26 - 06 - 2012, 04:57 PM | رقم المشاركة : ( 31 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: رَحَلْة العائلة الْمُقَدَّسَة إِلَى أَرْض مصر
العائلة المقدسة ببلدة الأشمونين بجوار ملـوى 22- الأشمونين بعد أن إرتحلت العائلة من جبل الطير عبرت النيل من الناحية الشرقية إلى الناحية الغربية حيث بلدة الأشمونين بجوار ملوى. نبذة عن بلدة الأشمونين: تقع جنوباً على بعد 300 كم من القاهرة. كان إسمها باللغة المصرية القديمة "خمنو" التى تعنى ثمانية وذلك لأن أهل هذه المدينة كانوا يعبدون ثمانية آلهة وكان أكبرهم تحوت المرموز إليه بطائر اللقلق وقد تطورت الكلمة فصارت تكتب باللغة القبطية هكذا وقد أندثرت هذه المدينة وحلت محلها مدينة أخرى بنفس الأسم وقد سميت المدينة الجديدة الأشمونيين، وتعنى الأسماء القبطية الجديدة (الثمانية الثانية) أو (أشمون الثانية) وفى عهد البطالسة الرومان كان إسمها هرمو بوليس الكبرى. وقد إندثرت المدينة القديمة وحلت محلها مدينة أخرى بنفس الإسم لذلك سميت المدينة الجديدة " أشمونين " لقد زارها المؤرخ الأسقف بلاديوس فى أواخر القرن الرابع وقد رأى أوثانها محطمة إتماماً لنبوءة أشعياء النبى"1: 19 ". كذلك زارها البابا أثناسيوس الرسولى فى شهر أكتوبر عام 362 م هرباً من الأمبراطور يوليانوس، وقد إلتقى به نيودوروس رئيس دير طابانا الذى يقع بالقرب من سوهاج، وكان قد جاء ليحتفل بقدومه إحتفالاً باهراً وقد إستمر البطريرك مدة حتى قتل يوليانوس عام 363 م وتولى عوضاً عنه يوبيانوس الذى نشر حرية الأديان فعاد البابا أثناسيوس الرسولى إلى كرسيه. راجع أيضاً قاموس اللغة القبطية تأليف أقلوديوس يوحنا لبيب القاهرة 1611 ش الجزء الخامس ص 80- 81 وسميت هذه المدينة فى العهد اليونانى أثناء الإحتلال البطلمى لمصر بأسم Heropolis Magna وقد كانت الأشمونيين مركزاً لأسقفية قبطية هامة ومن أشهر أساقفتها الأنبا ساويرس المعروف بإبن المقفع فى القرن العاشر الميلادى. تقع آثار الأشمونين على مسافة 9 كيلو متراً شمال غرب ملوى وتقع الكنيسة الأثرية التى يسمونها البازيليكا فى نهاية الطريق الأسفلتى للآثار وسط أطلال كثيرة من الأثار الفرعونية المخصصة للآله " تحوت". ويشهد بلاديوس.. الكاتب الكنسى المعروف فى القرن الرابع أثناء حديثة عن الأنبا أبولون، بزيارة العائلة االمقدسة للأشمونيين كحادثة معروفة فيقول: " قد رأينا قسيساً آخر أسمه ابولو عاش فى أقليم الصعيد فى منطقة الأشمونيين حيث جاء المخلص مع القديسة مريم ويوسف، إتماماً لنبوءة أشعياء 19: 1 الذى قال: " هوذا الرب يركب على سحابة سريعة ويدخل مصر، فتتزلزل أوثان مصر من وجهة ويذوب قلب مصر فى داخلها " The Paradise, by PALLADIUS, London,1907, vol. I p. 304 بازيليكا الأشمونين دير أبو حنس بملوى منارة كنيسة ديرأبو حنس بملوى معجزات الطفل الإلهى فى مدينة الأشمونين لقد أجرى الطفل الإلهى معجزات كثيرة فى الأشمونين منها: 1- حيث كان أهلها يعبدون حصاناً من النحاس، كان يقوم فى مدخل المدينة لحراستها، فتحطم أمام جلال الرب وكذلك سقطت أوثان المعابد وتهشمت وخرجت خدامه الشياطين وبطلت قوته0 2- وكذلك كان يوجد هناك أشجار ونخل كثير، وكان يتعبد لها الوثنيون فلما مرت العائلة المقدسة أمامها أنحنت نحو الأرض وصارت لأوراقها قوة شفاء الأمراض ببركة رب المجد يسوع المسيح له المجد. 3- يذكر أبو المكارم أنه كان فى فناء كنيسة العذراء بالأشمونين شجرة سورية الأصل وكانت ثمارها تسمى سابستان (حمراء اللون) وأنها إنحنت لما إقترب منها يسوع، وأن حاكمها أراد قطعها، ولكن البابا أغاثون الأسكندرى ال 39 (658 -677) وقف أسفلها. وأنه عندما تقدم شخص ليقطعها بالبلطة قفزت فى وجهه، فتركها الحاكم ولم يتم قطعها فى حينه، وقد تأيدت هذه الروايات بما عثرت عليه بعثة أثرية فرنسية من مخطوطات الأشمونين (1887م) توضح أن" السيد المسيح أقام موتى، وجعل العرج يمشون، والصم يسمعون، والخرس يتكلمون، والبرص يطهرون.00" وذكر ميناردوس أن خمسة جمال سدت الطريق فى السوق أمام العائلة المقدسة، ونظر إليها يسوع فتحولت إلى أجسام متجمدة كالأحجار. شهادة القديس ودامون الأرمنتى فى اليوم الثامن عشر من شهرمسرى المبارك ذكر السنكسار القبطى سيرة الشهيد وهذا نصها: فى هذا اليوم إستشهد القديس ودامون من مدينة أرمنت، كان فى بيته ومعه ضيوف من عابدى الأوثان فقال بعضهم لبعض " هوذا قد سمعنا أن إمرأة وصلت إلى بلاد الأشمونين، ومعها طفل صغير يشبه أولاد الملوك، وقال آخرون: هل هذا الطفل جاء إلى البلاد المصرية؟ وصار كل منهم يتحدث عن الصبى. فلما إنصرف الضيوف نهض ودامون وركب دابته ووصل إلى مدينة الأشمونين ولما وصل أبصر الطفل يسوع مع مريم أمه فسجد له. فلما رآه الطفل تبسم فى وجهه وقال له " السلام لك يا ودامون قد تعبت وأتيت إلى هنا لتحقيق ما سمعت من حديث ضيوفك عنى لذلك سأقيم عندك ويكون بيتك مسكناً لى إلى الأبد"0 فإندهش القديس ودامون وقال: "يا سيدى أنى أشتهى أن تأتى إلى فى بيتى وأكون لك خادماً إلى الأبد". فقال له الصبى: "سيكون بيتك مسكناً لى أنا ووالدتى إلى الأبد إذا عدت من هنا وسمع عابدو الأوثان أنك كنت عندنا يعز عليهم ذلك ويسفكون دمك فى بيتك، فلا تخف لأنى أقبلك عندى فى ملكوت السموات إلى الأبد، وأنت تكون أول شهيد فى بلاد الصعيد". فقام الرجل وسجد للسيد المسيح فباركه ثم إنصرف راجعاً إلى بيته. فلما عاد ودامون إلى أرمنت سمع عابدو الأوثان بوصوله، فجاءوا إليه مسرعين وقالوا: هل الكلام الذى يقولونه عنك صحيح؟ فقال لهم: نعم أنا ذهبت إلى السيد المسيح وباركنى وقال لى: أنا آتى وأحل فى بيتك مع والدتى إلى الأبد. فصرخ كلهم بصوت واحد وأشهروا سيوفهم عليه ونال إكليل الشهادة فى مثل هذا اليوم0 ولما أبطلت عبادة الأوثان وإنتشرت المسيحية فى البلاد وجعلوا بيته كنيسة على إسم العذراء مريم وإبنها الذى له المجد الدائم وهذه الكنيسة هى التى تسمى " الجيوشنة" وتفسيرها " كنيسة الحى" وهى بدير بأرمنت وهى باقية حتى الأن. شفاعته تكون مع جميعنا أمين وبعد أن إرتحلت العائلة المقدسة من الأشمونين سارت إلى فيليس "ديروط الشريف" حالياً |
||||
26 - 06 - 2012, 04:57 PM | رقم المشاركة : ( 32 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: رَحَلْة العائلة الْمُقَدَّسَة إِلَى أَرْض مصر
مجىء العائلة المقدسة إلى " قرية فيليس" ديروط الشريف حالياً بعد أن إرتحلت العائلة المقدسة من الأشمونين سارت جنوباً إلى أن وصلت قرية فيليس Philes أو Phylace أو منليس وحالياً يطلق عليها إسم ديروط الشريف وتقع ديروط الشريف او فيليس سابقاً فى البر الغربى وتبعد 5 كم شمال غربى ديروط المحطة وقد أقامت العائلة المقدسة بها عدة أيام، وقد أجرى رب المجد يسوع المسيح له المجد عدة معجزات وهناك شفى كثيرين. ويوجد الآن بها كنيسة على إسم السيدة العذراء مريم. كنيسة السيدة العذراء بديروط الشريف وقيل أن نجاراً كان هناك وقد دعى ديانوس عرف يوسف النجار حيث سبق أن إلتقى به فى أورشليم، وكان له إبن به روح نجس، طرحه على الأرض وقال " ما لنا ولك يا يسوع الناصرى؟ لقد جئت وراءنا لتعذبنا هنا، بعدما تركنا لك أورشليم ". فأمره يسوع المسيح أن يخرس ويخرج منه.0 فآمن به كثير من الحاضرين، وتحطمت أوثان كثيرة هناك وسافروا من ببلاو إلى صنبو وكانت أسقفية قبطية كبيرة ولها دير، ولكنه هجر فى القرن ال15 م، وقد قيل أن العائلة المقدسة قابلت " عرساً " ولكن أهل العروس كانوا حزانى لأن الشيطان أمسك لسانها، فلما دخلت أم النور إلى العرس، حملت العروس الطفل يسوع فإنفلتت عقدة لسانها، وسبحت الله. وقد ذكرها أميلينو الفرنسى فى كتابه عن جغرافية مصر فقال: أن اسمها القبطى Terot Sarabian نسبة إلى القديس القديس الأنبا صرابامون الشهيد أسقف نقيوس Sarabamon. إذا فإسم ديروط يرجع إلى الإسم القبطى مع تغيير أسم صرابون إلى أسم الشريف وهو يطلق فى اللغة العربية على علية القوم والأولياء. وأورد المؤرخ أبو المكارم فى مخطوطة فى القرن 12 الميلادى منية خصيب (مدينة المنيا حالياً) الذى أنشأ هذه المدينة نصرانى وأسمه بأبن خصيب وعرفت بأسمه وكان يسكنها هو وأهله وكان لهم ثروة وعبيد تخدمهم، وكانت منيسة خصيب تعرف قديماً بأسم بوقسيس (والأصح بوفسيس نسبة إلى تلميذ القديس آباهور صاحب دير سوادة أواخر القرن الرابع وأوائل القرن الخامس الميلادى وكانت المنيا تنسب له) وهذه المدينة فى البر الغربى وبها عدة بيع (كنائس) واحده للسيدة العذراء مريم وكنيسة للقديس مار جرجس خارج المدينة وثالثة للملاك ميخائيل وللملاك كنيسة أخرى فى داخل المدينة وواحدة للشهيد مرقوريوس والأخرى لأبوفسيس، وفى البرية كنيسة للقديسة العذراء مريم وأهرى للشهيد مرقوريوس وكنيسة للملاك ميخائيل خارج المدينة على طريق دلجة (دلجة مركز دير مواس المنيا) ودير على أسم الشهيد تادرس خارج تهور - وذكر ان منية خصيب فيها جسد القديس هلبس (هلياس الشهيد من أهل هناس تذكار عيده فى 14 برمهات).. زمن منية خصيب عاد المسيح غلى مصر ومنها إلى الشام فى طريق عودته وهناك أول كنيسة انشأت فى الوجه القبلى وكرزت وكان يطلق عليها قوص قام فى البرية وتفسير قوص قام تعنى المكفن بالحلفاء للصعاليك وقد بناها قوس بن قفط أبن مصرايم وجاء إليها الرب يسوع والسيدة العذراء مريم ب والشيخ البار يوسف عند هروبهم من هيرودس الملك الكافر قاتل الأطفال فى بيت يعلوها ويصعد إليه بدرج (سلم) وفى هذا أنفتحت بنفخة السيد فى الحائط ولم تفتح بيد ولا بآلة من الآلات وفى الكنيسة مذبح واحد وكان تكريزة بحلول الرب يسوع والتلاميذ الكبار فى سحابة على ما شهد به ميمر البابا فيلاتاوس (راجع تكريس الدير المحرق) وهو البطريرك 23 على الماء إلى أن يتقدس والريحان والأوراق والسرج على المنائر وأن ترش بالماء حوائط الكنائس وتقدم إلى بطرس بتكريز كل الكنائس على مثال التكريز الأول بالمحرقة من أعمال الأشمونيين. مدينة ديروط باسم منية بنى خصيب وكانت تعرف قديماً بمنية بوفيس نسبة إلى تلميذ آباهور صاحب دير سوادة. ولم تطل مدة إقامة العائلة المقدسة فى ديروط غير أياماً، وتذكر كتب التقليد ان الرب يسوع أجرى آيات وعجائب ومعجزات فيها وشفى كثيرين ولكن لم تذكرها بالتفصيل. وبعد إقامة العائلة المقدسة عدة أيام بديروط الشريف أكملت المسيرة جنوباً حتى مدينة القوصية |
||||
26 - 06 - 2012, 04:57 PM | رقم المشاركة : ( 33 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: رَحَلْة العائلة الْمُقَدَّسَة إِلَى أَرْض مصر
العائلة المقدسة فى مدينة القوصية 24- القوصية العائلة المقدسة فى مدينة القوصية بعد أن إرتحلت العائلة المقدسة من مدينة ديروط الشريف إتجهوا جنوباً إلى مدينة القوصية. وقد ذكر جوتيية فى قاموسه مدينة القوصية فقال: أن أسمها الدينى Qest والمدنى Qas والقبطى قوص قام Qouskam وفى معجم البلدان "قوصقم" وهى قرية غناء (ملآنة بالزروع) فى صعيد مصر على البر الغربى، وذكرها أيضاً المقريزى فى الخطط المقريزية بأسم قوس قام أما إقلاديوس فى القاموس القبطى العربى الجزء الأول فقال: " أن القوصية مشتقة من العبارة الهيروغليفية Kockou أى مقبرة البقر حاتحور المقدسة لدى قدماء المصريين وترمز عندهم للآلهة إيزيس. ويرجح نيافة الأنبا غريغوريوس فى كتاب " الدير المحرق " إصدار عام 1992م أن المدينة التى رفضت العائلة المقدسة ليست هى القوصية الحالية وإنما كانت بلدة قديمة أخرى كانت بقربها وصارت خراباً " لفقدانها بركة العائلة المقدسة " وكانت تسمى مدينة قسقام. أما بالنسبة للعائلة المقدسة فلم يرحب أهلها بهم وطردوهم، وذلك عندما رأوا معبودهم البقرة " حاتحور " التى ترمز للآلهة إيزيس سقط وتحطم أمام جلال الرب يسوع المسيح، وقد لعن رب المجد هذه المدينة فصارت خراباً. وبعد أن لعن الرب هذه المدينة إرتحلت العائلة المقدسة حتى وصلت لقرية مير |
||||
26 - 06 - 2012, 04:58 PM | رقم المشاركة : ( 34 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: رَحَلْة العائلة الْمُقَدَّسَة إِلَى أَرْض مصر
25- قرية ميرة مجىء العائلة المقدسة إلى قرية ميرة "مير حالياً" بعد أن إرتحلت العائلة المقدسة من مدينة القوصية سارت لمسافة 8 كم حتى وصلت إلى قرية مير غربى القوصية. لقد أكرم أهل مير العائلة المقدسة فباركهم رب المجد يسوع المسيح له المجد، ولذلك تعتبر أرض مير الزراعية خصبة وكثيرة الإنتاج الزراعى ويضرب بها المثل فيقال: "الفقير فقرى ولو زرع فى مير". ذكر فى تاريخ البطاركة للأستاذ / كامل صالح نخلة بأن البطاركة الآتى أسمائهم من بلدة مير: (1) البطريرك البابا غبريال الثامن (97) (1587 - 1603 م)0 (2) البطريرك البابا متاؤس الرابع (102) (1660 - 1675 م)0 وإرتحلت العائلة المقدسة بعد ذلك إلى جبل قسقام وسط أرض مصر |
||||
26 - 06 - 2012, 04:59 PM | رقم المشاركة : ( 35 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: رَحَلْة العائلة الْمُقَدَّسَة إِلَى أَرْض مصر
فى ذلك اليوم يكون مذبح للرب فى وسط أرض مصر00 [ أش 19 : 19 ] العائلة المقدسة فى جبل قسقام ديــــــــر المحـــــــرق بعد أن إرتحلت العائلة المقدسة من قرية مير إتجهت إلى جبل قسقام الذى يبعد نحو 12 كيلومتر غرب بلدة القوصية التى تقع فى محافظة أسيوط، على بعد 327 كيلو متراً جنوب القاهرة، وعلى بعد 48 كيلو متراً شمال مدينة أسيوط. دير السيدة العذراء مريم - المحرق - جبل قسقام نبذة عن دير المحرق يعتبر جبل قسقام "دير المحرق" من أهم المحطات التى إستقرت فيها العائلة المقدسة، ويشتهر هذا الدير بإسم " دير العذراء مريم " بسبب تاريخه المجيد، تبوأ مركز الصدارة وشرف الإمتياز لأنه كان الموضع المقدس الذى طال مقام العائلة المقدسة فيه أكثر من غيره من الأماكن الأخرى وهى مدة "ستة أشهر وعشرة أيام"، ولذلك أطلق علية بيت لحم الثانى. أصبحت القاعة التى أقامت فيها العائلة المقدسة مدتها هى نفس الهيكل الذى يقام فيه القداسات والصلوات بكنيسة العذراء فى الدير حيث أجرى فيها رب المجد وهو طفل عجائب ومعجزات وآيات شفائية عديدة. وفى غرب المغارة التى أصبحت كنيسة منقورة فى الصخر بالجبل الغربى، كانت السيدة العذراء تأوى إليها أحياناً، وصار الشعب المسيحى يأتون إلي هذه القبة ويتباركون منها. والدير أساساً أسمه دير العذراء حيث أقامت العذراء مريم فى القاعة والمغارة التى صارت هيكل للكنيسة الأثرية فيه، لهذا تعتبر العذراء شفيعة الدير وشفيعة رهبانه ولآهالى المنطقة المحيطة به، فيقدمون النذور بأسمها وتقوم العذراء بفعل الآيات والعجائب مع محبيها، ولهذا أصبح المكان مقدساً لهذا يطلق عليه القدس الثانى أو جيل الزيتون. وفى نفس المكان بنى الشيخ البار يوسف النجار بيتاً صغيراً من الطوب وغطاه بأغصن النخيل، وكانت قاعته العليا يصعد إليها بدرج. أقدم مذبح وكنيسة فى مصر والعالم – فى دير المحرق تعتبر الغرفة أو المغارة التى سكنتها العائلة المقدسة هى أول كنيسة فى مصر بل فى العالم كله، التى قيل أن المخلص دشنها بنفسه ورش فى أركانها الماء المبارك بيديه الطاهرتين، وكان رئيسا الملائكة ميخائيل وغبريال يحملان الوعاء الذى يحتوى الماء الذى قدسه رب المجد بذاته. وقد دشن السيد المسيح برية قسقام فى الساعة الثالثة (أي التاسعة صباحاً) من نهار اليوم الموافق السادس من هاتور. وكلما سكب الماء كان له المجد يقول: " اليدان اللتان خلقتا آدم ونسله وتسمران على خشبة الصليب، تقدسان هذا البيت العظيم". وأقام الرب يسوع مذبح الكنيسة وكان بعينيه هو حجر المغارة الذى جلس عليه له المجد وهو طفل وموقع