|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
العظة علي الجبل .. سراج الجسد هو العين " مت 6 : 22" ج( 2) ١٣ يونيو ٢٠١٥ لأن عيونهم ليست لها قوة إبصار ما وراء المادة! تنظر الطبيعة ولكنها لاتبصر الله الذي خلق الطبيعة إنها تقف عند حد الطبيعة المادية ولاتمتد أكثر.. ونحن أيضا نري ما يمر أمامنا من أحداث دون أن نري يد الله وراء الأحداث لأن لنا عيونا ولكنها لاتبصر حولنا ملائكة كثيرة تحرسنا ولكننا لانبصرها لأن عيوننا صارت سراجا للجسد فقط لاتري غير الجسدانيات لذلك صلي اليشع النبي من أجل تلميذه جيحزي وقالافتح يارب عينيه فيبصر2مل6:17فلما فتح عينيه أبصر مركبات نار حول اليشع. أيضا كلمات الرب أمامنا في الكتاب المقدس ولانبصر كل الأسرار العميقة التي فيها ولا ما فيها من رموز ومن معان. لذلك قيل عن السيد الرب في لقائه مع تلاميذه بعد القيامة إنه فتح ذهنهم ليفهموا الكتبلو24:45وهكذا بالنسبة إلي تلميذي عمواسابتدأ من موسي ومن جميع الأنبياء يفسر لهم المزمور المختصة به في جميع الكتبلو24:37لذلك كله يقول المزمور:اكشف يارب عن عيني لأري عجائب من شريعتكمز119. إنها موجودة لكنها تحتاج إلي كشف لأن عيوننا من ذاتها لاتبصر!لأنه حتي اليوم حين يقرأ موسي, البرقع موضوعة علي قلبهم2كو3:15فمتي يكشف الرب عن عيوننا فنبصر؟ العين من طبيعتها أن تبصر ولكن بعض العيون ليست لها قوة الابصار الكافية في الأمور الروحية وتحتاج في ذلك إلي معونة الهية وإلي كشف إلهي وحينما تعجز عين العقل أيضا تساعدها كلمة الله علي الرؤيا كما يقول المرتل في المزمور.سراج لرجلي كلامك ونور لسبيليمزد119:105. كما أن العين هي سراج الجسد وهي نور كذلك كلمة الله هي أيضا سراج ونور.. تكشف وتهدي ولهذا يقول المرتل في مزمور آخروصية الرب مضيئة تنيرالعينين وسراج للجسد وكلمة الله سراج ينير للعينين. أيضا الأشياء التي لاتراها العين يمكن أن يراها العقل وأن يراها الإيمان فالإيمان يري ما لايري. كما يقول الرسولالإيمان هو الثقة بما يرجي والايقان بأمور لاتريعب11:1. وقد قال السيد المسيح لتلميذه الشكاك توماطوبي للذين آمنوا ولم يروايو20:29. أي طوبي للذين حلت عين الإيمان عندهم محل العين الجسدية وبنفس اليقين وبعين الإيمان ننظر باستمرار إلي غير المرئيات إلي الابديات والسماويات كما قال الرسولونحن غير ناظرين إلي الأشياء التي تري بل إلي التي لاتري لأن التي تري وقتية وأما التي لاتري فأبدية2كو4:18. فإن ركزت العين اهتمامها في المرئيات تفقد نورها ويدركها الظلام. وعن هذا الأمر وبخ السيد الرب مرثا قائلامرثا مرثا أنت تهتمين وتضطربين لأجل أمور كثيرة ولكن الحاجة إلي واحدلو10:41كان هذا الواحد معها في البيت ولكن مرثا انشغلت عنه وأصبحت مرتبكة في خدمة كثيرةلو10:40فاضطربت وأدركتها الظلمة. متي ننحل من الارتباك والاضطراب بأمور كثيرة تمنعنا عن الانشغال بالرب وحده؟! وحينئذ نقول مع الشاعر في الترتيلة. هي ذي العين وقد