18 - 06 - 2012, 05:10 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
بِركة سِلوام
... وطلى بالطين عيني الأعمى وقال له اذهب اغتسل في بِركة سلوام. الذي تفسيره مُرسل. فمضى واغتسل وأتى بصيرا (يو9: 6،7)
يعتبر الكتاب المقدس أن كل البشر عميان من الناحية الروحية (2كو4: 4؛ أع26: 16-18). ومعلوم أن ما افتقده الإنسان منذ الولادة لا يمكن أن يقويه أو يحسنه بالمران. فالذي وُلد أعمى لا يمكنه أن يحسن بصره. ونحن قد ولدنا عُصاة من البطن، وحُبل بنا بالخطية، وكنا بالطبيعة أبناء الغضب كالباقين، وكان يستحيل أن نخلِّص أنفسنا أو أن يخلصنا إنسان.
والطريقة التي بها شفى الرب ذلك الإنسان لافتة للنظر، ولم يعملها الرب مع أي شخص قبل ذلك الرجل أو بعده، وهي لم تكن لمجرد امتحان طاعة هذا الرجل، بل كانت صورة للحق الذي يُعلنه ذلك الأصحاح (يو9).
إن ما عمله المسيح مع هذا الرجل يُعطي أحد الأدلة على لاهوت المسيح. فنحن نعرف أن الله خلق الإنسان في البداية من الطين (أي33: 6)، وها المسيح، بوضعه الطين على عيني الأعمى، كأنه يكمل ما نقص من خلقة ذلك الرجل.
لكن الطين وحده ما كان يكفي لمنح البصر للأعمى. فكان ينبغي أيضاً أن يغتسل في بِرْكة سلوام. ولماذا التركيز على بِرْكة معيَّنة بالذات؟ لأن الأهمية تكمن في معنى الاسم « سلوام »، « الذي تفسيره مُرسل ». ويعتقد البعض أنها سُمّيت كذلك، إشارة إلى أن الماء مُرسل من السماء. لكن الفصل يوضح، بل كل الإنجيل يؤكد، أن المُرسَل الحقيقي من السماء هو يسوع. كما قال بفمه الكريم في ذلك الأصحاح عينه: « ينبغي أن أعمل أعمال الذي أرسلني ما دام نهار » (ع4). فالرب يسوع هو سلوام الحقيقي. وعندما يكشف لنا الروح القدس عن ذلك المُرسَل من الآب، عندئذ فقط يزول العمى الروحي.
إذاً فنحن في ع6، حيث صنع المسيح طيناً وطلى به عيني الأعمى، نرى المسيح باعتباره الله الخالق، ولكن في ع7، حيث نقرأ عن « سلوام الذي تفسيره مُرسل »، فإننا نجد المسيح الفادي. ولإعطاء ملكة البصر للإنسان في البداية، كان يكفي الطين، ولكن لإعادته للإنسان الذي حُرم منه، وولد أعمى، كان يلزم أيضاً « بركة سلوام ». نعم كان يمكن لله في لاهوته أن يلاشي الخاطئ من الوجود بموجب عدله، وأن يخلق بشراً من نوع جديد، بموجب قوته وسلطانه. وأما أن يخلِّص الخطاة، فكان يلزمنا الفادي الذي أتى مُرسلاً إلينا من عند الآب.
|