مذبح كنيسة العذراء الأثرية تماماً يكون "فى وسط أرض مصر" وعليه إنطبق حرفياً قول الله على لسان نبيه أشعياء النبى: فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ مَذْبَحٌ لِلرَّبِّ فِي وَسَطِ أَرْضِ مِصْرَ وَعَمُودٌ لِلرَّبِّ عِنْدَ تُخُمِهَا. (أشعياء 19: 19) ويذكر ابو المكارم أنه كان هناك حوض ملأوه ماء فتحول إلى خمر كما تحول خمراً فى عرس قانا الجليل (يوحنا 2: 1- 11)، ولعل ذلك الموقف قد يكون السبب عندما طلبت السيدة العذراء فى عرس قانا الجليل من السيد المسيح أن يفعل شيئاً من أجل أهل العرس وكأنها هنا تذكرت معجزة تحويل الماء إلى خمر فى جبل قسقام. وفى مقابل المغارة المقدسة والتى أقامت فيها العائلة المقدسة وأصبحت كنيسة بئ الماء التى أصبحت بركة وأشتهرت البئر بأن كل من يشرب بإيمان من مائها أو يستحم به ويشكوا من أسقامة وأمراضه ينال الشفاء وصار ماء البئر حلواً كماء نهر النيل، لكل من يشرب منه. فى نفس المكان أيضاً ظهر ملاك الرب للقديس يوسف النجار فى حلم آمراً إياه قائلاً: "قم وخذ الصبى وأذهب إلى أرض إسرائيل لأنه قد مات الذين كانوا يطلبون نفس الصبى" (مت 2: 20). كنيسة العذراء الأثرية فى الجهة الغربية من دير المحرق موقع ووصف دير المحرق يقع دير العذراء الشهير باسم الدير المحرق عند سفح الجبل الغربى الذى يطلق عليه أهل الصعيد جبل قسقام، ويقع الدير فى محافظة أسيوط بنحو (48) كيلو متراً شمال المدينة المذكورة، ويبعد بحوالى 12 كيلو متراً غرب بلدة القوصية. وتمتد الصحراء والتلال والكسبان الرملية غرب الدير بمسافات شاسعة بأمتداد الصحراء، وشمال الدير وشرقة تلتقى عين الإنسان بالحقول الخضراء الجميلة التى تريح النظر وتبهج النفس بفضل وصول مياة النيل حتى هذه الحدود، وبهذا يكون هذا الدير هو الحد الفاصل بين الحياة فى العالم وحياة الوحدة فى البرية. ويعتبر الدير المذكور من أوسع وأكبر الأديرة فى الصحراء المصرية بل وفى الشرق كله، إذ تبلغ مساحته حوالى عشرين فداناً. ولدير سمعة تاريخية عالية وإشتهر رهبانه بالعلم والتقوى وممارسة الكرازة فى خارج البلاد المصرية حيث وصل بعض الرهبان إلى جنوب أوروبا وسطها وشمالها حتى إيرلندا. الرحالة الفرنسى فانسليب VANSLEB زار مدينة قسقام ووجدها خربة وقتئذ، وقد أمضى بالدير شهرا فى عام 1664م. وقد زار الرحالة جوليان Jullien دير المحرق عام 1883م وقد قال أن رئيس الدير أبلغه أن دير العذراء هذا من الأديرة التى شيدها الأنبا باخوميوس فى الصعيد، وأنه يمثل الخط الذى يحدها من الشمال، ولذلك سمى ب المقرر ثم حرفت الكلمة إلى المحرق راجع Jullien,L ' Egypte, p. 247 منظر خارجى لدير السيدة العذراء - المحرق بوابة الدير الرئيسية الكبرى أسماء دير المحرق وأسباب تسميته بهذا الإسم 1- يسمى دير العذراء نسبة إلى العذراء مريم حيث أقامت العائلة المقدسة فى القاعة أو المغارة التى صارت هيكل الكنيسة الأثرية التى يحيط بها الدير، ولذلك تعتبر شفيعة الدير ورهبانه والمنطقة المحيطة به ولذا تقدم النذور بإسمها وتجرى العجائب فيه لجميع الزوار من جميع الأجناس، ولهذا أصبح المكان مقدساً مثل القدس أو جبل الزيتون. 2- يسمى دير قسقام أو دير جبل قسقام لأن الدير قائم بجوار مدينة تسمى بإسم قسقام وقد خربت منذ زمن بعيد ولم يبق إلا إسم الجبل الذى يشير إلى إسمها وقد بقى هذا الإسم ليعلن أن الذى لا يكرم الرب يسوع فى الفقراء والمعوزين والغرباء لا يكرمه الرب أيضاً. وكلمة قسقام هى كلمة قبطية معناها "مدفن الحلفاء" وذلك لأن فقراء تلك المنطقة كانوا يكفنون موتاهم بالحلفاء (كتاب أبى المكارم " كنائس مصر وأديرتها " المنسوب خطأ لأبى صالح الأرمنى صفحة 98، 99 ") ويرجع سبب تسمية الدير بإسم المحرق للأسباب الأتية: 1. كان الدير يظل فترة طويلة معظم أيام السنة بعيداً عن الماء كما كانت تنصب فيه المياه قبل غيره من الحياض وتحصل تحاريق بالأرض فسمى " حوض المحرق " وقد سمى الدير تبعاً لذلك. 2. إن الحوض الزراعى الذى أقيم فى وسطه الدير كانت تنمو فيه أعشاب الحلفاء والحشائش الجبلية، ولغزارتها كانوا الفلاحون يحرقونها بالنار ليتخلصوا منها فسمى الدير بالمحرق0 3. تعرض الدير لهجمات الأعراب واللصوص فهدموه وأحرقوه بالنار التى ظلت آثارها عليه فسمى بالمحرق ثم أعيد بناؤه بعد ذلك. 4. كذلك روى أن حرباً نشبت بين حاكم مقاطعة الأشمونين وحاكم القوصية أو قسقام فأنتصر حاكم الأشمونين وأحرق قسقام فصارت المنطقة كلها تعرف بالمحرقة وأصبح هذا الدير يعرف بالمحرق على هذا الأساس0 5. قد ذكر الأب الرحالة " جوليان " " الذى زار الدير عام 1883 م أن رئيس الدير وقتئذ أبلغه أن دير العذراء هذا من أديرة الأنبا باخوميوس التى شيدها فى الصعيد، وأنه يمثل الخط الذى يحدها من الشمال، ولذلك سمى ب " المقرر " ثم حرفت الكلمة إلى المحرق. 6. قد ذكر صاحب كتاب تاريخ كنائس مصر وأديرتها لأبى المكارم أن سبب تلك التسمية يرجع إلى أنه كان يسكن فى الجهة المجاورة رجل جبار شرير قاسى محب لفعل المعاصى لا يؤمن بالله ولا يخشى عذابه يسمى " خرتبا بن ماليق " فأنزل الله عليه عاصفة أحرقته ولم يبق له أثر لذلك صارت المنطقة تعرف بالمحرقة. موت يوسى (أخر حدث للعائلة المقدسة فى جبل قسقام) هو من أقارب عائلة يسوع، ولكنة ليس يوسى إبن مريم زوجة كلوبا شقيقة السيدة العذراء الصغرى، لأن يوسى ابن مريم شقيقة العذراء (يوحنا 19: 25) والتى تسمى مريم زوجة كلوبا (أو حلفى)، فهو لم يكن قد ولد بعد، ومذكور فى الإنجيل أنه من أخوة المسيح الأربعة (متى 13: 55)، (متى 27: 56)، (مرقس 6: 3)، (مرقس 15: 40- 47). ويذكر المؤرخون: أن رجلاً من سبط يهوذا إسمه يوسى وهو من أقارب مريم العذراء ويوسف النجار، جاء من بلاد الشام، وأمكنه بعد تعب كثير أن يصل إلى العائلة المقدسة فى جبل قسقام. وقد أتى ليبلغهم بما فعل هيرودس الملك، وكيف قتل جميع الأطفال التى فى بيت لحم وإذ علم بهروب الطفل الإلهى وأمه، أرسل عشرة جنود للبحث عن الطفل وأسرته والقبض عليهم أحياء ليقتلهم بيديه واحداً واحداً. فلما سمعت العذراء مريم هذا الحديث، إنزعجت وأسرعت فإحتضنت الطفل الإلهى وصعدت به إلى سطح الغرفة العليا التى أعدها القديس يوسف النجار له ولأمه للإختباء فيها، فطمأنها الرب يسوع وقال لها: "لا تخافى يا أمى ولا تبكى، فإن بكاءك يحزننى إن الوقت لم يحن بعد ليسلم إبن الإنسان، وسوف لا يعرف الجند مكاننا " وتطلع إلى القديس يوسف النجار وإلى سالومى وقال لهما: لا تخافا ثم وجه الخطاب إلى يوسى لقد تعبت من أجلنا كثيراً وتحملت مشاق السفر أميالاً عدة، إن أجرك كبير. ثم قال له: والآن أسترح أنت، وهنا يمكنك أن ترقد. فأطاع يوسى وأخذ حجراً ووضعه تحت رأسه، وأغمض عينيه وما هى إلا فترة قصيرة حتى أسلم الروح (+). + ميمر البابا ثيئوفيلوس مخطوط 9/ 14 من مكتبة مخطوطات دير المحرق - وكتاب ميامر وعجائب العذراء مريم ص 96- 98 + The History of the Virgin Mary related to Timothy, Patriarch of Alexandria. in Legends of Our Lady etc. p. 99 فنهض القديس يوسف النجار وسالومى وقاما بدفن جثة يوسى بالقرب من البيت ووضعا على القبر حجراً مربعاً وكتب عليه يوسف باللغة العبرانية: أنا يوسف النجار، الذى من الناصرة، خادم هذا السر العظيم أقرر أننى وخطيبتى مريم العذراء وسالومى، ورب المجد قضينا فى هذا المكان ستة أشهر وعشرة أيام بذلك الجبل الطاهر وانه فى هذا المكان يرقد يوسى (+) + ميمر أنبا قرياقوص أسقف البهنسا - كتاب ميامر وعجائب العذراء ص 111 أين هو قبر يوسى؟ يروى التقليد الكنسى أن قبر يوسى موجود بدير المحرق وإن كان غير ظاهر على وجه الأرض أى غير معروف مكانه، ويذكر نيافة الأنبا غريغوريوس بأنه يوجد هناك مخطوطة تشتمل على قراءات دورة عيد الصليب المجيد (مخطوطة رقم 13 د/19 " ورقة 19) بكنيسة العذراء بدير المحرق. حسب ترتيب دير سيدتنا العذراء المعروف بدير المحرق بجبل قسقام: على أن يمر الكهنة والرهبان فى دورة عيد الصليب وفى المحطة التاسعة على قبر يوسى بدير المحرق وهذا نص التعبير: (+) ثم أنهم يتوجهون إلى قبر يوسا.. ويصلون أوشية الإنجيل.. وهناك يقرأون مزمور 117 (118): 19؛ 20 والأنجيل من مار مرقس 6: 1- 6. (+) مخطوط رقم 13د/ 19 طقس من مكتبة مخطوطات دير المحرق، وهو المخطوط المستعمل فعلاً قى دورة الصليب، ويوجد الآن فى خزانة كتب كنيسة العذراء الأثرية بالدير ورقة 19 و ورقة 46 وبحسب التسليم المستقر من شيوخ رهبان الدير، يتوجه الموكب إلى عتبه بارزة مرتفعة عن أرض الدير عند الزاوية الغربية الجنوبية من الحائط الغربى لكنيسة العذراء الأثرية من الخارج، ويقفون هناك يتلون الصلوات دوية الصليب الخاصة بتلك المحطة من محطات الدورة. وفى المحطة التاسعة - خلال تلك الدورة - نقرأ فى المخطوطة ما يلى: " إنهم يتوجهون إلى قبر يوسا، عند عتبة بارزة عن أرض الدير، عند– الزاوية الغربية الجنوبية من الحائط الغربى لكنيسة العذراء الأثرية - من الخارج ويتلون صلوات دورة الصليب هناك " (ورقة 46 من نفس المخطوطة السابقة). كنيسة السيدة العذراء الجديدة بدير المحرق وقيل أن كنيسة العذراء الأثرية المذكورة (فى الجهة الغربية من الدير المحرق) بنيت سنة 60 م بعد مجىء القديس مارمرقس لمصر. وأن السيد المسيح قام بنفسه بتدشينها بالماء، بحضور تلا ميذه، كما جاء فى الرؤيا التى ظهرت فيها أم النور لقداسة البابا ثاؤفيلس (البطريرك 23 فى أواخر القرن الرابع) وقصت عليه تفاصيل الرحلة التاريخية للعائلة المقدسة بمصر، وأعلنت له أن السيد المسيح له المجد هو الذى دشن هذه الكنيسة (كما ذكر فى السنكسار المخطوط والموجود بدير المحرق رقم " 2/9، 3/9 " كما سجله نيافة الأنبا غريغوريوس فى كتابه عن الدير ص 106. والدفنار " 6 هاتور"). وبعد ذلك قام الأنبا باخوميوس أبو الشركة بإنشاء الدير وأسواره سنة 349 م وقد تم ترميم كنيسة العذراء 5 مرات وترجع الكنيسة الحالية إلى القرن ال 12 -13م السيد المسيح يبارك المكان من المرجح أن موت يوسى فى هذا المكان كان آخر حدث يحدث للعائلة المقدسة فى هذا المكان لأنه بعد ذلك ظهر ملاك الرب ليوسف فى حلم وأمره بالعودة إلى فلسطين: " فلما مات هيرودس إذا بملاك الرب قد تراءى ليوسف فى الحلم بمصر قائلاً: قم خذ الصبى وامه، واذهب إلى ارض إسرائيل، فإنه قد مات الذين يطلبون نفس الصبى، فقام وأخذ الصبى وامه وجاء إلى أرض إسرائيل (أنجيل القديس متى 2: 19- 21). وقبل أن يغادروا البيت الذى أقاموا فيه وقتاً طويلاً سألت العذراء مريم إبنها الحبيب أن يمنح المكان الذى آواهم بركة خاصة، فأجاب الرب سؤالها وفتح فاه قائلاً: فلتدم بركة أبى الصالح والروح القدس فى هذا البيت إلى الأبد إن هذا المكان الذى ترينه يا أمى القديسة ستقام فيه كنيسة، وهذا البيت يكون هيكلاً مكرساً لله يقدمون فيه للرب ذبائح ونذوراً. وملاك السلامة يبارك فى كل من يأتى إليه ويسجد فيه بأمانة والذين سيقربون سيظلون ثابتين على الإيمان الأرثوذكسى إلى يوم مجىء الثانى. وكل من يأتى إلى هذا البيت بإيمان وعبادة، سأمنحه مغفرة جميع خطاياه إذا إعتزم على عدم العودة إليها، وسأسلكه فى عداد القديسين وكل من كان فى شدة أو مرض أو حزن أو ضيق وأتى إلى هذا المكان المقدس وسجد فيه وصلى وطلب أمراً بحسب مشيئة الله، فأنى سأقضى حميع حاجاته وأستجيب لكل طلباته وأكراماً لإسمك الطاهر يا والدتى العذراء، أعلمى يا والدتى أن هذا البيت الذى نحن فيه الأن سيكون مأوى للغرباء وسيصبح بيتاً يضم رهباناً قديسين لا يستطيع حاكم على هذه الأرض أن يؤذيهم بشر، لأن هذا البيت قد صار مأوى لنا. وكذلك أى إمرأة عاقرة تتضرع إلىَ بقلب طاهر وتتذكر هذا البيت سأعطيها نسلاً وكل إمرأة تتعسر فى الولادة وتسألنى بإسمك وتذكر أتعابك معى تخلص سريعاً. وكل الذين يأتون إلى هذا المكان بنذورهم وقرابينهم بغسمك الطاهر فسأكتب أسمى على قرابينهم راجع: ميمر البابا ثيئوفيلوس مخطوط 9/ 14 من مكتبة مخطوطات دير المحرق - وكتاب ميامر وعجائب العذراء مريم ص 98- 99 وكان الأهالى يهرعون إلى العائلة المقدسة والطفل الإلهى الرب يسوع وأمه القديسة العذراء مريم لنيل البركة، وقد شاهدوا الكثير من المعجزات التى أجراها الرب وتبارك المكان من تواجدهم فيه وظل المصريون يهرعون إلى هذا المكان وتناقلت أخبار المكان وقداسته ومجئ الرب إليه من جيل إلى جيل حتى بنيت كنيسة فى هذا المكان عندما أعتنق المصريون المسيحية. وقد مكثت العائلة المقدسة أطول فترة فى هروبها فى مصر فى الدير المحرق ويوجد كهف فى الدير المحرق قدسته العائلة المقدسه لأنها مكثت فيه العائلة المقدسة أطول مدة أقامتها فى مصر وذلك بالقياس إلى أى مكان آخر قصدته فى رحلتها المقدسة، وصار المكان الذى سكنوا فيه هذه المدة (الكهف) هيكلاً تقام فيه الصلوات اليومية بلا إنقطاع بكنيسة العذراء الأثرية بدير المحرق. وفى نفس هذه البقعة أيضاً ظهر الملاك ليوسف خطيب مريم العذراء فى حلم أعلمه فيه الملاك بموت هيرودس الذى يريد أن يقتل الصبى، وأمره بالعودة إلى الأراضى المقدسة وذلك حسب النص الذى أورده الكتاب المقدس: "فلما مات هيرودس، وإذا بملاك الرب قد ترائى فى حلم بمصر، قائلاً: قم خذ الصبى وأمه وأذهب إلى أرض إسرائيل، فإنه قد مات الذين يطلبون نفس الصبى، فقام وأخذ الصبى وأمه، وجاء إلى أرض إسرائيل" (إنجيل متى 2: 1- 8) لم يذكر الإنجيل المقدس إسم الملاك وأكتفى بقوله: " فلما مات هيرودس إذا ملاك الرب قد ترائى ليوسف فى الحلم (متى 2: 19) ولكن بعض المصادر الكنسية ذكرت أنه رئيس الملائكة غبريال ومن هذه المصادر: كتاب الدفنار تحت اليوم الثامن من بؤونة (باللحن الواطس) حيث يذكر مرتين أسم رئيس الملائكة غبريال، المرة الأولى حينما ظهر ليوسف فى الحلم وأمره أن يأخذ الصبى وأمه ويهرب إلى أرض مصر، والثانية حينما ظهر له فى قسقام وأمره أن يأخذ الصبى وأمه ويعود إلى فلسطين. كذلك ذكر إسم رئيس الملائكة غبريال (أو جبرائيل) بأنه هو الذى ظهر ليوسف فى قسقام وأمره بالعودة إلى الرض المقدسة، فى ميمر البابا تيموثيؤوس بابا الأسكندرية فى المخطوطات الأثيوبية التى نشرها العلامة BUDGE فى كتاب BUDGE (E. A. W.), Legenda of Our Lady, p. 99. وتجمع الكثير من المصادر الكنسية والتاريخية على أن منطقة جبل قسقام (الدير المحرق) هى آخر بقعة (فى الصعيد) وصلت إليها العائلة المقدسة، فى رحلتها الخالدة إلى مصر. وبعد أن بارك رب المجد هذا المكان سارت العائلة المقدسة إلى جبل أسيوط حيث يوجد دير العذراء. |
||||
26 - 06 - 2012, 04:59 PM | رقم المشاركة : ( 36 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: رَحَلْة العائلة الْمُقَدَّسَة إِلَى أَرْض مصر
