رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الشعب والميثاق الإلهي طُوبَى لِلشَّعْبِ الْعَارِفِينَ الْهُتَافَ. يَا رَبُّ بِنُورِ وَجْهِكَ يَسْلُكُونَ [15]. يرى المرتل وقد تحدث عن الله الذي يقيم عهده مع شعبه، أنه يود أن يصير كمن في عيدٍ لا ينقطع. يُسمع دومًا صوت أبواق العيد. إنه يقيم العهد ليتعرفوا على خبرة الحياة السماوية المطوَّبة. إن أعظم ما يتمتعون به ليس نوال بركات زمنية وخيرات أرضية ومكاسب مادية، إنما يتمتعون بنور وجه الله، فيسلكون رحلة حياتهم في فرحٍ مجيدٍ لا يُعبر عنه. لا يشعرون بالحاجة إلى شيءٍ، إذ هم في شركة مع الله خالق الكل ومدبر كل الأمور، والمعتني بكل كبيرة وصغيرة. يتحدثالعلامة أوريجينوس عن الحياة الكنسية كحياة فرحٍ دائمٍ وهتافٍ للرب، فيعلق على قول المرتل: "طوبى للشعب العارف الهتاف" (مز 15:89)، قائلًا: [لم يقل طوبى للشعب الذي يمارس البرّ، ولا للشعب العارف الأسرار، ولا لمن له معرفة بالسماء والأرض والكواكب، وإنما "طوبى للشعب العارفين الهتاف"... يقدم التطويب هنا بفيض، لماذا؟ لأن كل الشعب يشترك فيه، الكل يعرف صحبة التهليل. لهذا يبدو لي أن هتاف الفرح يعني وحدة القلب وترابط الروح معًا...عندما يرفع الشعب صوته باتفاق واحد، يتحقق فيه ما جاء في سفر الأعمال من حدوث زلزلة (أع١: ١٣)... فينهدم كل شيء ويبطل هذا العالم... إن أردت فلتصر أنت إسحق (تعنى الضحك) وتكون فرحًا للكنيسة أمك .] عمل الكنيسة بث روح الفرح وسط الجميع. صار الكلمة منظورًا بالتجسد، فنقول مع الرسول يوحنا: "الذي كان من البدء، الذي سمعناه، الذي رأيناه بعيوننا، الذي شاهدناه ولمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة... نكتب إليكم هذا لكي يكون فرحكم كاملًا" (1 يو 1، 4). يليق بنا أن نحمل كل علامات الفرح للتجسد، ليس فقط في الداخل، بل فرح الخارج، لأن مسيحنا قدَّس التجسد وصار ظاهرًا. عمل الكنيسة في اليوبيل كما في حياتها أن تبذل كل الجهد لتدخل بكل إنسانٍ إلى الحياة المفرحة، فيدرك الكل أن إنجيلنا هو أخبار مفرحة، ويتلمس العالم قوة الخلاص في فرح الكنيسة كما في بعثها روح الفرح الحقيقي ما استطاعت. * ليتنا لا نغرق في ضيقاتنا بل نقدم التشكرات في كل شيءٍ، فنقتني نفعًا عظيمًا، إذ نرضي الله الذي يسمح بالضيقات . القديس يوحنا الذهبي الفم * "طوبي للشعب العارفين الهتاف" يا لكم من شعب مطوّب...! ماذا أعني بالهتاف؟ أن تعرفوا الفرح الذي يتعدى التعبير عنه بكلمات. هذا الفرح ليس من عنكم مادام "من افتخر فليفتخر بالرب" (1 كو 1: 31). إذن لا تفرحوا بافتخاركم، بل بنعمة الله. إذ ترون إن تلك النعمة هي هكذا، إن اللسان يعجز عن أن يعبر عن عظمتها عندئذ تفهمون الهتاف. القديس أغسطينوس بِاسْمِكَ يَبْتَهِجُونَ الْيَوْمَ كُلَّهُ، وَبِعَدْلِكَ يَرْتَفِعُونَ [16]. اسم الله أو حضوره هو سرّ بهجتنا اليوم كله، أي كل أيام حياتنا، حتى في وسط الضيق. "بعدلك يبتهجون": أي ببِّره يتمتعون بالبرّ الحقيقي، فترتفع قلوبهم ونفوسهم لتلحق كما في السماء عينها. كأنما خلال أمانته في تحقيق وعوده يرفعنا لنعيش عن يمينه، ننعم بالمجد الداخلي، حسب وعده "أنا أكون مجدًا في وسطها". * لهذا لا ينكسر حتى يؤسس القضاء على الأرض. لا تفسِّروا هذا بأنَّه عيَّن وقتًا فيه سينكسر، أي بعد تأسيس القضاء على الأرض. ما يقوله هنا بالحري أنَّه سينتصر على أعدائه، ويسيطر حتى يؤسس قضاءه في العالم كله. فقد كُرز بالإنجيل في العالم كما لو تأسَّست قوانينه. مكتوب: "برَّك إلى الأبد، وناموسك هو حق" (مز 119: 142 LXX). يقول: "يضع الأمم رجاءهم في اسمه. فإنَّهم إذ يأتون إلى معرفته أنَّه بالحقيقة هو الله، بالرغم من ظهوره في الجسد، جعلوه رجاءهم، وكما يقول المرتِّل: "يفرحون في اسمه كل النهار" (مز 89: 16 LXX). فإنَّنا نُدعى مسيحيِّين ونضع رجاءنا كله فيه . القديس كيرلس الكبير * إن كانوا يفرحون بإثمهم، فإنهم لا يبتهجون اليوم كله. إذ لا يستمرون في فرحهم، عندما يبتهجون بأنفسهم ويسقطون بالكبرياء. القديس أغسطينوس لأَنَّكَ أَنْتَ فَخْرُ قُوَّتِهِمْ، وَبِرِضَاكَ يَنْتَصِبُ قَرْنُنَا [17]. إذ يتحدث عما يتسم به المؤمنون من روح الهتاف والبهجة كل أيام حياتهم، والتمسك ببّر الله وأمانته، فإنهم يمارسون هذه الحياة لا خلال انفعالٍ عاطفي مؤقت، وإنما بالتمتع بقوة الله عاملة فيهم. وكما يقول المرتل: "لأنك أنت تبارك الصديق يا رب، كأنه بترسٍ تحيطه بالرضا" (مز 5: 12). إن كان الله يكسر قرون الأشرار، فانه يرفع قرن أبنائه. "قلت للمفتخرين لا تفتخروا، وللأشرار لا يرتفعوا قرنًا. لا ترفعوا لإلى العلي قرنكم. لا تتكلموا بعنقٍ متصلب" (مز 75: 4-5). لأَنَّ الرَّبَّ مِجَنُّنَا، وَقُدُّوسَ إِسْرَائِيلَ مَلِكُنَا [18]. الله لا يعطينا فقط القوة لمواجهة المعركة ضد إبليس وأعماله الشريرة وحيله الخبيثة؛ ولا يقف عند إرسال من ينقذنا ويخلصنا من شدتنا، لكنه هو بنفسه مجننا، وهو ملكنا مخلصنا من كل خطايانا وضعفاتنا. يدعوه "قدوس إسرائيل"، فهو القدوس الذي ينسب نفسه لكنيسته، فيقدسها ويطهرها من كل خطيةٍ وضعفٍ. * كنت أتحرك مثل كومة رملٍ، أسقط! ما لم ترفعني أيها الرب لابد أن أسقط... إنه هو رافعكم، هو استنارتكم، بنوره أنتم في أمان، بنوره تسيرون، ببرَّه تتمجدون. إنه يرفعكم إلى فوق، إنه يحرس ضعفكم، يهبكم قوته، لا قوتكم. القديس أغسطينوس |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مزمور 104 | الخالق الإلهي |
مزمور 89 | أين هو الوعد الإلهي؟ |
مزمور 64| التدخل الإلهي |
لوطًا وأبرآم والميثاق الإلهي |
مردات الشعب فى القداس الإلهى - المعلم إبراهيم عياد |