منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 09 - 07 - 2020, 09:53 PM
الصورة الرمزية walaa farouk
 
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  walaa farouk غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 368,189



موسي الأسود  الرجل الذي غلب الماضي

علي ابواب تلك الكنيسة النائية في الإسقيط بعدما ارسله القس ايسذوروس
، وقف الشَاب موسي متحيراً وقد دارت الدنيا به للحظات، تذكر صُراخ النفوس التي آذاها،
مع قهقهات المجون في مواخير الليل التي اعتاد ارتيادها ،
ازعجته رأسه وجمدت اوصاله فهو بعد دقائق سيقابل لابس الروح
، صديق الشاروبيم انبا مقاره الكبير، الجبل الشامخ ذائع السيط،
القديس المهوب الذي يرتج لأسمه كل القطر المصري،
فكيف يقف امام هذا القديس النقي وهو العابث الفاجر القاتل الزاني ، كيف تنفضح ؟
وتتعري نفسك الخاوية القبيحة امامه ؟


هكذا كانت الأفكار تُهاجم موسي بضراوة، وصور تلك الخطايا و السنين الماجنة
التي عاشها في زهو شبابه ، حياته الفاسدة و سلوكه اللاأخلاقي
، كانت تحيط برأسه كسرب من الطيور الجارحة التي تنهش في فكره ،
فكان ينفض رأسه من حين لآخر من شدة الفكر، معلناً انه قد اتخذ قراراً ولن يتراجع عنه،
سوف يعيش باقي حياته للمسيح مهما كلف الأمر.


وقف موسي امام كل المُصلين في الكنيسة، بقلب ممزق، وعيون منكسرة
،لكن بصلابة رجلُ قرر ان يطرح ماضيه وراءه ويدوس شكايات ابليس بقدميه،
ينفض ما هو وراء لكي يمتد الي ماهو قدام ،
ينفك من قيود الماضي و يفرد جناحاته ليطير في سماء حب يسوع بحرية كالنسر.
وقف موسي يعترف بكل خطاياه وقبائحه الماضية،
بكل ما فيها من فجور وبشاعة وجرائم تقشعر له أبدان السامعين،
وبينما كان موسي يعترف بخطاياه، بدموع وانسحاق قلب ،
كان قلب يسوع يتهلل برجوع ابنه الي حضن مراحمه،
وكانت السماء فرحة مشاركة للكنيسة في قبول موسي .


فقد رأي القديس مقاريوس امامه ملاكاً يقف شاخصاً نحو موسي بابتهاج و جدية
، و بجواره لوحًا عتيقاً غطته كتابات سوداء قبيحة، وكل خطية يعترف بها موسي ،
كان الملاك يمحوها من هذا اللوح، حتى إذ انتهى موسي من الاعتراف كان اللوح قد صَار جديداً،
و ابيضاً كالثلج .

فرح القديس مقاريوس بعمل الله مع موسي،
فوعظه وعزاه بكلمة الله وأعاده للقس ايسذوروس الذي ألبسه إسكيم الرهبنة، وأوصاه قائلاً :"
إجلس يا ابني في هذه البرية ،ولا تغادرها،لأنه في اليوم الذي تخرج
فيه منها تعود إليك كل الشرور ، لذلك أقِم زمانك كله فيها،
وأنا أؤمن أن الله سيصنع معك رحمة، ونعمة، وسيسحق الشيطان تحت قدميك . "

لقد كان موسي الأسود واعياً ، فأبليس كان يعايره كل يوم وكل لحظة بخطاياه ،
فقام موسي واعترف بها ، علانية ، امام الجميع
، فغفر الله له وسقطت شكايات ابليس و انطرح ابليس للتو أرضاً مهزوما و مصروعاً
تحت اقدام موسي التائب حتي قبل ان يبدأ موسي اي عمل من اعمال الفضيلة.


لقد ارتفع ابليس فوق هيكل موسي سنين هذه عددها ،
يضع رايات خزي الخطية فوق رأسه كأنه صار يملكه ،
وها هو موسي تسنده نعمة الله القدير فتقيمه من رقاده،
فيعلن توبته برجولة روحية فريدة ، ليكسوا وجه ابليس بالخزي،
ويطرحه ارضاً بتوبته ويبطل كل شكاياته
و تعييراته الكاذبة !
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الأنبا موسى الأسود | إن الإنسان الذى يهرب
موسى الأسود وفضائله | يا أبا موسى لقد صار الرجل الأسود أبيضا
تتعلم من مثال موسى، الرجل الذي صلى من أجل المسيئين إليه
الحب الذي شفى القديس موسى الأسود
قال القديس موسى الأسود : الذي يتهاون بعفة جسده


الساعة الآن 04:56 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024