30 - 06 - 2016, 05:37 PM | رقم المشاركة : ( 16 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الكنيسة: طبيعتها ومهمتها
هناك انسجام داخلي في المنهجين، ولذلك يبقى فصلهما محتوماً ويُضطر المسيحيون إلى سلوك طريقين مختلفين. عندها تتحطَّم وحدة المهمة المسيحية وينبت الشقاق الداخلي في الكنيسة ويقع الفصل غير الطبيعي بين الرهبان (أو نخبة المهتدين) وعامة الناس (بما فيهم الإكليروس). وهذا أخطر من تحويل الكنيسة إلى “إكليروسية”. ولكن في آخر المطاف هذا ليس سوى علامة للتناقض الأساسي. إن المشكلة لن تُحلّ تاريخياً. والحلّ الصحيح يتجاوز التاريخ وينتمي إلى “الدهر الآتي”. في هذا الدهر، أي على مستوى التاريخ لا نقدر أن نقدِّم قاعدة قانونية، بل قاعدة للتنظيم فقط، أي مبدأ للتمييز، لا مبدأ للبناء. ويناقض كلّ منهج منهما ذاته. ففي المنهج الأول تكون تجربة الطائفية متحتّمة، وتصبح الميزة المسكونية و”الجامعة” في الرسالة المسيحية قاتمة، وغالباً ما تكون مرفوضة، لأن العالم يسقط من الاعتبار. فكلّ محاولات تنصير العالم بشكل مباشر تحت نظام إمبراطورية أو دولة مسيحية قادت تقريباً إلى علمنة المسيحية نفسها . في أيامنا هذه، لا ينادي أحد بإمكانية اهتداء جميع الناس إلى رهبنة مسكونيَّة أو تحقيق دولة مسكونية مسيحية حقاً. فالكنيسة تبقى “في العالم” جسماً تكون أركانه مختلفة عن العالم ولذلك يكبر التوتر القديم. فكلّ إنسان في الكنيسة يشعر بغموض الوضع ويتألم من أجله. نحن نقدر أن نصل إلى منهج عملي في العصر الحاضر فقط عن طريق فهم صحيح لطبيعة الكنيسة وجوهرها. أمَّا فشل التوقعات الطوباويّة “اليوتوبيَّة” فلن يجعل الرجاء المسيحي قائماً، لأن الرب يسوع الملك قد أتى بقوة ولأن مملكته آتية. الأب جورج فلوروفسكي من كتاب :الكتاب المقدس والكنيسة والتقليد |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|