رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إرسالية رافائيل إلى غابيلوس طلب طوبيا من عزريا (رئيس الملائكة المتخفي) أن يذهب إلى غابيلوس يطلب منه الوديعة التي سبق أن سلَّمها له طوبيت. ونلاحظ في هذه الإرسالية الآتي: أولاً: ليس بالضرورة أن من يرسل أحدًا يكون المُرسِل أعظم من الرسول، فطوبيا الشاب أرسل رئيس الملائكة المُتخفي ليُقَدِّم له هذه الخدمة. * إن كنت تظن أن الذي يُرسَل أقل من الذي أرسله يلزم أن تتعلَّموا أن الصغير يمكن أن يرسل من هو أعلى منه في المقام [2]؛ والأكثر مقامًا يمكن أن يُرسِل من هم أقل منه[1]. القديس أمبروسيوس ثالثًا: اتَّسم طوبيا الشاب بالفكر الناضج والرقة في التعامل وتقديره للآخرين، ففي حديثه مع الملاك تحدث معه كأخٍ يثق في أمانته وحكمته وقدرته على التدبير. لم يصدر طوبيا أمرًا لعزريا، ولا اتفق معه على الأجرة، إنما بروح الحب طلب منه هذه الخدمة بأسلوبٍ لطيفٍ لائقٍ مع أنه لم يكن يعلم أنه رئيس ملائكة. تشبَّه الرسول بولس بطوبيا في تعامله مع إخوته، إذ يقول: "على سبيل الإذن لا على سبيل الأمر (1 كو 6:7)". كما قال: "لست أقول على سبيل الأمر بل باجتهاد آخرين مختبرًا إخلاص محبتكم أيضًا (2 كو 8:8)". فالإنسان بطبيعته يحب مَنْ يمتدحه ولا يفرض عليه أمرًا. رابعًا: اعتذر طوبيا له بلطفٍ أنه لا يستطيع أن يذهب معه ليرافقه، لأنه وعد حماه ألا يتركه طوال مدة وليمة العُرْسِ، أي أربعة عشر يومًا، وهو لا يقدر أن يحنث بوعده. خامسًا: طلب منه أن يدعو غابيلوس لحضور العُرْسِ، مع أن العادة التي كانت مُتَّبَعة في ذلك الوقت أن العريس أو الوالدين يبعثان العبيد للدعوة لحضور العُرْسِ. ففي المثل الذي ذكره السيد المسيح يقول: "يشبه ملكوت السماوات ملكًا صنع عرسًا لابنه، وأرسل عبيده ليدعو المدعوين" (مت 22: 2-3). مع هذا لم يتأفف رئيس الملائكة من أن يقوم بهذه المهمة. سادسًا: بالرغم من ضخامة الوديعة، سلَّمه الصك مطمئنًا. سابعًا: كان طوبيا حريصًا على إبراز تكريمه وتقديره لله ولأبيه فكان دائم التسبيح والشكر له، ولصديقه الذي كان يظنه أجيرًا، ولزوجته إذ قيل "أما طوبيا فبارك زوجته". إنه يحترم مشاعر الجميع مع حرصه ألا يُعَاق عن تحقيق هدف رحلته. ثامنًا: شعر طوبيا بعظمة هذا الأجير، فسلَّمه الصك الذي استلمه من أبيه، وتحدث معه كصديقٍ. تاسعًا: لم ينشغل طوبيا في فتح الأكياس والتعرُّف على عدد القطع الفضية. عاشرًا: العجيب في السفر كله أن جميع أعضاء العائلات الأربع أن يحرص الكل على بركة الرب، فلا ندهش مما قيل: "أما طوبيا فبارك زوجته" [6]. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
حينما تقابل رافائيل مع غابيلوس دفع إليه صكه |
غابيلوس يرد الفضة |
غابيلوس المتضع |
غابيلوس الطيب |
غابيلوس الأمين |