لجأ القديس موسى إلى طريقة يُعبّر بها عن محبته للآخرين وبذله لأجلهم ومن جهة أخرى إتعاب جسده، وعوض استخدامه في أذية الآخرين يستثمره في التخفيف عنهم، كان الحصول على الماء أمرًا شاقًا بالنسبة للآباء، إذ يتوجب عليهم السير لمسافات بعيدة تتراوح ما بين ثلاثة إلى ثمانية كيلومترات، وانتهز هو هذه الفرصة ليمر سرًا على قلالي الشيوخ يأخذ جرارهم ليملأها لهم متحملًا في ذلك جهدًا كبيرًا، آملًا أن ذلك أيضًا قد يجعل جسده يتضع فيكف عن التمرد عليه. ولكن الشيطان "عدو الخير" لم يطق هذا الفعل، ففي إحدى المرات ضرب موسى ضربًا موجعًا، ويقال أنه ضربه بعصا غليظة على ظهره، ولم يعرف ما حدث إذ سقط مغشيًا عليه وظل هكذا إلى اليوم التالي حين عثر عليه بعض الإخوة الذين جاءوا ليستقوا ماءً فوجدوه على تلك الحالة السيئة.. وعلم القديس إيسيذورس الذي أمر بحمله إلى الكنيسة حيث استمر يعالجه لمدة تقرب من العام -مما يشبه الانزلاق الغضروفي- قبل أن يستعيد عافيته. وربما اتخذ له منذ ذلك الحين القلاية القريبة من الكنيسة، بعد أن قضى في منطقة "بترا" ست سنوات.