رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حث الآخرين على الاتكال على الله تَوَكَّلُوا عَلَيْهِ فِي كُلِّ حِينٍ يَا قَوْمُ. اسْكُبُوا قُدَّامَهُ قُلُوبَكُمْ. اللهُ مَلْجَأٌ لَنَا. سِلاَهْ [8]. يليق بنا أن نتكل على الله، ونسلم له كل أمورنا، ليس في أوقات الشدة وحدها، وليس فيما يبدو لنا أنها أمور هامة، إنما نُسلِّم له حتى الأمور التي تبدو لنا تافهة، وفي كل الأوقات. إننا نسكب قدامه قلوبنا أينما وجدنا، وتحت كل الظروف، سواء كانت أوقات ضيق أو حزن أو أوقات فرج وفرح! * عوض ثيابنا، لنسكب قلوبنا قدامه. الأب ميثوديوس * هذا القول نبوة عن دعوة الأمم كافة. بقوله: "اسكبوا قلوبكم" يعني: اخرجوا من أنفسكم الأفكار الخبيثة والشر المؤذي، واعزلوها ونظفوا قلوبكم وطهروها. يقول باسيليوس الكبير: لا يمكننا أن نتمتع بالروح الطاهر مادامت الأدناس في قلوبنا، وأيضًا حبوا الله بدون غش من كل نفوسكم ومن كل قلوبكم ومن كل نياتكم، فلا يعتري إيمانكم ريب أو شك في أن الله هو المعين. وأيضًا "اسكبوا قلوبكم" معناه ابذلوا جهدكم وفرغوا غايتكم للتضرع والابتهال لله. السكب معناه الغزارة والوفرة، كقول الرسول إن محبة الله انسكبت في قلوبنا. الأب أنثيموس الأورشليمي جاءت كلمة "اتكلوا" عند القديس أغسطينوس "ترجوا". كلمة "الرجاء" في الأصل اليوناني تحمل سمة اليقين، وليس الرجاء بمعنى احتمال تحقيق الوعد أو عدمه، إنما الثقة في تحقيق الوعد الأكيد. * اقتدوا بيدوثون، ثبوا فوق أعدائكم، إذ هم بشر يحاربونكم، لكي يغلقوا طريقكم؛ إنهم يكرهونكم، فثبوا عليهم. "ترجوه يا كل مجلس الشعب، اسكبوا قدامه قلوبكم" [8]... وذلك بالتوسل إليه، والاعتراف له، والرجاء فيه. لا تحتفظوا بقلوبكم داخل قلوبكم؛ "اسكبوا قدامه قلوبكم". فما تسكبونه لا تهلكوه. إنه رافعي. فإن كان رافعي. فكيف تخافون من السكب؟ "القِ على الرب همك، وترجاه" (راجع مز 55: 22)... "الله هو معيننا"، هل هم معادلون لله بأية كيفية؟ هل هم أقوى منه بأية وسيلة؟ الله هو معيننا، فلا تهتموا. إن كان الله معنا، فمن علينا؟ (رو 8: 31) "اسكبوا قدامه قلوبكم"، بالوثب إلى فوق إليه، ورفع نفوسكم. القديس أغسطينوس إِنَّمَا بَاطِلٌ بَنُو آدَمَ. كَذِبٌ بَنُو الْبَشَرِ. فِي الْمَوَازِينِ هُمْ إِلَى فَوْقُ. هُمْ مِنْ بَاطِلٍ أَجْمَعُونَ [9]. يرى المرتل في الله خلاصه ومجده وصخرة قوته وملجأه؛ إذ لم يعد يتطلع إلى الله لكي ينقذه من تجربةٍ معينةٍ أو ضيقةٍ حلت به، إنما يود أن يدخل في أحضانه ويتمتع بالشركة معه. هذا هو مجده وقوته! لما كان الإنسان يميل بالأكثر إلى الاتكال على الذراع البشري، والسلطة الزمنية والإمكانيات المادية، لهذا إذ يقارن المرتل بين الله والإنسان، لا يوجد وجهٌ للمقارنة. فالإنسان في حقيقته نفخة، وكل ما يقتنيه باطل. مهما بلغ عمر الإنسان، ومهما نال من مواهبٍ وقدراتٍ وإمكاناتٍ وسلطانٍ، إنما كخيال يتمشى على الأرض إلى حين. إنه باطل إن قورن بالله القدير والحق. مهما كان سلوك الإنسان، فإنه لن يتبرر بذاته أمام الله، لهذا بدون النعمة الإلهية يُحسب في الموازين إلى فوق. يرى القديس أغسطينوس أن افتراءات الأشرار وشرورهم كثيرة ومختلفة فيما بينها مما تجعل الأشرار منقسمين، يحطمون بعضهم البعض، ويصيرون باطلًا. * كل ما في البشر باطل، سواء كان أموالًا أو ذكاء أو منازل أو مجدًا، لأنهم بالباطل هم منهمكون كلهم، وموازين قلوبهم مائلة وغير مستقيمة في اعتدال، ويميلون إلى الغدر بالناس... يقول أثناسيوس الجليلإن رؤساء اليهود كانوا بالموازين والمقادير يتحينون على المسيح خيانة، ويجتمعون بمؤامرات على إبادته، لكن حيلهم ومؤامراتهم بطُلت. الأب أنثيموس الأورشليمي * لأن تقدمات الصوم التي نندفع فيها بلا تفكير تمزق أمعاءنا بعنف، ونحن حاسبون أنها تُقدم بطريقة سليمة للرب. لكن ذاك الذي "يحبُّ البرَّ والعدل (الإفراز)" (مز 5:33) يكره السلب في تقدمة المحرقة...الذين يسلبون النصيب الأكبر من تقدمتهم (إذ يصومون للكرامة البشرية)... تاركين النصيب الأصغر جدًا للرب، هؤلاء تدينهم الكلمة الإلهية كفعلة خادعين، قائلة لهم: "ملعون من يعمل عمل الرب بغش (برخاوة).." (إر 10:48). إذن ليس بغير سبب يوبخ الرب من يخدع نفسه باعتبارات غير صحيحة فيقول: "إنما باطل بنو آدْم. كذب بنو البشر. في الموازين هم إلى فوق" (مز 9:62).لهذا يوصينا الرسول المبارك أن نقبض بزمام الإفراز ولا ننحرف إلى المغالاة في أي الطريقين (رو 3:12). ويمنع واهب الشريعة نفس الأمر قائلًا: "لا ترتكبوا جورًا في القضاء،ِ لا في القياس ولا في الوزن ولا في الكيل" (لا 35:19).إذن يجدر بنا ألا تكون في قلوبنا موازين ظالمة، ولا موازين مزدوجة في مخزن ضميرنا، بمعنى أنه يجب علينا ألا نحطم من يلزمنا أن نكرز لهم بكلمة الرب، بشرائع حازمة مُغَالى فيها أثقل مما نحتملها نحن، بينما نعطي لأنفسنا الحرية ونخفف منها... لأنه إن كنا نزن لإخوتنا بطريقة ولأنفسنا بأخرى يلومنا الرب بأن موازيننا غير عادلة ومقاييسنا مزدوجة، وذلك كقول سليمان بأن الوزن المزدوج هو مكرهة عند الرب والميزان الغاش غير صالح في عينيه (راجع أم 10:20). الأب ثيوناس لاَ تَتَّكِلُوا عَلَى الظُّلْمِ، وَلاَ تَصِيرُوا بَاطِلًا فِي الْخَطْفِ. إِنْ زَادَ الْغِنَى، فَلاَ تَضَعُوا عَلَيْهِ قَلْبًا [10]. بسبب محبة المال والرغبة في زيادة الثروة يلجأ الإنسان أحيانًا إلى الغش والظلم، بل وإلى النهب والسلب. إن ظن الإنسان أن الظلم هو الطريق السهل والأسرع لتحقيق مكاسبه المادية، أفلا يفسد قلبه؟ * رجائي هو في الله. نعم، فإني لا أقترب (إلى الشر) وأعبر "لا تتكلوا على الظلم" [10]. لكي أثب إلى فوق، أتكل على الله، فهل يوجد مع الله ظلم...؟ قد ينتعش الظلم إلى حين، لكنه لا يقدر أن يثبت. "لا تتكلوا على الظلم، ولا تطمعوا في الخطف". أنت لست غنيًا، أتريد أن تسلب؟ ماذا تجد؟ وماذا تفقد؟ يا لها من مكاسب مفقودة! إنك تجد مالًا، وتفقد برًّا! "لا تطمعوا في الخطف"... "طوبى للرجل الذي جعل الرب متكله، ولم يلتفت إلى الغطاريس (الأباطيل) والمنحرفين إلى الكذب" (مز 40: 4). نعم، إنك تريد أن تخدع؛ تريد أن ترتكب احتيالًا، ماذا تجلب لنفسك مقابل الغش...؟ فإنه ليس الغش ولا الخطف تشتهيه بعد، ولا تضع اتكالك على هذه الأمور بعد. القديس أغسطينوس * ليس فقط احذروا من الظلم والخطف، بل وإن جرى إليكم المال مثل سيل النهر فلا تشغلوا أفكاركم به. لأن المال هو شيء سائل لا يثبت. الأب أنثيموس الأورشليمي * إنني أراكم قلقين فأحزن عليكم، وإذ يؤكد لنا الذي لا يخدع "إنما باطلًا يضجون". فإنكم تدخرون كنوزكم مفترضين نجاح مشروعاتكم، ناسين تمامًا الخسائر والمخاطر العظيمة والميتات الناجمة عن المثابرة في الحصول على كل أنواع الربح (إنني لا أتحدث عن ميتات الجسد بل الأفكار الشريرة، لأنه قد يأتي الذهب ولكنه بالحق يذهب، فتكتسون من الخارج ولكن تكونون عراة في الداخل). ولكن لكي ما تعبروا هذه كلها وعلى أشياء أخرى كهذه في هدوء، لكي تعبروا على كل الأشياء التي هي ضدكم، فكروا فقط في الظروف المناسبة (المفيدة). انظروا إنكم تدخرون كنوزًا، والأرباح تتدفق عليكم من كل جهة، وأموالكم تنساب كالينابيع. أينما ضايقكم الفقر فاض عليكم الغنى، ألم تسمعوا: "إذا وفرت ثروتكم، فلا تميلوا إليها قلوبكم" (مز 62: 10). ها أنتم تنالون أعمالًا مثمرة. ولكنكم تقلقون باطلًا . القديس أغسطينوس * النفس هي التي تحكم الجسد وتعطيه حياة التي (بدونها) يكون بلا حياة ولا شعور. يوجد أيضًا الإنسان الأكثر سمُوًّا، الذي قيل عنه: "وأما (الإنسان) الروحي فيَحكم في كل شيء، وهو لا يُحكَم فيه من أحد" (1 كو 2: 15). مثل هذا يكون أكثر سموًا من الآخرين، وعنه يقول داود أيضًا: "فمن هو الإنسان حتى تذكره أو ابن الإنسان حتى تفتقده؟ يصير الإنسان كباطلٍ" (مز 8: 5؛ 144: 3-4) الإنسان كصورة الله ليس باطلًا، لكن الذي يفقدها (صورة الله) ويسقط في الخطية، ويتعثر في الماديات، مثل هذا يشبه الباطل . القديس أمبروسيوس |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مزمور 115 | الاتكال على الله |
مزمور 62 | تأكيد الاتكال على الله |
مزمور 62 | الاتكال على الله |
مزمور 55 - الاتكال على الله |
مزمور 62 - تفسير سفر المزامير - الاتكال على الله |