|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عظة الأحد 11 يوليو2010 بالكاتدرائية الكبرى بالعباسية: العطاء من الأعواز هناك أشكال كثيرة للعطاء من الأعواز سنتكلم عنها اليوم.. وهذا العطاء الذي من الأعواز يكون في كل شيء. سواء من المال أو من الوقت، أو من الراحة، أو من الصحة أو من أي شيء. 1) العطاء من أعوازك من المال أو الأشياء المادية: من أمثلة الذين أعطوا من أعوازهم في الكتاب المقدس: الأرملة التي امتدحها السيد المسيح: الله مدح الأرملة التي دفعت فلسين في الصندوق.- فلسين هذه تماثل 2 مليم. وجمع فلس "فلوس" فكلمة "فلوس" جاءت من كلمة "فلس". – وقال أنها أفضل من الجميع لأنها دفعت من أعوزها. لذلك ما يعطى من الفائض قيمته قليلة، أي عندما تعطي من الفائض عنك تكون قيمته قليلة لا تماثل ما تعطيه من العوز. أرملة صرفة صيدا: كانت هناك مجاعة وفي المجاعة لا توجد حتى المياه اللازمة لسقي الزرع. ولم تكن هذه الأرملة تمتلك سوى كوز الزيت به قليل من الزيت وكوار الدقيق به قليل من الدقيق. وكانت تنوي عمل فطيرة تأكلها هي وابنها الوحيد ثم يموتان بعد ذلك لأنهما لا يمتلكان أي شيء آخر. ثم جاءها إيليا النبي وقال لها أعطيني هذه الفطيرة لآكلها. فأعطتها له بالرغم من أنه لا يوجد لديها غيرها وستموت بعد ذلك هي وابنها. فبارك الله بيتها كله وقال لها كوار الدقيق لا ينقص وكذلك كوز الدقيق إلى أن تنتهي المجاعة لأنها أعطت من أعوازها. تقديم العشور من الأعواز: وهكذا الذي يقدم العشور من أعوازه. حيث يكون مرتبه كله لا يكفيه للمعيشة، ومع ذلك وبالرغم من أنه محتاج لكل مليم إلا أنه يعطي العشور. تأكدوا كما أقول باستمرار لمن حولي العبارة التالية: "الله لا يبات مديون". ماذا تعني هذه العبارة؟ الكتاب يقول "من يعطي الفقير يقرض الرب" أي أنك بهذا العطاء تقرض الله. والله لا يبات مديون. فيعطيك خير لا تستطيع أن تحصيه. تقديم البكور: ما قلناه على العشور ينطبق على البكور أيضاً. البكور أي "أول كل شيء" أول علاوة، أول ترقية، أول إيراد إضافي، أول درس خصوصي، أجر أول كشف طبي، أجر أول عملية عملها طبيب، تقدمها للرب. والرب يبارك لك في المتبقي معك. تقول لي: كنت انتظر هذه العلاوة بفارغ الصبر ومحتاج إليها. فأقول لك: جيد أن تعطي أول علاوة لله من أعوازك، فلن ينسى لك الله هذا العمل. المهم أنك فيما تدفع من أعوازك تبرهن أنك لا تحب المال ولا تحب المادة. والله يقول لك: "أنا أفتح إليك كوى السماء وأفيض عليك بركة". هَاتُوا جَمِيعَ الْعشور إِلَى الْخَزْنَةِ لِيَكُونَ فِي بَيْتِي طَعَامٌ، وَجَرِّبُونِي بِهذَا، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ، إِنْ كُنْتُ لاَ أَفْتَحُ لَكُمْ كُوَى السَّمَاوَاتِ، وَأَفِيضُ عَلَيْكُمْ بَرَكَةً حَتَّى لاَ تُوسَعَ. (سفر ملاخي 3: 10). الفقراء يعطون من أعوازهم: والمال الذي يدفعه الفقير أكثر بكثير جداً من المال الذي يدفعه الغني مهما كانت الكمية. لأن الفقير عندما يدفع، يدفع من أعوازه. في أحد المرات حكى لي نيافة الأنبا يوأنس