منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 04 - 06 - 2015, 05:18 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

الرسالة السابعة
للقديس أنطونيوس

الرسالة السابعة للقديس أنطونيوس
أبنائى” إنكم تعرفون نعمة ربنا يسوع المسيح أنه من أجلنا إفتقر و هو غنى لكى نستغنى نحن بفقره ” ( 2 كو 8 :9 ) . إنظروا إنه قد صار عبدا , فجعلنا احرارا بعبوديته , و ضعفه قد شددنا و أعطانا القوة , و جهالته قد جعلتنا حكماء . و أيضا بموته صنع قيامة لنا . حتى نستطيع أن نرفع صوتنا عاليا و نقول ” و إن كنا قد عرفنا المسيح حسب الجسد لكن الآن لا نعرفه بعد كذلك , و لكن إن كان أحد فى المسيح فهو خليقة جديدة ” ( 2 كو 5 : 16 ـ 17 ) .

حقا يا أبنائى الأحباء فى الرب , إنى أخبركم إنه فيما يخص نواحى الحرية التى تحررنا بها , فلا يزال عندى أشياء أخرى كثيرة لأقولها لكم , و لكن ليس هناك وقت الآن لذلك . الآن أحييكم جميعا يا أبنائى الأعزاء فى الرب , أيها الأبناء القديسون الإسرائيليون فى جوهركم العقلى . حقا إنه من المناسب لكم , يا من اقتربتم من خالقكم , أن تطلبوا خلاص أنفسكم بواسطة ناموس العهد المغروس ( فى الداخل ) . ذلك الناموس الذى جف و توقف بسبب كثرة الإثم , و إثارة الشر , و إشتعال الشهوات , و إنعدمت حواس النفس , و لذلك لم نعد قادرين على إدراك الجوهر العقلى المجيد ( الإنسان الباطن ) , بسبب الموت الذى سقطنا فيه . لذلك كما هو مكتوب فى الكتب الإلهية ” كما فى آدم يموت الجميع , هكذا فى المسيح سيحيا الجميع ” ( 1كو 15 : 22 ) . لذلك فإنه هو الآن حياة كل طبيعة عاقلة مخلوقة على مثال صورته , و هو نفسه ( المسيح ) عقل الآب و صورته غير المتغيرة ( عب 1 : 3 ) . أما المخلوقات المصنوعة على صورته فإنها من طبيعة متغيرة لأن الشر قد دخل فينا , و به متنا جميعا , حيث إنه غريب عن طبيعة جوهرنا العقلى . و من خلال كل ما هو غريب عن طبيعتنا , صنعنا لأنفسنا منزلا مظلما و مملوءا بالحروب . و أشهد الآن لكم أننا قد فقدنا كل معرفة الفضيلة . و لذلك فإن الله أبونا رأى ضعفنا , و رأى أننا أصبحنا غير قادرين أن نلبس لباس الحق بطريقة سليمة , لذلك جاء لكى يفتقد خلائقه بواسطة خدمة قديسيه .

أتوسل إليكم جميعا فى الرب , يا أحبائى , أن تفهموا ما أكتبه لكم , لأن محبتى لكم ليست محبة جسدية , بل محبة روحية إلهية . لذلك أعدوا أنفسكم للمجئ إلى خالقكم , ” و مزقوا قلوبكم لا ثيابكم ” ( يؤ 2 : 13 ) , و إسألوا أنفسكم ماذا نستطيع ” أن نرد للرب من أجل إحساناته لنا ” ( مز 116 : 11 ) , الذى حتى و نحن فى مسكننا هنا , و فى مذلتنا , ذكرنا فى صلاحه العظيم و حبه غير المحدود ” و لم يصنع معنا حسب خطايانا ” ( مز 103 : 10 ) , و هو الذى سخر لنا الشمس لتخدمنا فى بيتنا المظلم هذا , و عين القمر و جميع الكواكب لأجل خدمتنا , و جعلهم يخضعون للبطل الذى سيبطل ( انظر رو 8 : 20 ) و ذلك لأجل تقوية أجسادنا . و توجد أيضا قوات أخرى كثيرة قد جعلها لخدمتنا , و هى قوات لا نراها بالعين الجسدية .

