترى في الوجود سوى اثنين: سَيِّدها ونفسها. وإحدى هاتين الشخصيتين؛ سَيِّدها، ما كانت تراه، ولذلك شعرت في نفسها أنها تُركت وحيدة، تُعاني أحزان الفراق، ومرارة الوحشة والحرمان، وهي تندب قائلة: «إنهم أخذوا سيدي، ولستُ أعلمُ أين وضعوه!» ( يو 20: 13 ). كأنها كانت تضرب الريح في حزنها المُفرَط اليائس. كانت مريم في بداية خدمة الرب من بين النساء اللواتي كن يخدمنه في الجليل ( لو 8: 2 )، ثم رافقته مع أُخريات في زيارته الأخيرة لأورشليم ( مت 27: 56 )، وعند الصليب وقفت من بعيد تُشاهد ما كان يُعمل بسَيِّدها ( مر 15: 40 )، وبعد ذلك جلست تجاه قبر يوسف الرامي تُعاين دفنه ( مت 27: 61 ). فمن البداية كانت المحبة الشديدة تملأ قلب مريم كتلميذة غيورة للرب، وها هي الآن تشعر بثقل الحِمل ومرارة الفراق. وفي أول الأسبوع في الصباح الباكر، والظلام باقٍ، قامت بزيارة قبر سَيِّدها، حاملة معها أطيابًا وحنوطًا، فوجدت القبر مفتوحًا ولكنه فارغ. غطاء الرأس ولفائف الجسد كانت موضوعة هناك، ولكن جسد يسوع الذي رأته بنفسها يُوضَع في القبر لم يكن هناك. والحق يُقال إن بحث محبتها في ذلك الصباح الباكر لم يأتِ لها إلا بخيبة أمل كبيرة. والآن هي واقفة وحدها؛ فالنساء الأُخريات قد ذهبن ليحملن الرسالة الملائكية للتلاميذ. وبطرس ويوحنا بعدما فحصا القبر الفارغ عادا إلى منزلهما. أما مريم فبقيت وحيدة منفردة خارج القبر الصامت الذي وضع فيه نيقوديموس ويوسف جسد سَيِّدها. وقفت وحدها وسط سكون القبر الرهيب، ولم تشأ أن تترك المكان الذي فيه رأت سَيِّدها وربها لآخر مرة، ولو كان مكان موت. هل شاهد الرب محبة مثل هذه بين «خاصته الذين في العالم؟» نحن لا نعرف، ولكن الذي نعرفه هو أن الرب «ظهر أولاً لمريم المجدلية، التي كان قد أخرَجَ منها سبعة شياطين». ولا شك أن الرب أظهر ذاته تقديرًا لقلبها الشغوف المُحب الذي جعلها تقف وحدها في البستان شاعرة بالوحشة والحرمان بدونه، وعندما أتى إليها عاد لها الهناء، ولو أن ذلك لبُرهة قصيرة لكي يُخبرها أنه على وشك الصعود إلى الآب، وأنه سيغيب عن أنظارها بالمرة. ولكنها لم تبكِ فيما بعد، ولم تشعر بالوحدة، فإن ما سيفقده نظرها سيجده إيمانها. قامَ حقًا قامَ رئيسُ السلامْ هلِّلويا شوكةَ الموتِ كسَرْ |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ضع الأهم أولاً |
الأمان أولاً |
أدعُو لكَ آولاً |
إنه هو مَن أحبنا أولاً |
الرئاسة: الانتخابات البرلمانية أولاً.. و«الإنقاذ»: «الرئاسية» أولاً |