21 - 06 - 2015, 10:47 AM
|
|
|
..::| VIP |::..
|
|
|
|
|
|
العظة علي الجبل .. لايستطيع أحد أن يخدم سيدين " مت6 : 24 "
بقلم مثلث الرحمات طيب الذكر: قداسة البابا شنودة الثالث ٢٠ يونيو ٢٠١٥
هكذا قال الرب في العظة علي الجبل: لايقدر أحد أن يخدم سيدين,لأنه إما يحب الواحد ويبغض الآخر أو يلازم الواحد ويحتقر الآخر,لاتقدرون أن تخدموا الله والمال..
وهنا أذكر قاعدة في التفسير تقولحذف المعلوم جائزفالمقصود هنا:لايقدر أحد أن يخدم سيدين مختلفين في الاتجاه
فإن خدمهما معا,لاتكون خدمته لكل منهما نفس المساواة وبنفس الأمانة أو تكون خدمته بالنسبة إلي أحدهما خدمة حقيقية من القلب وتكون خدمته للآخر بالادعاء أو بالرياء.
أما إن كان الاتجاه واحدا فمن الممكن للإنسان أن يخدم الجميع يمكنه أن يخدم الله ويخدم الكنيسة ويخدم المجتمع والدولة ويخدم العلم..ولكن لايمكن أن يخدم الله,وسيدا آخر ضده أو ينافسه في طاعته سواء كان هذا السيد شخصا أو شيئا.
ذلك أن خدمة الله ينبغي أن تكون كاملة وشاملة ومن كل القلب.
وعند هذا الأمر قال الكتاب تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قوتكتث6:5وتكررت نفس العبارة في العهد الجديد تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك,هذه هي الوصية الأولي والعظمي,والثانية مثلها:تحب قريبك كنفسك بهاتين الوصيتين يتعلق الناموس كله والأنبياءمت22:37-40.
تحب الرب إلهك وتحب قريبك لأنهما في نفس الاتجاه.
أما إذا تعارضت محبة الله ومحبة القريب فإن الرب يقولمن أحب أبا أو أما أكثر مني فلايستحقني ومن أحب ابنا أو ابنة أكثر مني فلا يستحقني.. مت10:37ذلك لأنه ما دام القلب كله لله إذن تحب الكل داخل محبة الله ولاتكون حينئذ تخدم سيدين بل الله وحده.
فلا تحب القريب محبة ضد محبة الله ولا محبة أكثر من محبة الله.
الله وقيصر:
ونفس الوضع بالنسبة إلي الله وقيصرأي الحاكم
يمكن أن تخدم الله وتخدم قيصر,إذا كانت خدمتهما في نفس الاتجاه لاتعارض
أحداهما الآخري وفي ذلك قال السيد المسيح أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله للهمت22:21.
أما إذا تدخل قيصر في ما لله وأراد أن يبعد الناس عن الله فهنا لايقدر إنسان أن يخدم سيدين بل يقول كما قال الآباء الرسلينبغي أن يطاع الله أكثر من الناسأع5:29وهكذا حدث اصطدام بين المسيحية وقيصر وبدأ عصر الاستشهاد وعصر من الاضطهاد.
ولكن لما عاد الاتجاه الواحد بين المسيحية والقياصرة القديسين أمكن للآباء أن يخدموا الله وقيصر معا,في ظل الحق بدون تعارض.
الله والعالم:
يقول الكتابمحبة العالم عداوة للهيع4:4.
ويشرح ذلك فيقوللاتحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم,إن أحب أحد العالم فليست فيه محبة الآب,لأن كل ما في العالم شهوة الجسد,وشهوة العيون,وتعظم المعيشة والعالم يمضي وشهوته معه1يو2:17,15ومن الأمثال البارزة علي عدم الجمع بين محبة الله ومحبة العالم,ما حدث لديماس تلميذ بولس الرسول إذ قال الرسول عنه:
ديماس تركني لأنه أحب العالم الحاضر2تي 4:10
ومثله سليمان الحكيم,حينما استغرق في شهوات العالم المادية.