و الآن بماذا سنجيب الله فى يوم الدينونة , و أى خير ينقصنا , و هو لم يهبنا إياه ؟ أ لم يتألم رؤساء الآباء لأجلنا أ لم يمت الأنبياء لأجل خدمتنا ؟ أو لم يضطهد الرسل من أجلنا ؟ أو لم يمت ابنه المحبوب لأجلنا أجمعين ؟ و الآن ينبغى أن نعد أنفسنا لملاقاة خالقنا فى قداسة . لأن الخالق رأى خلائقه ـ و حتى القديسين ـ لم يستطيعوا أن يشفوا الجرح العظيم الذى لأعضائهم . لذلك لكونه أب المخلوقات , فإنه عرف ضعف طبيعتهم جميعا , و أظهر لهم رحمته , بحسب محبته العظيمة . و لم يشفق على إبنه الوحيد لأجل خلاصنا جميعا بل بذله لأجل خطايانا ( انظر رو 8 : 32 ) . و هو مسحوق بآثامنا و بجلداته شفينا ( إش 53 : 4 ) . و جمعنا من كل الجهات بكلمة قدرته , حتى يصنع قيامة لعقولنا ( أرواحنا ) من الأرض , معلما إيانا أننا ” أعضاء بعضنا لبعض ” ( أف 4 : 25 ) .

لذلك يجب علينا فى إقترابنا من الله أن ندرب عقولنا و حواسنا لنفهم و نميز الفرق بين الخير و الشر , و لكى نعرف تدبير يسوع الذى صنعه فى مجيئه , كيف أنه جعل مثلنا فى كل شئ ما عدا الخطية وحدها ( عب 4 : 14 ) . ولكن بسبب إثمنا العظيم , و إثارة الشر , و تقلباتنا المحزنة , فإن مجئ يسوع صار جهالة فى نظر البعض , و للبعض عثرة , و أما للبعض الآخرين فهو ربح , و للبعض حكمة و قوة , و للبعض قيامة و حياة ( 1 كو 1 : 23 ـ 24 ) . و ليكن هذا واضحا لكم , أن مجيئه قد صار دينونة لكل العالم . لأنه يقول ” ها أيام ستأتى يقول الرب , و سيعرفوننى من صغيرهم إلى كبيرهم , و لا يعلمون كل واحد قريبه و كل واحد أخاه قائلا إعرف الرب , و سأجعل اسمى يصل إلى كل أطراف الأرض . لكى يستد كل فم و يصير كل العالم تحت قصاص من الله , لأنهم لما عرفوا الله لم يمجدوه أو يشكروه كإله ” ( إر 31 : 34 , رو 3 : 19 و 1 : 21 ) . و بسبب غباوتهم لم يستطيعوا معرفة حكمته , بل إن كل واحد منا باع نفسه لعمل الشر بإرادته و صار عبدا للخطية .
لهذا السبب أخلى يسوع نفسه و أخذ صورة عبد ( فى 2 : 7 ) , لكيما يحررنا بعبوديته . و نحن قد صرنا أغبياء , و فى غباوتنا و جهالتنا ارتكبنا كل أنواع الشر , و لذلك أخذ شكل الجهالة حتى بجهالته نصبح حكماء . و قد صرنا فقراء و فى فقرنا افتقرنا إلى كل صلاح و فضيلة , لذلك أخذ شكل الفقر لكى بفقره نصبح أغنياء فى كل حكمة و فهم ( 2 كو 8 : 9 ) . و ليس هذا فقط بل إنه أخذ شكل ضعفنا حتى بضعفه نصبح أقوياء . و أطاع الآب فى كل شئ حتى الموت موت الصليب ( فى 2 : 8 ) , لكى بموته يقيمنا جميعا . لكى يبيد ذاك الذى له سلطان الموت أى إبليس ( عب 2 : 14 ) . فإذا تحررنا بالحقيقة بواسطة مجيئه و تشبهنا بتواضعه فإننا نصير تلاميذ للمسيح , و نرث معه الميراث الإلهى .