حكاية على أديرة الصعيد حيث أتته سيدة تريد أن تقدم 20 جم وقالت له: "بس يا أبونا سآخذ جنيه واحد مصاريف رجوعي بالمواصلات لأنها لا تملك مصاريف المواصلات" وحاول أبونا أن يعطيها أكثر من الجنيه فرفضت بشدة وقالت له: "أبداً أنا جئت لأعط لا لآخذ" وفعلاً أخذت جنيه واحد فقط ووعدت أنها لا بد أن تعيده في السنة القادمة. هذه السيدة أعطت من أعوازها. إن عطاء مثل هؤلاء الناس لا تصرفه الكنيسة بل تحتفظ به في الخزينة كبركة. لأن الذي يعطى من الأعواز بركة. ومثلها أيضاً سيدة أخرى من الريف ذهبت إلى أبونا بمنزله وقالت له: "خذ يا أبونا هذا لله." وكان هذا الذي قدمته عبارة عن "4 بيضات" هذه الأربع بيضات كل ما عندها، ومن احتياجها، حيث استطاعت أن تأتي بأربعة بيضات من الفرخة التي عندها وسلمتهم لأبونا. طبعاً أبونا لن يضع هذه الأربع بيضات في الخزينة لكن هذه الأربع بيضات بركة لأنها من أعواز هذه السيدة. القديس "أولجيوس" قاطع الأحجار: هناك قصة قديس اسمه "ألوجيوس" قاطع الأحجار كان يأتي له درهم واحد في اليوم. وبمجرد أن يأتيه الدرهم يقف عند حافة المدينة، يستقبل الضيوف الغرباء ويضيفهم من هذا الدرهم الواحد. الله لا ينسى أبداً أن شخص يعطي من احتياجه لغيره. مثل هذا المحتاج يكون قد دخل من الباب الضيق الذي يؤدي إلى الملكوت. في كل هذا قد نجد كنائس كثيرة يأتيها فلوس وأموال كثيرة تستخدمها في المباني والتعمير ولا يكون للفقراء نصيب. هؤلاء لا يعطون من احتياج ولا يعطوا من سعة وهذه مشكلة. 2) العطاء من الأعواز من الأبناء: إبراهيم أب الآباء: عندما نتكلم عن العطاء من الأعواز لا يكون الكلام عن المال فقط. بل هناك أيضاً عطاء الأبناء. فإبراهيم أب الآباء امرأته سارة كانت عاقراً ومع ذلك الله أنعم عليها بابن هو "إسحق". وإبراهيم أخذ ابنه الوحيد حسب وصية الله لكي يقدمه محرقة أمام الله. فهذا أعطى من أعوازه. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). فليس لديه أولاد سوى إسحق ومع ذلك قدمه لله. ولذلك قال له الله أولادك سيكونون مثل عدد نجوم السماء ورمل البحر. لأنه أعطى من العوز الذي عنده. حنة زوجة ألقانا: حنة زوجة ألقانة كانت عاقر وذهبت لتصلي في الهيكل وقالت: "يا رب لو أعطتني ولد، سأقدمه لك"، وفعلاً الله أعطاها صموئيل. فبمجرد أن كبر قليلاً وأصبح يمشي على رجليه، أحضرت له ملابس مثل التونية وأرسلته إلى الهيكل لكي يخدم هناك. هذه أيضاً أعطت من اعوازها حيث أنها لم يكن لديها أبناء غيره. وعندما وجدها الله هكذا، أعطاها أولاد آخرين ليعيشوا معها. الأبناء المكرسين: في التكريس أيضاً. أحياناً أب وأم يكون عندهم ابن يريد أن يكرس حياته لله فيبخلون به على ربنا. ويرفضوا لأنهم يريدونه. وهذا خطأ. أعطوه من أعوازكم ليخدم الله سيكون سبب بركة للعائلة كلها. 3) العطاء من الأعواز من الناحية الصحية: مثل إنسان يعطي إحدى كليتيه لإنسان عنده فشل كلوي، فهذا يعطي من الأعواز. أو شخص يكون عنده تليف في الكبد يحتاج لفص من كبد آخر فيجد من يعطيه هذا الفص من كبده. بالرغم من أنه في حاجة