27- جبل أسيوط - دير العذراء فى درنكة تركت العائلة المقدسة جبل قوص قام وأتجهت جنوباً إلى أن وصلت إلى جبل أسيوط حيث دخلوا على مغارة قديمة موجودة فى الجبل كانت محجراً فرعونياً قديماً أقامت بداخله العائلة المقدسة، وهذا المكان أقصى مكان وصلت إليه العائلة المقدسة فى صعيد مصر وقد بارك الرب هذا المكان أيضاً حيث بنى هناك دير العذراء بجبل أسيوط. وقرية درنكة من القرى التى ترجع إلى العصور الفرعونية وأسمها الأصلى أدرنكة وردت فى قوانين أبن مماتى وفى تحفة الإرشاد وهى من قرى الصعيد بمصر فوق أسيوط. وذكرها أميلينو فى جغرافيته وقال: " أن إسمها القبطى إبسيديا Ibsidia وهى تقع غربى ناحية موشة. وأسيوط من البلاد القديمة فى مصر ذكرها جوتييه فى قاموسة عن البلدان فقال: "إن إسمها المدنى Saout والأشورى Siya autu والقبطى Siout والرومى Lycopolis والعربى سيوط، وتعنى مدينة الذئب لأن أهلها كانوا قديماً يعبدون أبن آوى الذى يشبهة الروم بالذئب، وهى تقع على الضفة الغربية للنيل، وكانت قاعدة قسم من آيام العصر الفرعونى". ولقد تجلت العذراء مريم بصورة نورانية وما زالت تظهر بين الحين والآخر فى هذا الدير المبارك والذى فيه يجد الناس الهدوء والراحة والسلام والمسرة. وأكدت العذراء مريم على أهمية هذا الدير وبركته بأن ظهرت فيه وتجلت بصورة نورانية ومازالت تظهر بين الحين والآخر فى دير العذراء بدرنكة. ويعتبر الدير من المعالم السياحية الهامة فى مصر حيث يقصده الآلاف من الزائرين أجانب ومصريين على مدار السنة ليتعرفوا على المكان الذى " إنتهت إليه مسيرة العائلة المقدسة. وقد بدأ دير العذراء بدرنكة نشاطه منذ إنتشار المسيحية فى مصر فقد كان المسيحيين الأوائل يهربون إلى هذا المكان هرباً من بطش الحكام، ولما بدأت حركة الرهبانية فى القرن الرابع قامت بهذه المنطقة أديرة كثيرة للرهبان والراهبات، ومن أشهر الذين عاشوا فى هذه المنطقة القديس الراهب يوحنا الأسيوطى. وقد شيد نيافة الأنبا ميخائيل مطران أسيوط كنيسة بدرنكة سنة 1955، وتقع إلى الشرق من المغارة التى من المفترض أن العائلة المقدسة قد استراحت بها. وإهتم الأنبا ميخائيل مطران اسيوط بأقامة عدة ابنية هذا غير المغارة التى آوت إليها العائلة المقدسة، ويوجد مجموعة من الكنائس منها كنيسة طرازها يمائل طراز كنيسة فى ايطاليا كما أنشأ الأنبا ميخائيل قاعات كبيرة للخدمات الدينية والإجتماعية والأنشطة الفنية، وكذلك بنى العديد من الإستراحات وحجرات للضيافة تستوعب الألاف من الزوار فى أعياد ومناسبات الدير المقدسة والتى تبدأ من 7 أغسطس إلى 21 أغسطس من كل عام. وبالرغم من بعد الدير ووجوده على جبل فإن الدير لا تنقطع الصلوات منه وكذلك يتم فيه سر العماد يومياً حيث يفضل الأقباط تعميد أولادهم فى مكان مبارك مثل هذا المكان، كما يستقبل الدير الزائرين من السادسة صباحاً حتى يغلقها فى الساعة السادسة مساءاً ولكن قد يمتد فتح الأبواب حتى الساعة التاسعة مساء ويمارس الدير الأنشطة الروحية ما بين هاذين التوقيتين وذلك فى شهر اغسطس، اما المبيت فى الدير فيكون بموجب تصريح سابق. ويضم الدير عدداً كبيراً من المكرسات يقمن بخدمة الدير والإشراف على المشغولات الفنية. نبذة تاريخية عن دير العذراء بجبل أسيوط درنكة: هى من القرى القديمة إسمها الأصلى أدرنكة وردت به فى قوانين إبن مماتى وفى تحفة الإرشاد وهى من قرى الصعيد بمصر فوق أسيوط. قرية درنكة: وهى من القرى القديمة ذكرها أميلينو فى جغرافيته وقال: إن إسمها القبطى أبسيديا وهى واقعة غربى ناحية موشة0 رجح بعض المؤرخون أن العائلة المقدسة قد توجهت وهى فى طريقها إلى ميناء أسيوط على النيل إلى موقع دير العذراء الحالى بجبل "درنكة" فى أسيوط وهو يقع بالجبل الغربى لمدينة اسيوط على إرتفاع مائة متر من سطح الأرض الزراعية ويبعد عن مدينة أسيوط بمسافة 8 كيلومتر تقطعها السيارة فى ربع ساعة وللذهاب إلى الدير يعبر الزائر بالمدينة أسيوط غرباً حتى يرى نفسه فى مواجهة جبل أسيوط ويتجه جنوباً لمسافة 3 كم حيث بلدة درنكة ومنها يسير حوالى 3 كم أخرى على قرية درنكة ثم يتجه نحو الطريق الصاعد إلى جبل درنكة حيث يصل الزائر إلى أبواب دير العذراء. وهناك طريق آخر يصل إلى الدير من الطريق الدائرى الذى يبدأ عند الكيلو 3 قبل الدخول إلى مدينة اسيوط من الجهة الشمالية وعند الكيلو 4 من الجهة الجنوبية لمدينة اسيوط. وفى هذا المجال يقول الأستاذ الألمانى ميناردوس أن هناك تقليداً قديماً يذكر أن أقصى حد وصلت إليه العائلة المقدسة فى صعيد مصرهو منطقة دير " درنكة " الحالى والتى تقع إلى الغرب من مدينة أسيوط الحالية ويحضر عشرات الآلاف من الزوار للإحتفال بتذكار وجود العائلة المقدسة فى تلك المنطقة التى كانت تضم مقابر حجرية من الأسرات الفرعونية من التاسعة حتى الثالثة عشرة. ويذكر الأستاذ ميناردوس أيضاً أن هذه الحقيقة لا يمكن إنكارها حيث أن المقريزى يذكر أنه كان فى هذه المنطقة العديد من الأديرة والكنائس فى زمانه (منتصف القرن ال15 م). كما سجل التاريخ القبطى أن كثير من الرهبان قد عاشوا فى جبانتها أثناء الإضطهاد الرومانى كما عاش فيها القديس يوحنا الأسيوطى فى القرن الرابع. ويمكن للزائر أن يصل إلى الدير من الطريق الدائرى الذى يبدأ عند الكيلو 3 قبل الدخول إلى مدينة أسيوط من الجهة الشمالية وعند الكيلو 4 من الجهة الجنوبية للمدينة أسيوط. وبالدير يوجد مجموعة من الكنائس أقدمها كنيسة المغارة وهى منذ نهاية القرن الأول المسيحى. ويقع دير العذراء بالجبل الغربى لمدينة أسيوط على إرتفاع مائة متراً من سطح الأرض الزراعية، ويبعد عن المدينة أسيوط بمسافة 8 كم تقطعها السيارة فى مدة ربع ساعة وللذهاب إلى الدير يعبر الزائر بالمدينة أسيوط غرباً حتى يرى نفسه فى مواجهة جبل أسيوط ويتجه جنوباً لمسافة ثلاثة كيلو مترات حيث بلدة درنكة ومنها يسير لمسافة ثلاثة كيلو مترات أخرى إلى قرية درنكة ثم يتجه نحو الطريق الصاعد إلى الجبل مسافة كيلو متراً وفى نهايته يصل الزائر إلى أبواب الدير. منارة ومدخل كنيسة الدير دير السيدة العذراء بالجبل الغربى بأسيوط – درنكة المغارة بالداخل وبها المذبح |
||||
26 - 06 - 2012, 05:00 PM | رقم المشاركة : ( 37 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: رَحَلْة العائلة الْمُقَدَّسَة إِلَى أَرْض مصر
(ثانياً) طريق عودة العائلة المقدسة من وسط مصر (أسيوط) إلى فلسطين يقول المتنيح الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمى والدراسات العليا: "وهذا بالطبع لا يمنع أن تكون العائلة المقدسة، بعد أن تلقت فى جبل قسقام أمر الملاك بالرجوع إلى الأرض المقدسة قد سلكت فى عودتها طريقاً قد أنحرف بها إلى الجنوب قليلاً حتى جبل أسيوط، وهناك تقليد شفاهى يروى أنها قد أختبأت وقتاً ما فى مغارة بجبل أسيوط، فالمعروف أن العائلة المقدسة كانت هاربة ومطاردة، ولم تكن ظروفها ميسرة حتى تسلك فى سيرها طريقاً ثابتاً مستقيماً، فلا بد أنها عرجت على بعض أماكن أخرى غير التى ذكرها تقتضيها رحلتها المحاطة بظروف شاقة غير طبيعية، ومنها - على ما يروى التقليد - السراقنا، وبوق، والقصير فى مقابل ديروط فى المكان المعروف بمغارة البقرة. وبذهاب العائلة المقدسة إلى مغارة جبل أسيوط بدرنكة وصلت إلى نهاية تجوالها العجيب هرباً من هيرودس وبدأت رحلة العودة، فسارت ناحية الشرق حيث مدينة اسيوط الذى كان يوجد به مرسى للسفن على النيل الذى أستخدمته العائلة المقدسة فى طريق عودتها إلى مصر ثم المطرية ومسطرد ثم بلبيس وباقى طريق عودتها إلى مدينة الناصرة شمال إسرائيل فى الجليل وبذلك تمت نبوءة أشعياء القائلة من مصر دعوت أبنى (هوشع 11: 12) وقد بدأت رحلة عودة العائلة المقدسة مرة أخرى إلى فلسطين من دير العذراء بجبل أسيوط، فسارت إلى ناحية الشرق حيث مدينة أسيوط الذى يوجد بها مرسى للسفن على النيل الذى إستخدمه العائلة المقدسة فى طريق العودة حيث سلكت نفس الطريق السابق إلى أن وصلت إلى مدينة الناصرة شمال فلسطين فى الجليل وبذلك تمت النبوءة القائلة " من مصر دعوت إبنى " (هوشع 11 - 21). وتذكر مصادر كثيرة أن العائلة المقدسة سلكت نفس الطريق السابق فى العودة، حيث نزلت على الشاطىء الغربى عند كنيسة العذراء المعادى ثم مرت على مصر القديمة ثم أخذت طريقها إلى المطرية (عين شمس القديمة) ومنها إلى مسطرد (المحمة) ومن هناك توجهت إلى مدينة (لينتوبوليس) وموقعها حالياً خرائب تل اليهودية قرب شبين القناطر ومنها توجهت إلى بلبيس وبسطا وفاقوس والفرما والعريش ثم إلى غزة ومنها إلى الناصرة حيث إستقرت هناك سنوات طويلة (لو 2: 42) حتى أكمل السيد المسيح وقت بدء الخدمة الرسمية فى الثلاثين من عمره حسب شريعة موسى. ولإلهنا المجد دائماً إلى الأبد أمين +++ |
