عَزْله من رئاسة دير المحرَّق:
لم تَدُم رئاسة هذا القديس لدير المحرَّق أكثر من 5 سنوات، امتلأ فيها الدير من إخوة الرب الأصاغر. ولكن عدو كل خير ورئيس هذا العالم لم يَرْتَحْ لهذا العمل الجليل، لأنه لا يعجبه ولا يَرْضَى عن رئاسةٍ كهذه. فأثار بعض الرهبان ضد القديس، فصاحوا الصيحة القديمة التي صاحها يهوذا الإسخريوطي قديماً قائلين: «لماذا هذا الإتلاف؟» (مت 26: 8)، واتَّهموا القديس بتبديد أموال الوَقْف! وأصرُّوا على عدم قبوله رئيساً بعد، لئلا يقضي على البقية الباقية من أموال الدير!
وظلُّوا على صخبهم هذا حتى عزلوه، وطردوا الفقراء الذين كان الدير يعولهم. ولكن القديس لم يحزن ولم يغضب، بل قابَل كل هذا بصدر رحب وصبر وطول أناة؛ إذ لم يكن له غرض شخصي يسعى إليه. ولم يكتفوا بعَزْل الرئيس القديس من الرئاسة، بل وحكموا بطرده من الدير أيضاً. فقَبِلَ ذلك شاكراً الله قائلاً: ”أنا أعرف بأنَّ الله «يجعل كل الأشياء تعمل معاً للخير» (رو 8: 28)“.