|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لاَ نُحِبَّ بِالْكَلاَمِ وَلاَ بِاللِّسَانِ، بَلْ بِالْعَمَلِ وَالْحَقِّ!
يشير بولس الرسول بدءاً من الإصحاح الثامن من الرسالة الثانية إلى أهل كورنثوس وحتى الإصحاح التاسع إلى ازدياد القديسين في كل ما هو مادي. وهناك في الآية السابعة والثامنة من الإصحاح الثامن، وبعدما ذكر بالفعل مثال المكدونيين أنهم: "فِي اخْتِبَارِ ضِيقَةٍ شَدِيدَةٍ فَاضَ وُفُورُ فَرَحِهِمْ وَفَقْرِهِمِ الْعَمِيقِ لِغِنَى سَخَائِهِمْ" يتوجه إلى أهل كورنثوس ويقول لهم: كورنثوس الُثانية 8: 7- 8 " لكِنْ كَمَا تَزْدَادُونَ فِي كُلِّ شَيْءٍ: فِي الإِيمَانِ وَالْكَلاَمِ وَالْعِلْمِ وَكُلِّ اجْتِهَادٍ وَمَحَبَّتِكُمْ لَنَا، لَيْتَكُمْ تَزْدَادُونَ فِي هذِهِ النِّعْمَةِ أَيْضًا. لَسْتُ أَقُولُ عَلَى سَبِيلِ الأَمْرِ، بَلْ بِاجْتِهَادِ آخَرِينَ، مُخْتَبِرًا إِخْلاَصَ مَحَبَّتِكُمْ أَيْضً." لقد كان ذلك الجزء الأخير من الآية 8 هو ما لفت انتباهي، فإذا كان أهل كورنثوس قد أظهروا الاجتهاد والجدية والاهتمام بالآخرين وباحتياجاتهم، فسيظهروا أيضاً إخلاص محبتهم، وهذا هو مقياس إخلاص محبتنا الا وهو الاهتمام بالآخرين، ليس فقط الاهتمام بالكلمات ولكن أيضاً الاهتمام الذي يظهر في الأعمال المصاحبة له؛ إنه الاهتمام الذي يجعلنا نقبل بفرح أن نأخذ شيئاً مما لنا ونعطيه حيث يكون هناك احتياج أكبر له، كما يقول بولس مرة أخرى: كورنثوس الثانية 8: 9 "فَإِنَّكُمْ تَعْرِفُونَ نِعْمَةَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَنَّهُ مِنْ أَجْلِكُمُ افْتَقَرَ وَهُوَ غَنِيٌّ، لِكَيْ تَسْتَغْنُوا أَنْتُمْ بِفَقْرِهِ." وأيضاً كما تقول فيليبي 2: 5- 8 "فَلْيَكُنْ فِيكُمْ هذَا الْفِكْرُ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ أَيْضًا: الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً ِللهِ. لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ. وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ." فيسوع المسيح، الذي دُعِينا ليكون لنا فكره، أذل نفسه وذهب حتى إلى الصليب، وفعل هذا لأنه أحبن. كما تقول كلمة الله في أفسس 3: 19 "وَتَعْرِفُوا مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ الْفَائِقَةَ الْمَعْرِفَةِ". يسوع المسيح يحبنا محبة صادقة تفوق المعرفة، هذه هي المحبة وهذا هو الفكر الذي دعينا من قِبَل كلمة الله أن نتبعه وأن نحب بعضنا بعضاً بنفس الطريقة، لأنه كما طلب يعقوب: يعقوب 2: 15- 16 "إِنْ كَانَ أَخٌ وَأُخْتٌ عُرْيَانَيْنِ وَمُعْتَازَيْنِ لِلْقُوتِ الْيَوْمِيِّ، فَقَالَ لَهُمَا أَحَدُكُمُ:«امْضِيَا بِسَلاَمٍ، اسْتَدْفِئَا وَاشْبَعَا» وَلكِنْ لَمْ تُعْطُوهُمَا حَاجَاتِ الْجَسَدِ، فَمَا الْمَنْفَعَةُ؟" "ليس عليك أن تأكل... لا عليك يا أخي .... الله يباركك"، عادة نكون نحن الأدوات التي يمرر الرب من خلالها بركاته للآخرين، وإن لم تكن لنا محبة مخلصة، فحتى لو قلنا كلمات رقيقة " فَمَا الْمَنْفَعَةُ" ؟ كما يقول يوحنا في يوحنا 3: 16- 18: يوحنا الأولى 3: 16- 17 "بِهذَا قَدْ عَرَفْنَا الْمَحَبَّةَ: أَنَّ ذَاكَ وَضَعَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، فَنَحْنُ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَضَعَ نُفُوسَنَا لأَجْلِ الإِخْوَةِ. وَأَمَّا مَنْ كَانَ لَهُ مَعِيشَةُ الْعَالَمِ، وَنَظَرَ أَخَاهُ مُحْتَاجًا، وَأَغْلَقَ أَحْشَاءَهُ عَنْهُ، فَكَيْفَ تَثْبُتُ مَحَبَّةُ اللهِ فِيهِ؟" لقد عرفنا محبة الرب ليس بسبب قراءتنا لكلماته الرقيقة، بل لأن محبته تحولت إلى أفعال: حيث أعطانا ابنه، وعلى نقيض هذا المثال، نرى الأخ الذي له معيشة العالم إلا أنه لا يريد أن يساعد، فتقول الكلمة "وَأَغْلَقَ أَحْشَاءَهُ عَنْهُ" وأختار عدم إظهار الرحمة، ولكن في مثل هذه الحالة "كَيْفَ تَثْبُتُ مَحَبَّةُ اللهِ فِيهِ؟" وبهذين السؤالين، لا يترك الكتاب المقدس مجالاً لسوء الفهم والخيال: إذ يقول يعقوب "َمَا الْمَنْفَعَةُ؟"، ويتسائل يوحنا "كَيْفَ تَثْبُتُ مَحَبَّةُ اللهِ فِيهِ؟" لاستنتاج آية أخرى بعد ذلك: يوحنا الأولى 3: 18 "يَا أَوْلاَدِي، لاَ نُحِبَّ بِالْكَلاَمِ وَلاَ بِاللِّسَانِ، بَلْ بِالْعَمَلِ وَالْحَقِّ!" ومرة اخرى في يوحنا الأولى 4: 12 "اَللهُ لَمْ يَنْظُرْهُ أَحَدٌ قَطُّ. إِنْ أَحَبَّ بَعْضُنَا بَعْضًا، فَاللهُ يَثْبُتُ فِينَا، وَمَحَبَّتُهُ قَدْ تَكَمَّلَتْ فِينَ." إنه الاهتمام والاجتهاد من أجل الآخرين والذي يظهر الإخلاص في المحبة، تلك المحبة التي عندما تكون هناك حاجة إليها، ولا توجد، فهي ليست محبة حقيقية، ومثل تلك المحبة ليست هي المحبة التي دعينا أن نظهرها. فمحبتنا لا يجب أن تكون بالكلام أو باللسان ولكن بالعمل والحق. |
|