رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كان خادم الكنيسة يقف بين تلاميذه، يُقدِّم لهم الدرس عن صليب المسيح. وكان تلاميذه من الفتيان الذين قاربوا الدخول إلى سنِّ الشباب. أما هو فكان رجلاً مُتقدِّماً في السنِّ، وكان ذا سيرة روحية طيِّبة، وله اختبارات روحية متقدِّمة، وكان ينقلها لهم بأسلوب بسيط وواضح مسنوداً بقصص معظمها واقعية. وبعد أن سرد لهم الدرس، جلس معهم يتحادث خارجاً عن حدود الدرس، متذكِّراً بعضاً من أحداث طفولته. فسرد لهم هذه القصة: + خرج ثلاثة: أب وابنه وصديق ابنه، في رحلة بحرية منطلقين من ساحل المحيط الباسيفيكي (الهادي) في قارب صغير. وفجأة هبَّت عاصفة هوجاء غير متوقَّعة، جعلت من المستحيل محاولة الرجوع إلى الشاطئ. وصارت الأمواج عالية جداً، لدرجة أنَّ الأب، وهو بحَّار ماهر مُتمرِّس، لم يستطع أن يحفظ توازن القارب، ممـا أدَّى إلى سقوط ثـلاثتهم في البحر. واختطف الأب من القارب طرف حَبْل النجاة الوحيد بالقارب، وكان عليه أن يتَّخذ قراراً موجعاً لم يتخذ مثله طيلة حياته: لأيٍّ من الصبيَّيْن يُلقي بحبل النجاة؟ وكان أمامه ثوانٍ قليلة ليتخذ قراره. كان الأب يعرف أن ابنه يعيش حياة مسيحية نشطة؛ ولكنه، من جهة أخرى، كان يعرف أيضاً أن صديق ابنه لم تكن له هذه الحياة. وكان الألم الذي يحس به الأب لا يُوازيه ولا أصوات الأمواج من حوله وهو في البحر. وأخيراً، صرخ وهو متأثِّر: ”إني أُحبك يا ابني“! ثم ألقى بالحبل إلى صديق ابنه، وأخذ يسحب صديق ابنه بحبل النجاة إلى القارب المنقلب. أما ابنه فقد اختفى وراء الأمواج العالية الهائجة، وفي طيَّات ظلام الليل. ولم يستطع فيما بعد أن يسترجع جثة ابنه. كان الأب يعرف أن ابنه فتى مسيحيٌّ حقّاً، وأنه سوف ينتقل إلى الأبدية ليكون مع المسيح، ولكن فكراً آلمه جداً أن صديق ابنه لو مات فسينتقل إلى الأبدية بدون المسيح. ولم يحتمل الأب هذا المصير الذي سيذهب إليه الفتى صديق ابنه. لذلك ضحَّى بابنه! + + + + وأردف الخادم قائلاً: ”وهكذا ما كان أعظم محبة الله الذي فعل نفس الشيء من أجلنا“! + ثم استند الخادم إلى ظهر مقعده بسكون ملأ غرفة الدرس. فبادره أحد تلاميذه قائلاً: - ”هذه قصة مأساوية. ولكني لا أُصدِّق أنها قصة حقيقية. إنها غير منطقية أن أباً يُضحِّي بحياة ابنه على أمل أن الفتى الآخر سوف يحيا حياة مسيحية حقَّة فيما بعد، ومَن يدري؟“ + فردَّ عليه الخادم وهو يبتسم ابتسامة عريضة، ونظر إلى الفتيان الجالسين أمامه وقال لهم: - ”من المؤكَّد أن القصة غير منطقية. ولكن ألم أقل لكم إن هذه القصة قد ألمحت لي في ذهني كيف أن الله، ونحن بعد خطاة، بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل مَن يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية؟“ + ثم صمت برهة غير قصيرة، وأكمل: - ”انظروا يا أولادي... إني أنا هو صديق ابن الرجل!“ + «ليس لأحد حُبٌّ أعظم من هذا أن يضع أحدٌ نفسه لأجل أحبائه» (يو 15: 13). |
01 - 10 - 2017, 07:18 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
|
رد: لمن يُلقي حَبْل النجاة
ميرسى على مشاركتك الجميلة
|
||||
01 - 10 - 2017, 08:55 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: لمن يُلقي حَبْل النجاة
ميرسى كتير على مرورك الجميل |
||||
02 - 10 - 2017, 02:10 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: لمن يُلقي حَبْل النجاة
- ”انظروا يا أولادي... إني أنا هو صديق ابن الرجل!“
+ «ليس لأحد حُبٌّ أعظم من هذا أن يضع أحدٌ نفسه لأجل أحبائه» (يو 15: 13). لمن يُلقي حَبْل النجاة؟ |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
طمعًا بقميص حُبَّ يُلقى علينا |
طلب إِبليس من يسوع ان يُلقي بنفسه من الشرفة |
دانيال يُلقى في جُبِّ الأسود |
عاطل يُلقي بطفل من الطابق الـ3 في الخانكة |
لمن يُلقي حَبْل النجاة؟ |