يمكننا– بأقصى صدق وشجاعة لدينا– أن نطرح السّؤال البلاغيّ الذي وُجِّه من قِبل الرَّجُلين إلى النِّسْوة الحائرات أمام قبر يسوع الفارغ، في فجر يوم القيامة، على واقعنا الكنسيّ الرّاهن: «لِماذا تَبحَثنَ عن الحَيِّ بَينَ الأَموات؟» (لو 24/ 5)؛ أو أن نطرح أيضًا سؤال يسوع البلاغيّ– بصِيغة المفرد– الذي وَجَّهه إلى مريم المجدليّة: «لِماذا تَبْكينَ، أَيَّتُها المَرأَة، وعَمَّن تَبحَثين؟» (يو 20/ 15). ولنتساءل نحن أيضًا: عن أيّ يسوع نبحث في الكَنيسَة؟ عمَّن نبحث حقًّا؟
هل نحن نبحث عن "يسوع المعجزات والعَجائِب والأعاجيب"، الذي يحوّل الحِجارة إلى أَرغِفة خُبز، ويلقي بنفسه لأَسفَل من شُرفَةِ الهَيكل لتحمله المَلائكة على أَيديهم وتحميه، حتّى نستعبد البشرَ الأحرار عبر النّزعة الإعجازيّة والسّرّيّة أو الخُزَعْبِلَات الوهميّة؟
أَمْ نبحث عن "يسوع السّلطة"، الذي لا يمتّ بصلة لـ"سلطة يسوع" من أيّ زاوية، فهو مجرّد تعبير دينيّ ظاهريّ وخارجيّ لنزعة بشريّة باطنيّة (حتّى لا نقول "شيطانيّة") متأصّلة فينا للتسلُّط والتّملُّك على الآخرين وإظهار "الأنا" الأنانيّة؟