منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 17 - 07 - 2023, 05:13 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632

صمته العجيب





صمته العجيب


الذي إذ شُتم لم يكن يشتم عوضًا، وإذ تألم لم يكن يهدد،
بل كان يسلِّم لمن يقضي بعدلٍ
( 1بط 2: 23 )




كإنسان مثلنا، خضع سيدنا الكريم للمحدوديات البشرية التي نخضع نحن لها، عدا أنه القدوس الخالي من الخطية. لقد كانت له مشاعر رقيقة وتميز بإحساس مُرهف. وعاش في أرضنا التي كان كل شيء فيها مُعاكسًا له، واجه كل أنواع العِداء وتعرَّض يوميًا للضغوط والاضطهاد، رأى الناظرين المُستهزئين ومؤامرات الحاقدين، رُفض من جُهلاء، وعانى كثيرًا من عدم فهم الأقرباء. ففي إحدى المرات نزل أقرباؤه من الناصرة إلى كفرناحوم لكي يوبّخوه لكثرة انشغاله في الخدمة ونسيان طعامه، حتى قالوا عنه إنه مُختل ( مر 3: 21 )، لكنه لم يُجبهم بكلمة. صمت أمام هذه الإهانات. وفي مناسبة أخرى رفع اليهود حجارة ليرجموه، أما يسوع فاختفى وخرج من الهيكل مُجتازًا في وسطهم ومضى هكذا في صمت ( يو 8: 59 ). عرف كيف يسحب نفسه صامتًا ويذهب لكي ما يسكب نفسه أمام الآب «الذي إذ شُتم لم يكن يَشتم عوضًا، وإذ تألم لم يكن يُهدد، بل كان يسلم لمن يقضي بعدلٍ» ( 1بط 2: 22 ).

فهل نتعلم منه أن نصمت عندما نُشتم؟ وهل نسحب أنفسنا، لنسلِّم الأمر لذاك الذي يقضي بعدل؟

ولقد أنكر بطرس سيده مُعلنًا أنه لا يعرفه لأنه خجل به. ورغم صعوبة ومرارة هذا النُكران على قلب الرب، إلا أنه أظهر ردًا هادئًا، صمت ولم ينطق بكلمة واحدة لأنه لم يَحِن وقت العتاب، بل في لفتة حنان نظر لبطرس، وانتظر الوقت المناسب ليقدم كلامًا مناسبًا لبطرس، وهو ما فعله عند بحر طبرية بعد القيامة ( يو 21: 15 - 17). إن الطبيب الحكيم الخبير، قدَّم في الوقت المناسب، والمكان المناسب، كلامًا مناسبًا لبطرس، مُعاتبًا إياه وهما وحدهما. فنفع الدواء وشفى الداء.

كم من المرات عاتبنا إخوتنا في وقت غير موافق، وجرحنا مشاعرهم بكلام قاسٍ، وعاتبناهم في مكان غير مُلائم. فلنتعلم من السيد أن نصمت إلى حين أن يكون الوقت للمعاتبة مناسبًا، فنربح أخانا.

بالحق نعجب يا سيدنا من كلمات النعمة التي خرجت من شفتيك، ونعجب كثيرًا من صمتك العجيب، وفي هذا كنت جميلاً كقول عروس النشيد «شفتاه سوسن تقطران مُرًا مائعًا» ( نش 5: 13 ).
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
في صمته حكمة
صمته العجيب
الآراء الخاصة بهروب المسيح دون صلبه، أو بهروبه بعد صلبه
شاهدت صلبه
عِلّة صلبه


الساعة الآن 11:10 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024