رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"ٱتبَعاني أَجعَلُكُما صَيّادَي بَشَر" (مرقس ١: ١٧) سِمعانَ واندراوس جاءا إلى يسوع كصيّادَي سمك، وصارا صيّادَي بشر، كما قيل: "هاءَنَذا مُرسِلٌ صَيَّادينَ كَثيرين، يَقولُ الرَّبّ، فيَصْطادونَهم، وبَعدَ ذلك أُرسِلُ قنَاصينَ كَثيرين، فيَقنِصوَنهم عن كُلِّ جَبَلٍ وعن كُلِّ تَلٍّ ومِن شُقوقِ الصَّخْر" (إرميا ١٦: ١٦). فَلَو أَرسَل حكماء وعظماء، لقيل إنّهم أقنَعوا الشعب وبالتالي ربحوه، أو خدعوه وبالتالي سيطروا واستَولوا عليه. ولو أرسل أغنياء، لقيل أنّهم خدعوا الناس بتغذيتهم، أو أفسدوهم بالمال وبالتالي حَكَموه. ولو أرسل رجالاً أقوياء، لقيل إنّهم قد أغروهم بالقوّة أو أَجبَروهم بالعنف. لكنّ الرُّسل لم يكن لهم شيئاً من هذا. وقد أَظهَر الربّ هذا الأمر للجميع من خلال مثل سمعان بطرس. كان يفتقر إلى الشجاعة، إذ كان خائفًا عند سماعه صوت جارية. كان فقيرًا، لأنّه لم يتمكّن حتّى من دفع حصّته من الضريبة، عندئذٍ قال له يسوع: "فاذهب إلى البحرِ وأَلقِ الشِّصَّ، وأَمسِكْ أَوَّلَ سمَكةٍ تَخرُجُ وافْتَحْ فاها تَجِدْ فيهِ إستاراً، فَخُذهْ وأَدِّهِ لهم عنِّي وٓعنكَ" (متى ١٧: ٢٧). وهو بنفسه قال: "لا فِضَّةَ عِندي ولا ذَهَب" (أعمال الرُسُل ٣: ٦). ولم يكن لديه معرفة وثقافة، لأنّه عندما أنكر الربّ، لم يعرف كيفيّة التملّص والهروب بِحيلة. لقد ذهب صيّادو السمك هؤلاء وانتصروا على الأقوياء والأغنياء والحكماء. إنّها لَمعجزة كبيرة: كونهم ضعفاء، اجتذبوا الأقوياء لعقيدتهم من دون عنف. علَّموا الأغنياء وهم فقراء. جعلوا الحكماء والعلماء تلاميذهم وهم جُهّال. لقد أفسحت حكمة العالم مكانها لهذه الحكمة التي هي في حدّ ذاتها حكمة كلّ حِكمة. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لقد جعلنا للحياة، جعلنا نُحفَظ حتى النهاية، حتى نعيش أبديًا |
مرض خطير ينتشر في العالم والعلماء يحذرون! |
تعليق القديسين والعلماء |
تعليق القديسين والعلماء 2 |
فتاة روسية، أذهلت الأطباء والعلماء |