اغمضتها عن رؤي الأشياء علي أن أراك وكذا الأذن وقد أخليتها من حديث الناس حتي أسمعك إننا نقول ذلك لو استطعنا أن نقول أيضا معه: ليس لي رأي ولا فكر ولاشهوة أخري سوي أن أتبعك حقا إن العين المنشغلة بالماديات ليست عينا بسيطة يصبح النور الذي فيها ظلاما. نور يصير ظلاما. إن العقل نور وقد يصير ظلاما وكذلك الضمير. العقل نور وضعه الله فيك مصدرا للفهم والتمييز والحكمة ولكن إن سيطرت عليه مفاهيم خاطئة ومباديء هدامة حينئذ يصير ظلاما. وكذلك إن سيطرت عليك الشكوك ووصل إلي خداع النفس فإن كذلك يصير ظلاما. وإذا العقل سيطرت عليه العادات والشهوات وأصبح عبدا لها يفكر في مطالبها ويخترع الوسائل لتحقيقها حينئذ يصير ظلاما وهكذا إن قادته المصالح الخاصة يصير ظلاما وإن صار العقل ظلاما -فالظلام الجهل- كم يكون؟ إن الحكمة وهي نور صارت ظلاما كالحكمة عند الحية-0تك3:1وتحولت الحكمة إلي مكر وخديعة فالحماقة كم تكون؟! ذلك إن العقل لم يعد عقلا بسيطا بل دخلت إليه أفكار شوهته وأفقدته حكمته ونوره. مثل عقول المبتدعين والهراطقة ومفسري الكتاب حسب أهوائهم ومثل العقول المنحرفة بفلسفات باطلة نعم,ماذا يكون إذا ضل العقل والنور الذي فيك صار ظلاما!! وبنفس الوضع نتكلم عن الضمير وهو نور قد يصير ظلاما! هو نور وضعه الله في الإنسان لكي يهديه إلي الخير ويبعده عن الشر بل ويبكته عليه.. ماذا إذن إذا انحرف الضمير وضل؟ مثل أولئك الذين قال عنهم السيد الربتأتي ساعة فيها يظن كل من يقتلكم إنه يقدم خدمة للهيو16:2ومن أمثلة أولئكبعض اليهود صنعوا اتفاقا وحرموا أنفسهم قائلين إنهم لايأكلون ولا يشربون حتي يقتلوا بولس.كان الذين صنعوا هذا التحالف أكثر من أربعينأع23ك12,13وأخبروا رؤساء الكهنة بذلك.. إنه ضمير قد اختل يظن أن القتل فضيلة.. نقطة أخري وهي أن إنسانا لايسنده نوره الطبيعي من عقل وضمير فيلجأ إلي نور خارجي هو المرشد فماذا إذا ضل المرشد؟ وهذا أمر وارد,سجله الكتاب المقدس فيما قيل مثلا عن الكتبة والفريسيين الذينجلسوا علي كرسي موسيفي التعليممت23:2ولكنهم كانوا قادة عميان لا دخلوا الملكوت ولا جعلوا الداخلين يدخلون وقد وبخهم الرب قائلا إنكم تطوفون البحر والبر لتكسبوا دخيلا واحدا ومتي حصل تصنعونه ابنا لجهنم أكثر منكم مضاعفامت23:15 لايمكن إذن أن يضل المرشد ويصير نوره ظلاما.وقد قال الربيا شعبي مرشدوك مضلونأش3:12 ومن العجب أن البعض قد يتمسكون بالمرشد حتي إن فقد نوره وصار ظلاما ويطيعونه أكثر مما يطيعون الله!!بينما الكتاب يقول ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناسأع5:31 أما أنتم فطوبي لعيونكم لأنها تبصر.. تبصر الله وتبصر الحق وتبصر الأشياء التي لاتري.. علي أن هناك عينا لاتبصر قال الرب عنها إنها عين شريرةمت6:23. إنها عين عليها سحابة من الماديات والعالميات وسحابة أخري من الشهوات ومن الدوافع الخاطئة. هذه العين الشريرة ليست سراجا للجسد بل علي العكس إنها تجعل الجسد مظلما. |
|