عندما بشّـر الملاك جبرائيل العذراء المُطوَّبة بأنها ستحظى بذلك الامتياز السامي أن تحبل وتلد ابن العلي المُتجسد، دُهشت للأمر حتى إنها قالت بروح البساطة: «كيفَ يكونُ هَذَا وأَنَا لَستُ أَعرِفُ رَجُلاً؟». وظاهر من هذا القول إنه قد تبادر إلى ذهنها أن ولادة ذلك الشخص العجيب إنما تكون ككل ولادة طبيعية، لكن الله في صلاحه وجوده يتخذ هذه الفرصة لإيضاح حقيقة التجسُّد، وتسليط النور على هذه القضية المهمة، ويُعطي في جواب الملاك على المُطوَّبة مريم تعليمًا ثمينًا غنيًا: «فأَجابَ الملاَكُ وقالَ لها: الرُّوحُ القُدُس يَحِلُّ عليكِ، وقوَّةُ العَليِّ تُظلِّلُكِ، فلذلِكَ أَيضًا القدُّوس المولودُ منكِ يُدعى ابنَ اللهِ» ( لو 1: 34 ، 35).