||||
26 - 06 - 2012, 05:00 PM | رقم المشاركة : ( 38 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: رَحَلْة العائلة الْمُقَدَّسَة إِلَى أَرْض مصر
المراجع الكتاب المقدس بعهديـــه كتاب السنكســـــــــــار كتاب الدفنـــــــــــــــار كتاب الدير المحرق للأنبا إغريغوريوس " أسقف عام الدراسات العليا القبطية والبحث العلمى " الكنائس القبطية القديمة بالقاهــــــرة " د0 رءوف حبيـــب " تاريخ الكنيسة القبطيــــة " القاهرة 1983 م " " القــس / منســى يوحنـــا " كتاب تاريخ كنائس وديارات مصــر " تأليف أبو المكارم سعد الله جرجـس بن مسعود المنسوب خطأ إلى " أبى صالح الأرمنى " كتاب دليل الأديرة والكنائس لمرقس سميكة باشا " مدير المتحف القبطى السابق - القاهرة 1933 م " كتاب ميامر وعجائب العذراء مريم والدة الإله الكلمة على حسب ما وضعه آباء الكنيسة الأرثوذكسية طبع على نفقة القمص عبد المسيح سليمان السريانى " مصر 1927 " كتاب تاريخ وجداول بطاركة الأسكندرية تأليف كامل صالح نخلة " 1943 م " تاريخ بطاركة الأسكندرية تأليف ساويرس إبن المقفع القرن العاشر الميلادى تاريخ الأقباط المعروف بالقول الأبريزى للعلامة المقريزى لتقى الدين المقريزى " 845 هـ - 1441 م " مقال للباحث / سامى صالح عبد المالك باحث آثار بسيناء تم نشره فى كتاب أسبوع القبطيات السابع إصدار كنيسة العذراء روض الفرج الخطط التوفيقية الجديدة لمصر القاهرة تأليف على باشا مبارك جـ 10 " 1305 هـ " كتاب تاريخ الأمة القبطية إصدار لجنة التاريخ القبطى " 1925 م " كتاب مريم العذراء أم النور إصدار كنيسة مارمرقس القبطية بمصر الجديدة المطرية وشجرة العذراء للدكتور / رءوف حبيب كتاب الدليل إلى الكنائس والأديرة القديمة من الجيزة إلى أسوان إعداد القس صموئيل السريانى الخريدة النفيسة فى تاريخ الكنيسة للأسقف إيسيذوروس كتاب تحفة السائلين فى ذكر أديرة الرهبان المصريين للقمص عبد المسيح المسعودى " القاهرة 1932 م " ميمر وضعه القديس أنبا زخارياس أسقف مدينة سخا يقرأ فى اليوم الرابع والعشرون من شهر بشنس ميمر البابا ثأوفيلوس الـ 23 مخطوط رقم 9/14 من مكتبة مخطوطات دير المحرق مخطوطة رقم 13 د/ 19 الموجودة بكنيسة العذراء بدير المحرق ميمر وضعه أسقف البهنسا الأنبا قرياقوس يقرأ فى اليوم الخامس والعشرون من شهر بشنس القاموس الجغرافى للبلاد المصرية من عهد القدماء المصريين إلى سنة 1945 م ووضعه وحققه الأستاذ / محمد رمزى المفتش السلبق بوزارة المالية " القاهرة 1963 م " كتاب المسيح فى مصر بقلم الدكتور ميخائيل مكسى اسكندر وقد قام بالدراسات الروحية نيافة الحبر الجليل الأنبا متاؤس أسقف ورئيس دير السريان العامر كتاب العائلة المقدسة فى مصر لأبناء كاروز الديار المصرية - إعداد / نشأت زقلمة |
||||
26 - 06 - 2012, 05:04 PM | رقم المشاركة : ( 39 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: رَحَلْة العائلة الْمُقَدَّسَة إِلَى أَرْض مصر
موجذ قصير لرَحَلْة العائلة الْمُقَدَّسَة إِلَى أَرْض مصر رحلة العائلة المقدسة إلى أرض مصر "ظهر ملاك الرب ليوسف فى حلم قائلا: قم و خذ الصبى و امه واهرب إلى مصر ، وكن هناك حتى أقول لك ... فقام واخذ الصبى وامه ليلا وانصرف الى مصر" (مت2 :13-14) مجئ السيد المسيح والعائلة المقدسة الى مصـر مـن أهم الإحداث التي جـرت على ارض مصـرنــا الغــالية في تاريخهــا الطـويل لقد خرج يوسف الشيخ وخرجت معه السيدة العذراء القديسه مريم راكبة على حمار وتحمل على ذراعيها الرب يسوع ، وقد اجمعت كل التقاليد الشرقية والغربية على ان مريم العذراء ركبت حمار وسار يوسف جانب الحمار ممسكا بمقوده حسب المتبع عادة فى الشرق ليست رحلة العائلة المقدسة الى ارض مصر وفى داخلها بالامر الهين بل انها رحلة شاقة مليئة بالالام والاتعاب لقد سارت السيدة العذراء حاملة الطفل يسوع ومعها يوسف البار عبر برية قاسية عابرة الصحارى والهضاب والوديان متنقلة من مكان الى مكان وكانت هناك مخاطركثيرة تجابهها فهناك الوحوش الضارية التى كانت تهدد حياتهم فى البرارى وفى الرحيل عبر الصحراء ، حيث كانت عادة المسافرين ان يسافروا جماعات لانه بدون حماية قافله منظمة يكون امل النجاه ضعيفاً ... ثم هناك تهديد القبائل التى تتجول فى البرارى وقلق السيدة العذراء على الطفل يسوع وهو يتعرض للشمس المحرقة وبرد الليل ولكل تقلبات الجو فضلاً عن خشية نفاذ الطعام والماء + كانت متاعب والآم السيد المسيح أثناء رحلته إلى مصر وكأنها صليب فى حياة المخلص من أجل محبته لنا ، والتى عبر عنها الوحى الإلهى فى سفر الرؤيا بقوله " .. ومصر حيث صلب ربنا أيضا " رؤيا 11 : 8 فبــروح النبوة نظـر هــوشع النبى السيد المسيح منطلقاً مـن بيت لحـم ، حيث لم يكن له أين يسند رأسه فـى كل اورشليم ، ليلتجئ الى ارض مصــر ، ويجد له موضعاً فــى قلوب الأمميين ولهذا قيلت النبوة من مصــر دعــوت ابنى [ هوشع 1:11 ] وفى اكثر تفصيل يحدثنا اشعياء النبى فى سفره الانجيلى عن هذه الرحلة المقدسة فيقول : " هو ذا الرب راكب على سحابة سريعة وقادم الى مصر فترتجف اوثان مصر من وجهه ويذوب قلب مصر داخلها " 1:19 وهذا ما حدث فعندما كان السيد المسيح يدخل اى مدينه فى مصر كانت الأوثان تسقط في المعابد وتنكسر فيخاف الناس من هذا الحدث غير المألوف ويرتعبون وكان دخول السيد المسيح ارض مصـر بركة كبيرة لارضها وشعبها فبسببها قال الـرب مبارك شعبى مصـر ( إشعياء 25:19)، وبسببها تمت نبوءة اشعياء القائلة : " يكون مذبح للرب فى وسط ارض مصر وعمود للرب عند تخمها فيكون علامة وشهادة لرب الجنود فى ارض مصر " ( إ ش 19 : 19 ، 20 ) اما المذبح الذى فى وسط ارض مصر فهو كنيسة السيدة العذراء مريم الاثرية بدير المحرق العامر حيث مكثت العائلة المقدسة فى هذا المكان اكثر من سته شهور كاملة وسطح المذبح هو الحجر الذى كان ينام عليه المخلص الطفل . اما العمود الذى عند تخمها فهو كرسى مارمرقس الرسول كاروز الديار المصرية فهو العمود الذى وقف صامدا فى الاسكندرية على تخم مصر الشمالى واساس كنيستها الرسولية وكانت زيارة السيد المسيح لمصر هى التمهيد الحقيقى لمجئ مارمرقس الرسول الى مصر وتأسيس كنيسة الاسكندرية وسرى التدين الى كل الناس فأصبح شعب مصر متدينا روحيا يعرف الله حق المعرفة ويعبده حق العبادة حتى كملت النبوة فيعرف الرب فى مصر ويعرف المصريون الرب ويقدمون ذبيحه وتقدمة - إش 19-21 + الطريق الى ارض مصر: كانت هناك ثلاث طرق يمكن ان يسلكها المسافر من فلسطين الى مصر فى ذلك الزمان وذلك حسبما هو موضح بالمصادر التاريخيه القبطيه واهمها ميمر البابا ثيؤفيلس الثالث والعشرين من باباوات الاسكندريه(384_421 م) ومنها السنكسار القبطى وكتب اخرى. وتدل هذه المصادر على ان العائله المقدسه عند مجيئها من فلسطين الى ارض مصر لم تسلك اى من الطرق الثلاثه المعروفه فى ذلك الزمان. لكنها سلكت طريق اخر خاص بها وهذا بديهى لانها هاربه من شر هيرودس فلجات الى طريق غير معروف. العائله المقدسه في مصر: 1- رفح: وهى مدينه حدوديه منذ اقدم العصور وتبعد عن مدينه العريش للشرق بمسافة 45 كم. وقد تم العثور فى اطلال هذه المدينه على اثار لها صله بالديانه المسيحيه. 2- العريش: وهى مدينه واقعه على شاطئ البحر الابيض المتوسط وقد تم العثور على بقايا من كنائس فى طرقات المدينه. 3- الفرما : هى موقع اثري في غاية الاهمية و هي ميناء هام و مركزا تجاريا هام . تعتبر الفرما من مراكز الرهبنة . وقد يزيد من اهمية الفرما انها كانت المحطه الاخيره التى حلت بها العائله المقدسه في سيناء . 