المَوتُ قبلَ تَجسُّدِ المَسيحِ كانَ رُعبًا، حتّى أنَّ كثيرًا مِن مُفكِّري اليَوم يَقولُون إنَّهُ المَجهُولُ الأكبرُ بِالنِّسبَةِ إليهم.
الكِتابُ المُقدَّسُ في عَهدِهِ القَديمِ، أضاءَ على غَلَبَةِ المَسيحِ على المَوت، لِيَتَحقّقَ بِملئِهِ في العَهدِ الجَديد. نُبوءاتٌ عنِ القِيامَةِ سَطَعَت مِن خِلالِ ما تَفَوَّهَ بِهِ أنبياءٌ تَكلَّموا على مَجيءِ المُخلِّصِ والمَصلوبِ الّذي يُقيمُ، إذ يَدعو هُوشَعُ النَّبيُّ الشعبَ بِالرُّجوعِ إلى الرَّبِّ الإلهِ لأنَّهُ "فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يُقِيمُنَا فَنَحْيَا أَمَامَهُ"(هوشع ٢:٦).
وأَيقُونَةُ الصَّلبِ رَسَمَها إشعياءُ النَّبيُّ بِتَفاصيلِها الدَّقيقَة، فما كانَ يَنقُصُها إلّا ريشَةُ كاتِبِ الأيقُونَةِ لِيُجَسِّدَها خُطوطًا وأَشكالًا وألوانًا، بعدَ أن تَحقَّقَتْ وتَمَّتْ على الجُلجُلَة. ومِمَّا تَنبَّأ نَبيُّنا: "مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ سَكَبَ لِلْمَوْتِ نَفْسَهُ وَأُحْصِيَ مَعَ أَثَمَةٍ، وَهُوَ حَمَلَ خَطِيَّةَ كَثِيرِينَ وَشَفَعَ فِي الْمُذْنِبِينَ." (إشعياء ١٢:٥٣). وهُوَ نَصٌّ يُقرَأ في خِدمَةِ الصَّلبِ مِنَ القُرونِ الأُولى.