وقال في ذلك عن نفسه عظمت عملي:بنيت لنفسي بيوتا غرست لنفسي كروما.عملت لنفسي جنات وفراديس عملت لنفسي برك مياه لنسقي بها المغارس المنبتة الشجر قنيت عبيدا وجواري وكان لي قنية بقر وغنم جمعت لنفسي فضة وذهبا وخصوصيات الملوك والبلدان اتخذت لنفسي مغنين ومغنيات وتنعمات بني البشر سيدة وسيدات ومهما اشتهته عيناي لم أمسكه عنهماجا2:4-10.
الروح والجسد:
لايقدر إنسان أن يخدم الروح والجسد معا,مادام الجسد يشتهي ضد الروح,والروح ضد الجسد وهذان يقاوم أحدهما الآخرغل5:17ويقول الرسول أيضا لأن من يزرع لجسده فمن الجسد يحصد فسادا ومن يزرع للروح فمن الروح يحصد حياة أبديةغل6:8
العجيب أن سليمان الحكيم بعد أن نال الكثير جدا من تنعمات الجسد يقولوبقيت أيضا حكمتي معيجا2:9وأنا أعاتبه في ذلك وأقول :ربما بقيت حكمتك معك إلي حين ولكنها لم تستمر!إذ يقول الكتاب:
وكان في زمان شيخوخة سليمان أن نساءه أملن قلبه وراء آلهة أخري ولم يكن قلبه كاملا مع الرب إلهه كقلب داود أبيه1مل11:4.
حقا إنها لكارثة!سليمان الحكيم الذي أخذ الحكمة من فوق,من الله مباشرة1مل3:12,11الذي تراءي له الله مرتين1مل9:2سليمان هذا بسبب النساء ذهب وراء عشتاروت إلهة الصيدونيين وملكوم رجس العمونيين وعمل سليمان الشر في عيني الرب..1مل11:6,5,وحل عليه غضب الرب فعاقبه ومزق مملكته1مل11:13,11.
حقا لايقدر إنسان أن يخدم سيدين:الله وشهوة النساء.
ومن الأمثلة البارزة التي أتلفتها شهوة النساء شمشون الجبار.
الذي كان نذيرا للرب من بطن أمهقض13:7وقد باركه الرب وابتدأ روح الرب يحركه قض13:25,24وحل عليه روح الرب أكثر من مرة قض14:19,6قض15:4وصنع الرب معه عجائب وصنع به خلاصا شمشون هذا وقع في شهوة النساء,ولم يقدر أن يخدم الله وهذه الشهوة معا.
وقع في شهوة امرأة تمنهقض14:2وألحت عليه فكشف لها سر الأحجية التي قالها للفتيانقض14:17,16وعاد فوقع في شهوة امرأة زانية في غزةقض16:1ثم أحب امرأة في وادي سورق اسمها دليلةقض16:4وكان ضياعه علي يديها,إذ خانته وأحلت عليه في كشف سر قوته لها,فضاقت نفسه إلي الموت وكشف لها كل قلبهقض16:17,16.
وكانت النتيجة أنه فقد نذره وحلقوا شعره وقلعوا عينيه وأوثقوه بسلاسل وكان يطحن في بيت السجنقض16:21وانطبق عليه المثل القائل:
إن كان وراء كل رجل عظيم امرأة فإن وراء كل رجل فاشل أكثر من أمرأة.
وهكذاتحقق قول الكتاب عن شهوة النساء إنهاطرحت كثيرين جرحي وكل قتلاها أقوياءأم7:26.
إذا لايقدر أحد أن يخدم الروح والجسد المنحرف معا,أما إذا اتحد الاثنان معا,وسارا في اتجاه واحد روحي حينئذ ينطبق عليهما قول الكتابمجدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم التي هي لله1كو6:20.
|