![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() اللؤلؤة كثيرة الثمن ليس من الطبيعي أن يفرح الإنسان عندما يُهان كما حدث لتلاميذ الرب الذين جّلِدوا بسبب تبشيرهم بالرب يسوع المسيح، كقوله: "وَأَمَّا هُمْ فَذَهَبُوا فَرِحِينَ مِنْ أَمَامِ الْمَجْمَعِ، لأَنَّهُمْ حُسِبُوا مُسْتَأْهِلِينَ أَنْ يُهَانُوا مِنْ أَجْلِ اسْمِهِ" (أع 5: 41). أما معلمنا بولس الرسول فقد خسر من أجل مسيحه القدوس وضعه الديني المتميز، كقوله: "مِنْ جِهَةِ الْخِتَانِ مَخْتُونٌ فِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ، مِنْ جِنْسِ إِسْرَائِيلَ، مِنْ سِبْطِ بِنْيَامِينَ، عِبْرَانِيٌّ مِنَ الْعِبْرَانِيِّينَ. مِنْ جِهَةِ النَّامُوسِ فَرِّيسِيٌّ" (في3: 5). وخسر أيضًا أصدقائه وأنسبائه بالجسد، وخسر راحته وتعرض للاضطهاد والشدائد وهو يبشر باسم المسيح، كقوله: "... فِي الأَتْعَابِ أَكْثَرُ، فِي الضَّرَبَاتِ أَوْفَرُ، فِي السُّجُونِ أَكْثَرُ، فِي الْمِيتَاتِ مِرَارًا كَثِيرَةً" (2كو11: 23). لم يستكثر الرسول ما خسره، بل اعتبر كل ما خسره نفاية لا نفع منها. إن الاستفسار الذي يحير البعض هو كيف تتحول الآلام والأحزان للفرح كما حدث مع الرسل الذين فرحوا عندما أُهينوا؟ أو كيفية تحولها إلى ربح، كقول معلمنا بولس الرسول: "بَلْ إِنِّي أَحْسِبُ كُلَّ شَيْءٍ أَيْضًا خَسَارَةً مِنْ أَجْلِ فَضْلِ مَعْرِفَةِ الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّي، الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ خَسِرْتُ كُلَّ الأَشْيَاءِ، وَأَنَا أَحْسِبُهَا نُفَايَةً لِكَيْ أَرْبَحَ الْمَسِيحَ" (في3: 8). إنه من الطبيعي أن يخسر الإنسان ما هو أقل قيمة، لكي يربح ما هو أكثر قيمة، وكلما كان الربح عظيمًا جدًا، كلما قلت في عيني الإنسان قيمة الأشياء التي يمكن أن يخسرها، حتى أنها قد تتضاءل لتصبح، وكأنها نفاية بالنسبة للمكسب العظيم جدًا جدًا. إن الرب يسوع المسيح هو الجوهرة أو اللؤلؤة الكثيرة الثمن، التي أمامها يرخص ويتضاءل كل غال حتى يصير نفاية، كقوله: "أَيْضًا يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ إِنْسَانًا تَاجِرًا يَطْلُبُ لآلِئَ حَسَنَةً، فَلَمَّا وَجَدَ لُؤْلُؤَةً وَاحِدَةً كَثِيرَةَ الثَّمَنِ، مَضَى وَبَاعَ كُلَّ مَا كَانَ لَهُ وَاشْتَرَاهَا" (مت13: 45- 46). القارئ العزيز... إن من له إيمان ومعرفة روحية عميقة يمكنه بسهولة أن يترك، وأن يقبل بفرح وبدون انزعاج أي خسارة من أجل الرب يسوع المسيح، لأنه يرى ويدرك بعين الإيمان من هو الرب يسوع المسيح الحبيب العجيب، وهو يدرك أيضًا أن الرب لن ينسى تعب محبته له. أما الشدائد والآلام فستزول وتنسى سريعًا، ليحل محلها الأفراح والأمجاد، كقوله: "اَلْمَرْأَةُ وَهِيَ تَلِدُ تَحْزَنُ لأَنَّ سَاعَتَهَا قَدْ جَاءَتْ، وَلكِنْ مَتَى وَلَدَتِ الطِّفْلَ لاَ تَعُودُ تَذْكُرُ الشِّدَّةَ لِسَبَبِ الْفَرَحِ، لأَنَّهُ قَدْ وُلِدَ إِنْسَانٌ فِي الْعَالَمِ" (يو16: 21). |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
احبوا أعدائكم باركوا لاعنيكم أحسنوا-القس بيشوي فايق-عظة قداس الاحد |
كتاب قباب الزيتون المنيرة - القس بيشوي فايق |
صانع الخيرات |
يا صانع الخيرات |
كتاب رسالة تعزية للراهب كاراس المحرقي |