4ـ تل بسطا : هى من المدن المصريه القديمه وكانت تسمى مدينه الالهه. وتل بسطه بجوار مدينه الزقازيق وقد دخلتها العائله المقدسه فى 24بشنس وجلسوا تحت شجره وطلب الطفل يسوع ان يشرب فلم يحسن اهلها استقبال العائله مما الم نفس العذراء فقام يوسف النجار واخذ بقطعه من الحديد وضرب بها الارض بجوار الشجره واذا بالماء ينفجر من ينبوع عذب ارتوا منه جميعاً 5ـ الزقازيق : اثناء وجود العائله المقدسه بتل بسطه مر عليهم شخص يدعى (قلوم) دعاهم الى منزله حيث اكرم ضيافتهم وبارك الطفل يسوع منزل (قلوم) وعند وصولهم لمنزل (قلوم) تاسف للسيدة العذراء مريم لان زوجتة مريضة وتلازم الفراش منذ 3سنوات وانها لاتستطيع مقابلتهم والترحاب بهم هنا قال يسوع لقلوم "الان امراتك سارة لن تكون بعد مريضة " وفى الحال قامت سارة متجهة ناحية الباب مرحبة بالطفل وامة وطالبتهم بالبقاء لفترة اطول لان الصبى كان وجودة بركة لمنزلها . + كان بالمدينة معبد للأصنام وما إن دخلت العائلة المقدسة للمدينة حتى تهشمت التماثيل الجرانيت الضخمه للالهه و تهشم المعبد الكبير و اصبح كومه من الجرانيت ... انتشر الحدث فى كل انحاء البلده حتى انه وصل الى مكتب الحاكم وبدا فى التحقيقات ان السبب هو دخول سيده تحمل طفل صغير و هو فى الغالب الطفل المقدس الذى يبحث عنه هيرودس و كان هيرودس قد طلب من الحاكم القبض عليه . صدرت الاوامر الى العسكر بالبحث عن الصبى فى كل ركن من المدينه والبحث عليه؛ وسمع قلوم بكل الترتيبات والخطوات التى اتخذتها السلطات للقبض على الطفل الذى كان سببب بركه وشفاء لزوجته . لذا خاف قلوم على الطفل يسوع فنصح مريم ان تهرب من المدينه بالليل لقله نشاط العسكر. وفى المساء استعدت العائله المقدسه لمغادرة المكان وشكروا قلوم و زوجته ساره وبارك الطفل يسوع منزلهما. واخبر الطفل يسوع امه ان كل مكان زاروه وعاملهم فيه الناس بترحاب يبنى على اسم العذراء مريم كنيسه ياتى اليها الناس للصلاه والعباده . 6ـ مسطرد (المحمه) : بعد ان تركت العائله المقدسه الزقازيق وصلوا الى مكان قفر اقاموا فيه تحت شجره ووجدوا ايضاً ينبوع ماء اغتسل فيه رب المجد واطلق على هذا المكان "المحمه" . وقد رجعت العائله المقدسه الى هذا المكان مره اخرى فى طريق عودتها الى الاراضى المقدسه . 7ـ بلبيس : بعد ان تركوا مسطرد جددوا المسير الى ان وصلوا الى مدينة بلبيس وحالياً هى مركز بلبيس التابع لمحافظة الشرقيه وتبعد عن مدينة القاهر ه بمسافة "55كم" . ويروى تقليد قديم ان الطفل يسوع وجد نعشاً محمول لطفل لاْمراْه ارمله كانت تعيش فى هذه المدينه فاْقامه رب المجد فلما سمعت الجموع تعجبت وامنت برب المجد . 8ـ سمنود: بعد ان تركوا بلبيس اتجهوا شمالاً الى بلدة منيه جناح التى تعرف الان باْسم "منية سمنود" ومنها عبروا بطريق البحر الى سمنود . ويروى تقليد قديم ان العذراء مريم قد شاركت فى اعداد خبز لدى سيده طيبه من سكانها وبارك رب المجد خبزها . 9ـ البرلس : بعد ان ارتحلوا من سمنود واصلوا السير غرباً الى منطقة البرلس ونزلوا فى قريه تدعى "شجرة التين" فلم يقبلوهم اهلها فساروا حتى وصلوا الى قرية "المطلع" حيث استقبلهم رجل من اهل القريه واحضر لهم ما يحتاجونه بفرح عظيم 10ـ سخا : وهى مدينة سخا الحاليه وهناك شعرت العائله المقدسه بالعطش ولم يجدوا ماء . وكان هناك حجراً عباره عن قاعدة عمود اوقفت العذراء ابنها الحبيب عليه فغاصت فى الحجر مشطا قدميه فاْنطبع اثرهما عليه . ونبع من الحجر ماء ارتوا منه . وكانت المنطقه تعرف باْسم " بيخا ايسوس " الذى معناه كعب يسوع 11ـ وادى النطرون : بعد ان ارتحلت العائله المقدسه من مدينه سخا عبرت الفرع الغربى للنيل حتى وصلوا الى وادى النطرون وهى برية شيهيت . فبارك الطفل يسوع هذا المكان وهو الان يضم اربعة اديره عامره وهى : دير القديس ابو مقار ، دير الانبا بيشوى ، دير السريان ، دير البراموس . 12ـ المطريه وعين شمس : وهى من اقدم المناطق المصريه وهى كانت مركز للعباده الوثنيه . وتوجد بمنطقة المطريه شجره ويقول العالم الفرنسى " اْميلينو " ان اسم المطريه لم يذكر بالسنكسار الا لسبب تلك الرحله وتوجد الشجره حالياً بجوار كنيسة السيدة العذراء بالمطرية وكذلك يوجد بالمنطقة بئر ماء مقدس أستقت منه العائلة المقدسة. 13- الفسطاط : بعد أن وصلت العائلة المقدسة المنطقة المعروفة ببابليون بمصر القديمة هناك سكنوا المغارة التى توجد الآن بكنيسة أبى سرجة الأثرية المعروفة حالياً بأسم الشهيدين سرجيوس وواخس. ويبدو أن العائلة المقدسة لم تستطيع البقاء فى المنطقة إلا أياماً قليلة نظراً لأن الأوثان هناك قد تحطمت بحضرة رب المجد ويوجد بجانب المغارة وداخل الهيكل البحرى للكنيسة بئر ماء قديم. 14- منطقة المعادى : بعد أن إرتحلت العائلة المقدسة من منطقة الفسطاط وصلت إلى منطقة المعادى الموجودة حالياً ومكثت بها فترة وتوجد الأن كنيسة على أسم السيدة العذراء مريم بهذه المنطقة. ثم بعد ذلك عبرت العائلة المقدسة النيل بالقارب إلى المكان المعروف بمدينة منف وهى الأن ميت رهينة وهى بالقرب من البدرشين محافظة الجيزة ومنها إلى جنوب الصعيد عن طريق النيل إلى دير الجرنوس بالقرب من مغاغة. 15- منطقة البهنسا : وهى من القرى القديمة بالصعيد ويقع بها دير الجرنوس 10 كم غرب أشنين النصارى وبها كنيسة بأسم العذراء مريم ويوجد داخل الكنيسة بجوار الحائط الغربى بئر عميق يقول التقليد الكنسى أن العائلة المقدسة شربت منه أثناء رحلتها. 16- جبل الطير: بعد أن أرتحلت العائلة المقدسة من البهنسا سارت ناحية الجنوب حتى بلدة سمالوط ومنها عبرت النيل ناحية الشرق إلى جبل الطير حيث يقع دير العذراء مريم الأن على بعد 2كم جنوب معدية بنى خالد ويروى التقليد أنه أثناء سير العائلة المقدسة على شاطئ النيل كادت صخرة كبيرة من الجبل أن تسقط عليهم ولكن مد رب المجد يده ومنع الصخرة من السقوط فإنطبع كفه على الصخرة وصار يعرف بإسم (جبل الكف) ويوجد بالمنطقة شجرة يطلق عليها أسم شجرة العابد وغالباً ما تكون هذه الشجرة هى التى سجدت لرب المجد عند مروره بهذه المنطقة. 17- بلدة الأشمونيين : بعد أن أرتحلت العائلة المقدسة من جبل الطير عبرت النيل من الناحية الشرقية إلى الناحية الغربية حيث بلدة الأشمونيين وقد أجرى الطفل يسوع معجزات كثيرة بهذه المنطقة. 18- قرية ديروط الشريف : بعد أرتحال العائلة المقدسه من الاشمونيين سارت جنوباً الي قرية ديروط الشريف.واقامت العائلة المقدسة بها عدة ايام و قد اجرى رب المجد عدة معجزات و هناك شفى كثيرين من المرضى .ويوجد بالمنطقة كنيسة علي اسم العذراء مريم 19ـ القوصية :عندما دخلت العائلة المقدسة القوصية لم يرحب بهم اهل المدينة و ذلك عندما راْوا معبودهم البقرة (حاتحور) قد تحطمت وقد لعن رب المجد هذه المدينة فصارت خراباً ، وليست هى مدينة القوصية الحالية وانما هى بلدة بالقرب منها . 20- قرية مير : وبعد ان ارتحلت العائلة المقدسة من مدينة القوصية سارت لمسافة 8كم غرب القوصية حتى وصلت الى قرية مير، وقد اكرم اهل مير العائلة فباركهم الطفل يسوع . 