إليه. ولكنه يعطي من أعوازه. أو شخص يكون ابنه مريض ويحتاج جزء من نخاع أحد أقاربه، فيأخذ جزءاً من نخاع أخ أو أخت أو أب أو أم، يعطون من أعوازهم لكي يشفى. أو شخص يكون مريض ويحتاج لنقل دم، فيتبرع له إنسان آخر ويعطيه من دمه، فهذا أيضاً يعطي من أعوازه. لأنه لا يوجد إنسان يستطيع أن يستغنى عن دمه. فالعطاء من الأعواز، ليس فقط المقصود به العطاء من المال وحده وإنما يعطى الإنسان من كل ما يحتاج إليه. القديسين كانوا يقدمون من أعوازهم: نفتكر في هذه المناسبة أحد القديسين كان يسير ووجد إنسان فقير جداً وليس له ثوب يرتديه، فخلع ثوبه وأعطاه له. (لأنه رجل راهب لا يمتلك شيء) ثم مر على شخص آخر كان فقير جداً فطلب منه إحسان وهو لا يملك، فلم يكن معه سوى إنجيله، والأناجيل في تلك الأيام كانت قليلة جداً لأنه لم يكن هناك مطابع، كانت الأناجيل تنسخ باليد فباع إنجيله وبالثمن أعطاه احتياجه ثم رجع للدير فقالوا له أين ثوبك؟ فقال لهم لبسه المسيح. لأن المسيح قال: "كُنْتُ عُرْيَانًا فَكَسَوْتُمُونِي" (إنجيل متى 25: 36). فقالوا له وأين إنجيلك؟ قال لهم: "إنجيلي كان يقول لي أعط كل ما تملك" فلم أكن أملك غيره فبعته. فالإنسان عندما يعطي من أعوازه تكون عطيته مقبولة جداً عند الله. قصة زوجة كاهن عملت بأقواله: حدث مرة مع أحد الآباء الكهنة، كان يعظ عن آية "من له ثوبين فليعط من ليس له" فرجع البيت ووجد أن امرأته أعطت للفقراء من ثوبيه. فقال لها: "أين ثيابي؟" قالت له: "أعطيتها للفقراء ألم تقل: "مَنْ لَهُ ثَوْبَانِ فَلْيُعْطِ مَنْ لَيْسَ لَهُ" (إنجيل لوقا 3: 11) قال لها: "يا بنتي! هذا كلام نقوله للناس.."! 4) العطاء من الأعواز من الوقت: في الصلاة: أنت تستطيع أن تعط الله من أعوازك من جهة الوقت مثلاً. فعندما تكون راجع متعب في آخر اليوم وتريد أن تنام، فتصر على أن تصلي صلاة الليل، بالرغم من شدة تعبك، تكون في هذا تعطي من أعوازك ومن حاجتك للراحة والنوم. لذلك يقول مار اسحق: "اغصب نفسك على الصلاة في الليل وزِدها مزامير". عندما تكون مستريح وتقف للصلاة، لا تساوي صلاتك وأنت متعب وتغصب نفسك على الصلاة بالرغم من تعبك. في الخدمة: وكذلك في الخدمة، لقد عشنا أيام في الماضي في الأربعينات مثلاً كان بعض الخدام الأتقياء جداً والأذكياء جداً كانوا في أيام الامتحانات يذهبون إلى الخدمة ويؤدون عملهم في مدارس الأحد ويحضروا الدروس ووسائل الإيضاح. وعندما تقول لأحدهم أنت محتاج لهذا الوقت لأن امتحانك غداً، تجده يصر على الخدمة ليعط من أعوازه من جهة الوقت. ومثلاً في مجال الخدمة أتذكر في أحد المرات حكاية حدثت منذ أكثر من 40 سنة زوجة أحد الآباء الكهنة الأتقياء اتصلت بي بالتليفون، وكنت أسقف في ذلك الوقت. وقالت لي هل ترضى أن أبونا فلان يخرج من البيت الساعة 6 صباحاً قبل أن يستيقظ أولاده ويرجع الساعة 12 ليلاً بعد نوم أولاده فلا يراه الأولاد. قلت لها لا هذا لا يرضيني. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وقابلت بعد ذلك أبونا وقلت له: "ماذا تفعل؟ أولادك لا يروك صباحاً أو ليلاً؟! فقال لي: أعذرني يا سيدنا الخدمة تضطرني لذلك. فقلت له: لا بل بيتك أيضاً محتاج إلى خدمة فلا بد أن تخدم بيتك لا تترك أولادك هكذا دون أن يروك وتذهب للخدمة. يجب أن تعط من أعوازك في الخدمة لأولادك وبيتك. وتهتم ببيتك فلا يقال عنك "باب النجار مخلّع" لابد أن تأخذ بالك من أولادك. مثال آخر من نوع آخر: أب رجل أعمال مشغول جداً في عمله ولا يوجد لديه وقت لبيته وأولاده. فعندما تسأله وما ذنب أولاده وزوجته؟ فيرد عليك قائلاً: ظروف العمل ونجاح العمل يقتضي أن أنشغل طول الوقت. فأقول له: لا بل حتى لو كان العمل بهذا الشكل يجب أن تعط من أعوازك في العمل وتخدم أسرتك. لا بد أن نأخذ بالنا حتى من جهة الوقت. أتذكر في الماضي حوالى عام 48 أو 49 كنت في شبين القناطر وكنا نركب القطار من باب الحديد. ففي أحد الأيام كنت ذاهب لأركب القطار وكان الباقى على موعد القطار 5 دقائق. ووجدت رجل مسكين يجر عربة بحمار ووقع الحمار وكان سيموت وممكن العربة تنقلب لأن الحَمَّار قائدها وقع. فركنت شنطتي وساعدت هذا الرجل بالرغم من قرب موعد القطار. إلى أن قام الحمار. وكان نتيجة هذا أن القطار تأخر 5 دقائق حتى وصلت ولحقت به. فالله عوض الوقت الذي أعطيته للناس. فأنت أعط من أعوازك في الوقت والرب لن ينسى لك ذلك. بالنسبة للآباء الكهنة: العطاء من الوقت للإفتقاد: بالنسبة للآباء الكهنة ليتكم تعطوا من أعوازكم في الوقت لافتقاد الشعب. تقول ليس لدي وقت، وكثير من الآباء يقول ليس عندي وقت. كلمة "لا يوجد عندي وقت" أترجمها أنا في مخي "لا يوجد عندي رغبة". لأن لو عندي رغبة سأجد وقت. بدليل أنك عندما يكون عندك رغبة لقراءة الجرائد تجد وقت. وتجد وقت لزيارة بعض أقاربك وأحبائك. إذن ستجد وقت حيثما توجد رغبة. ستجد وقت عندما يكون عندك النية والله يعطيك الإمكانية (دي تجييب دي).. العطاء من الوقت للإعترافات: لازم يكون عندك وقت لقبول الاعترافات وعندك وقت لاحتمال المعترفين. وأحياناً معترفين يطيلوا في الاعتراف خاصة البنات. اعترافات البنات غالبيتها حكايات. أى لا تقول أنا أخطأت في كذا وكذا بل تقول يا أبونا حصل كذا كذا وحكايات دون أن تقول فيما أخطأت. فأنت تحتمل حكاوي البنات وربنا يساعدك. بعض الآباء الكهنة يقول أنا لا أحتمل هذا. فأقول له: لا بل من أعوازك أعطهم بعض الاحتمال. العطاء من الوقت لزيارة المرضى: كذلك في زيارة المرضى فعندما تزور المريض كأنك زرت المسيح نفسه. لأنه قال: "كُنْتُ مَرِيضًا فَزُرْتُمُونِي" (إنجيل متى 25: 36). فلا بد من أعوازك تجد وقت للإفتقاد ومن أعوازك تجد وقت للإعتراف وللإرشاد ولزيارة المرضى. عندما تزور المرضى كأنك زرت المسيح نفسه. لو الإنسان وضع في نفسه أن يعطي من الأعواز، سيجد نفسه ينتصر على كل الأسباب. |
24 - 08 - 2016, 11:17 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: عظة الأحد 11 يوليو2010 بالكاتدرائية الكبرى بالعباسية: العطاء من الأعواز
العظة مفيدة جداً
ربنا يبارك خدمتك |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|