رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
التمتع بمناظر المجد نقرأ عن الذين أحاطوا باستفانوس أنهم «حَنِقُوا بِقُلُوبِهِمْ وَصَرُّوا بِأَسْنَانِهِمْ عَلَيْهِ» (ع54). إن “صَرِير الأَسْنَان” تعبير عن هذا المزيج الرهيب من الغيظ والغضب وثورة العاجز الضعيف مِن ناحية، وعن يأسه وإحباطه اللذين لا يُعبَّر عنهما، من ناحية أخرى. و«صَرِيرُ الأَسْنَانِ» ينتظر الخطاة في جهنم، حيث سيقضي الخطاة أبدية لا تنتهي في «الظُّلْمَةِ الْخَارِجِيَّةِ»، في يأس مُطبق، بلا بصيص مِن الرجاء، إذ «هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ». لكن هؤلاء الأشرار كانوا ما زالوا أحياء على الأرض، لم يمضوا بعد إلى الجحيم، لكنهم فعلوا ما سيظلون يفعلونه إلى أبد الآبدين «صَرُّوا بِأَسْنَانِهِمْ عَلَيْهِ»؛ لقد استحضروا الجحيم قبل أن يذهبوا إليه، لأنهم رفضوا الحق الواضح الصريح المختص بشخص الرب يسوع المسيح. ويا للبؤس! ويا للشقاء! إن غضبهم ملأهم بالمرارة والكراهية. ولقد رفضوا - وبإصرار - أن يكشف لهم أحد عن خطيتهم ليقودهم إلى التوبة، ولذلك جاء رد فعلهم شيطانيًا جهنميًا. وصرير أسنانهم لم يخمد إلا بعد أن أصبح استفانوس - الشاهد الأمين - جثة هامدة مُشوَّهة، وملَّطخة بالدماء. بينما كانت روحه - في هذا الوقت - هانئة مطمئنة في الفردوس. ولكن استفانوس تمتع بمناخ السماء وهو على الأرض «أَمَّا هُوَ فَشَخَصَ إِلَى السَّمَاءِ وَهُوَ مُمْتَلِئٌ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، فَرَأَى مَجْدَ اللهِ، وَيَسُوعَ قَائِمًا عَنْ يَمِينِ اللهِ. فَقَالَ: هَا أَنَا أَنْظُرُ السَّمَاوَاتِ مَفْتُوحَةً، وَابْنَ الإِنْسَانِ قَائِمًا عَنْ يَمِينِ اللهِ» (ع55، 56). لقد تمتع بجو كنعان السماوية، وأكل من ثمارها الشهية، وهو بعد في البرية الخربة المستوحشة (عد13: 23). وإذا كانت الأرض رفضته، كما رفضت سيده من قبل، فقد انفتحت السماء له، وإذ نظر إليها استمد شيئًا من أشعة المجد في وجه سيده المُقام من بين الأموات. ولم يستمد الأشعة لنفسه فقط، بل عكّسها على الذين من حوله أيضًا. لم يرتفع فقط - بكيفية عجيبة مدهشة - فوق الظروف التي كانت تُحيط به، بل استطاع أيضًا أن يُظهر لمضطهديه وداعة المسيح ونعمته (2كو3: 18). ويا ليتنا جميعًا هكذا! |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
التمتع بالاستنارة الروحية |
مزمور 105| التمتع بالميراث |
التمتع بما لا يُرى |
قادرين على التمتع بالمغفرة |
التمتع بالله |