21- دير المحرق : بعد ان ارتحلت العائلة المقدسة من قر ية مير اتجهت الى جبل قسقام وهو يبعد 12كم غرب القوصية . ويعتبر الدير المحرق من اهم المحطات التى اسقرت بها العائلة المقدسة ويشتهر هذا الدير باْسم "دير العذراء مريم " ، تعتبر الفترة التى قضتها العائلة فى هذا المكان من اطول الفترات ومقدارها "6 شهور و 10 اْيام " وتعتبر الغرفة او المغارة التى سكنتها العائلة هى اول كنيسة فى مصر بل فى العالم كله ، ويعتبر مذبح كنيسة العذراء الاثرية فى و سط ارض مصر و عليه ينطبق حرفياً قول الله على لسان نبيه اشعياء " وفى ذلك اليوم يكون مذبح للرب فى و سط ارض مصر " ، و فى نفس المكان ظهر ملاك الرب ليوسف النجار فى حلم و امر اياه الذهاب الى ارض اسرائيل " مت 20:2 " 22- جبل درنكة :بعد ان ارتحلت العائلة المقدسة من جبل قسقام اتجهت جنوباً الى ان وصلت الى جبل اسيوط حيث يوجد دير درنكة حيث توجد مغارة قديمة منحوتة فى الجبل اقامت العائلة المقدسة بداخل المغارة ويعتبر دير درنكة هو اخر المحطات التي قد التجاْت اليها العائلة المقدسة فى رحلتها فى مصر . يعتبر الدير من المعالم السياحية الهامة فى مصر حيث يقصده الآلاف من الزائرين أجانب ومصريين على مدار السنة ليتعرفوا على المكان الذى : " انتهت إليه مسيرة العائلة المقدسة ومنه بدأت العودة فسارت إلى ناحية الشرق حيث مدينة أسيوط الذى يوجد بها مرسى للسفن على النيل الذى استخدمته العائلة المقدسة فى طريق العودة حيث سلكت نفس الطريق السابق إلى أن وصلت إلى مدينة الناصرة شمال فلسطين فى الجليل . ذهابه إلى الناصرة، وهي بلد ليست بذي قيمة أراد به أن يحطّم ما اتسم به اليهود من افتخارهم بنسبهم إلى أسباط معيّنة، أو من بلاد ذات شهرة. يقول القدّيس يوحنا الذهبي الفم: [لأن الموضع كان قليل الأهمّية، بل بالأحرى ليس فقط الموضع وإنما كل منطقة الجليل. لهذا يقول الفرّيسيّون: "فتش وانظر، إنه لم يقم نبي من الجليل" (يو 7: 52). إنه لم يخجل من أن يُدعى أنه من هناك، ليظهر أنه ليس بمحتاج إلى الأمور الخاصة بالبشر، وقد اختار تلاميذه من الجليل... ليتنا لا نستكبر بسبب سموّ مولدنا أو غنانا، بل بالأحرى نزدري بمن يفعل هكذا. ليتنا لا نشمئز من الفقر، بل نطلب غنى الأعمال الصالحة. لنهرب من الفقر الذي يجعل الناس أشرارًا، هذا الذي يجعل من الغِنى فقرًا (لو 16: 24)، إذ يطلب متوسّلاً بلجاجة من أجل قطرة ماء فلا يجد.] كلمة "ناصرة"، منها اشتقّت "نصارى" لقب المسيحيّين؛ وهي بالعبريّة Natzar وتعني غصن، ومنها الكلمة العربيّة "ناضر"، وقد سمّيَ السيّد المسيح في أكثر من نبوّة في العهد القديم بالغصن. فجاء في إشعياء النبي: "ويخرج قضيب من جذع يسّى، وينبت غصن من أصوله، ويحل عليه روح الرب روح الحكمة والفهم، روح المشورة والقوّة، روح المعرفة ومخافة الرب..." (إش 11: 1-2). وجاء في إرميا: "ها أيام تأتي يقول الرب، وأُقيم لداود غصن برّ، فيملك ملك، وينجح، ويُجري حقًا وعدلاً في الأرض" (راجع إر 33: 15) وفي زكريا: "هأنذا آتي بعبدي الغصن" (زك 3: 8)، "هوذا الرجل الغصن اسمه، ومن مكانه ينبت، ويبني هيكل الرب" (زك 6: 12)... هكذا كان اليهود يترقّبون في المسيّا أنه يُدعى "الغصن"... أي "ناصري". وبذلك تمت النبوة القائلة : " من مصر دعوت إبنى " ( هوشع 11 : 1 ) + + + "وبعدما انصرفوا إذا ملاك الرب قد ظهر ليوسف في حلم، قائلاً: قم وخذ الصبي وأمه واهرب إلى مصر، وكن هناك حتى أقول لك، لأن هيرودس مزمع أن يطلب الصبي ليهلكه. فقام وأخذ الصبي وأمه ليلاً وانصرف إلى مصر" متى 2 : 13 – 14 يلاحظ القدّيس يوحنا الذهبي الفم أن الملاك لم يقل عن القدّيسة مريم "امرأتك"، بل قال "أمه"، فإنه إذ تحقّق الميلاد وزال كل مجال للشك. صارت القدّيسة منسوبة للسيّد المسيح لا ليوسف. لقد أراد الملاك تأكيد أن السيّد المسيح هو المركز الذي نُنسب إليه. يرى القدّيس أغسطينوس أن النفس التي ترتبط بالسيّد المسيح خلال الإيمان الحيّ العامل بالمحبّة تحمله فينا روحيًا، وكأنها قد صارت له كالقدّيسة مريم التي حملته روحيًا كما حملته بالجسد! لماذا هرب السيّد المسيح إلى مصر؟ أولاً: الهروب إلى مصر يمثّل حلقة من حلقات الألم التي اجتازها القدّيس يوسف بفرحٍ، فإن كان الوحي قد شهد له بالبرّ، فإن حياة البرّ تمتزج بالآلام دون أن يفقد المؤمن سلامة الداخلي. يُعلّق القدّيس يوحنا الذهبي الفم على كلمات الملاك ليوسف، قائلاً: [لم يتعثر يوسف عند سماعه هذا، ولا قال: هذا أمر صعب، ألم يقل لي إنه يخلّص شعبه، فكيف لا يقدر أن يخلّص نفسه، بل نلتزم بالهروب، ونقطع رحلة طويلة، ونقطن في بلد آخر؟ فإن هذا يناقض ما وعدت به! لم يقل شيئًا من هذا، لأنه رجل إيمان! بل ولا سأل عن موعد رجوعه، إذ لم يحدّده الملاك، بل قال له: "وكن هناك حتى أقول لك". لم يحزن بل كان خاضعًا ومطيعًا يحتمل هذه التجارب بفرح. هكذا يمزج الله الفرح بالتعب، وذلك مع كل الذين يتّقونه... مدبّرًا حياة الأبرار بمزج الواحدة بالأخرى. هذا ما يفعله الله هنا... فقد رأى يوسف العذراء حاملاً، فاضطرب وبدأ يشك... وفي الحال وقف به الملاك وبدّد شكّه ونزع عنه خوفه. وعندما عاين الطفل مولودًا امتلأ فرحًا عظيمًا، وتبع هذا الفرح ضيق شديد إذ اضطربت المدينة، وامتلأ الملك غضبًا يطلب الطفل. وجاء الفرح يتبع الاضطراب بظهور النجم وسجود الملوك. مرّة أخرى يلي هذا الفرح خطر وخوف لأن هيرودس يطلب حياة الطفل، والتزم يوسف أن يهرب إلى مدينة أخرى.] هذه هي صورة الحياة التقويّة الحقيقية، هي مزيج مستمر من الضيقات مع الأفراح، يسمح بها الرب لأجل تزكيتنا ومساندتنا روحيًا، فبالضيق نتزكّى أمام الله، وبالفرح نمتلئ رجاءً في رعاية الله وعنايته المستمرّة. ثانيًا: هروب السيّد المسيح من الشرّ أكّد حقيقة تجسّده، وكما يقول القدّيس يوحنا الذهبي الفم: [لو أنه منذ طفولته المبكّرة أظهر عجائب لما حُسب إنسانًا.] ثالثًا: هروبه كممثّل للبشريّة يقدّم لنا منهجًا روحيًا أساسه عدم مقاومة الشرّ بالشرّ، وكما يقول القدّيس يوحنا الذهبي الفم أن النار لا تطفأ بالنار بل بالماء. رابعًا: كانت مصر رائدة العالم الأممي، فكانت بفرعونها تُشير في العهد القديم إلى العبوديّة، بخصوبة أرضها تُشير إلى حياة الترف ومحبّة العالم. كان يمكن للسيّد أن يلتجئ إلى مدينة في اليهوديّة أو الجليل، لكنّه أراد تقدّيس أرض مصر، ليقيم في وسط الأرض الأمميّة مذبحًا له. في هذا يقول إشعياء النبي: "هوذا الرب راكب على سحابة خفيفة سريعة، وقادم إلى مصر، فترتجف أوثان مصر من وجهه، ويذوب قلب مصر داخلها... في ذلك اليوم يكون مذبح للرب في وسط أرض مصر، وعمود للرب عند تُخُمها، فيكون علامة وشهادة لرب الجنود في أرض مصر... فيُعرف الرب في مصر، ويَعرف المصريّون الرب في ذلك اليوم، ويقدّمون ذبيحة وتقدمة، وينذرون للرب نذرًا ويوفون به... مبارك شعبي مصر" (إش 19). اهتم الوحي بهذه الزيارة الفريدة، بها صارت مصر مركز إشعاع إيماني حيّ. وكما خزن يوسف الصديق في مصر الحنطة كسندٍ للعالم أثناء المجاعة سبع سنوات، هكذا قدّم السيّد المسيح فيض نعم في مصر لتكون سرّ بركة للعالم كله، ظهر ذلك بوضوح خلال عمل مدرسة الإسكندريّة وظهور الحركات الرهبانيّة والعمل الكرازي. يقول القدّيس يوحنا الذهبي الفم: [هلمّوا إلى برّيّة مصر لتروها أفضل من كل فردوس! ربوات من الطغمات الملائكيّة في شكل بشري، وشعوب من الشهداء، وجماعات من البتوليّين... لقد تهدّم طغيان الشيطان، وأشرق ملكوت المسيح ببهائه! مصر هذه أم الشعراء والحكماء والسحرة... حصّنت نفسها بالصليب! السماء بكل خوارس كواكبها ليست في بهاء برّيّة مصر الممتلئة من قلالي النُسّاك... على أيّ الأحوال، من يعترف بأن مصر القديمة هي التي حاربت الله في برود فعبدت القطط، وخافت البصل، وكانت ترتعب منه، مثل هذا يدرك قوّة المسيح حسنًا.] يتحدّث أيضًا القدّيس يوحنا الذهبي الفم عن هذه الزيارة المباركة لمصر لتقديسها، فيقول: [إذ كانت مصر وبابل هما أكثر بلاد العالم ملتهبتين بنار الشرّ، أعلن الرب منذ البداية أنه يرغب في إصلاح المنطقتين لحسابه، ليأتي بهما إلى ما هو أفضل، وفي نفس الوقت تمتثل بهما كل الأرض، فتطلب عطاياه، لهذا أرسل للواحدة المجوس، والأخرى ذهب إليها بنفسه مع أمه.] كما يقول: [تأمّل أمرًا عجيبًا: فلسطين كانت تنتظره، مصر استقبلته وأنقذته من الغدر.] صور رَحَلْة العائلة الْمُقَدَّسَة إِلَى أَرْض مصر رَحَلْة العائلة الْمُقَدَّسَة إِلَى أَرْض مصر magdy-f عرض الصور أو http://www.4shared.com/folder/Ts6wQR...__magdy-f.html |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|