رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أستير الملكة: إذ عاد زركسيس من حملته ضد اليونان مهزومًا انشغل باختيار الملكة الجديدة، ويبدو أن ما تم من استعدادات مع العذارى كان قبل مجيئه من المعركة وليس بعد مجيئه، إذ بقيت العذارى سنة كاملة يستعدن للقاء مع الملك. ويروي لنا السفر الاستعدادات التي قُدمت لأستير وهي: أولًا: كملت أيام تعطرها، "ستة أشهر بزيت المّر وستة أشهر بالأطياب وأدهان تعطر النساء" [12]. ماذا تعني الستة أشهر التي تعطرت فيها بزيت المرّ إلاَّ قبولها الدفن مع عريسها المسيح المدفون وقد طُيب بالمرّ... إنها تبقى ستة أشهر، ورقم 6 يُشير إلى أيام الخليقة، أي تبقى تحمل الآلام وتدفن مع عريسها كل أيام غربتها حتى يتم كمالها الروحي وتلتقي في اليوم السابع مع الرب وجهًا لوجه. وكما تدفن مع الرب هكذا تقوم معه، إذ تُشير الأطياب والأدهان إلى رائحة القيامة المبهجة. إذًا لنتألم معه وندفن معه ونقوم أيضًا معه! هذا هو طريق البلوغ إلى الإكليل السماوي. وكما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [يليق بكم ألاَّ تقلقكم هذه الآلام بل بالحري تفرحكم... هكذا يليق بنا أن نسلك الطريق حتى نشاركه في المجد والكرامة... ما أمجد الآلام! بها نتشبه بموته!]. ثانيًا: "وكل ما قالت عنه أُعطى لها للدخول معها من بيت النساء إلى بيت الملك" [13]. تحمل العذراء معها كل ما تريده من بيت النساء (العذارى)، فإنها إذ تنطلق إلى عريسها الملك السماوي تحمل ما قد جمعته هنا من مقدسات كالحب والنقاوة والفكر السماوي، تحمله علامة حب لعريسها مما قدمه هو إليها أيام غربتها على الأرض، أي تقدم له مما أعطاها. ثالثًا: "كانت أستير تنال نعمة في عيني كل من رآها" [15]. هذا هو رصيدها الحقيقي: نعمة الله المجانية التي تقيم النفس وترتفع بها حتى تصلح لمملكة (حز 16: 13)، فتجد نعمة في أعين الكل... هذه هي نعمة الله التي تسند الإنسان في جهاده والتي قال عنها القديس يوحنا الذهبي الفم: [ليس أقوى من الذي يتمتع بالعون السماوي، كما أنه ليس أضعف من الذي يُحرم منه]. رابعًا: "أُخذت أستير في الشهر العاشر هو شهر طيبيت في السنة السابعة لملكة" [16]. لا يمكن إقامة أستير كملكة إلاَّ في الشهر العاشر في السنة السابعة. الشهر العاشر يُشير إلى تكميل الناموس (10 وصايا)، الذي يتحقق خلال إتحادنا في المسيح الذي وحده لم يكسر الناموس، أما السنة السابعة فتُشير إلى كمال الإنجيل. وكأن تمتعنا بالملكوت يتحقق بقبولنا الناموس روحيًا في الرب خلال نعمة الإنجيل. خامسًا: "وعمل الملك وليمة عظيمة لجميع رؤسائه وعبيده، وليمة أستير، عمل راحة للبلاد، وأعطى عطايا حسب كرم الملك" [19]. لقد أنسته أستير متاعب معركته مع اليونان وخسارته الفادحة، وتحولت حياته إلى فرح، معطيًا راحة للبلاد أي إعفاء من الجزية لمدة عام أو إعفاء من التجنيد... وضع الملك التاج بيديه على رأسها [17]، إذ لا تستطيع النفس أن تملك إلاَّ بالمسيح يسوع الذي يتوجها بإكليل مجده، ويقيم وليمة باسمها تفرح قلب السمائيين، وتكون راحة إذ يحسب الرب إكليلها سبتًا مباركًا وعيدًا مفرحًا، أما عطاياه التي حسب كرم الملك فهي تقديم ذاته لنا كعريس نحمله فينا. هو العاطي والعطية، لا يبخل علينا بنفسه بل بفرح بقبولنا له، لنقول: "حبيبي ليّ وأنا له الراعي بين السوسن" (نش 2: 16). وكما يناجيه القديس أغسطينوس، قائلًا: [تسهر عليَّ، وكأنك قد نسيت الخليقة كلها! تهبني عطاياك، كآنيّ وحدي موضوع حبك]. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أستير الملكة صور |
أستير الملكة |
الملكة أستير |
فيلم الملكة أستير |
أستير الملكة |