حقا يا أحبائى فى الرب إننى منزعج جدا و مضطرب فى روحى لأننا نلبس ثوب الرهبنة و لنا اسم القديسين , و نفتخر بهذا أمام غير المؤمنين . و أننى أخشى لئلا تنطبق علينا كلمة بولس الذى يقول ” لهم صورة التقوى و لكنهم ينكرون قوتها ” ( 2 تى 3 : 5 ) . و بسبب المحبة التى عندى من نحوكم , أصلى إلى الله من أجلكم , أن تفكروا بعمق فى حياتكم , و أن ترثوا الأمجاد غير المنظورة .

حقا يا أبنائى اننا حتى إذا أكملنا عملنا بكل قوتنا فى طلب الله فأى شكر نستحق ؟ لأننا نطلب فقط مكافأة لنا , نحن فقط نطلب ما يتفق مع طبيعة حياتنا الروحية و جوهرنا العقلى . لأن كل إنسان يطلب الله و يخدمه بكل قلبه , فإنما يفعل ذلك وفقا لجوهره و هذا طبيعى بالنسبة له . أما إن صدرت منا خطية , فإنما هى غريبة عن طبيعة جوهرنا ( الروحى ) .

يا أبنائى الأعزاء فى الرب يا من أنتم مستعدون لتقديم أنفسكم ذبيحة لله بكل قداسة , أننا لم نخف عنكم أى شئ نافع , بل أظهرنا لكم كل ما قد رأيناه أن أعداء الصلاح يدبرون الشر دائما ضد الحق . و خذوا من هذا كلمة منفعة بأن ” الذى حسب الجسد يضطهد الذى حسب الروح ” ( غل 4 : 29 ) . ” و جميع الذين يريدون أن يعيشوا بالتقوى فى المسيح يسوع يضطهدون ” ( 2 تى 3 : 12 ) .

و لأن يسوع عرف كل الآلام و التجارب التى ستأتى على الرسل فى العالم , و انهم بصبرهم سيقضون على قوة العدو , أى عبادة الأوثان , لذلك عزاهم بقوله ” فى العالم سيكون لكم ضيق و لكن ثقوا أنا قد غلبت العالم ” ( يو 16 : 33 ) . و علمهم قائلا ” لا تخافوا من العالم لأن آلام الزمان الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد أن يستعلن فينا . إن كانوا قد اضطهدوا الأنبياء الذين قبلكم , فسيضطهدونكم , و إن كانوا يبغضوننى فسيبغضونكم أيضا . و لكن لا تخافوا لأنكم بصبركم ستبطلون كل قوة العدو ” ( رو 8 : 18 , مت 5 : 12 , يو 15 : 20 , لو 21 : 19 ) .

أما عن معانى الحرية التى نلناها فعندى الكثير , و لكن اعط فرصة للحكيم فيصير أوفر حكمة ( أم 9 : 9) . و مع ذلك فإننا نحتاج إلى التعزية المتبادلة بكلماتنا البسيطة . و لمحبتى فيكم كلمتكم بهذه الكلمات القليلة الروحانية لتعزية قلوبكم , لأنى أعلم أنه إذا كان العقل قد بلغ الإدراك الحقيقى فلا يحتاج إلى كثرة الكلام الجسدانى . و لكننى أفرح بكم جميعا أيها المحبوبون فى الرب , أنتم الأبناء القديسون الإسرائيليون فى جوهركم العقلى . لأن أول ما يحتاج إليه الإنسان العاقل هو :
أ ـ أن يعرف نفسه .
ب ـ ثم بعد ذلك يحتاج أن يعرف أمور الله , و كل الهبات السخية التى تهبها نعمة الله دائما و أبدا للإنسان .
ج ـ و بعد ذلك يحتاج أن يعرف أن كل خطية و كل إثم إنما هى غريبة عن طبيعة جوهره العقلى ( الروحى ) .
و أخيرا إذ رأى الله أنه بإختيارنا قد صارت لنا هذه الأشياء الغريبة عن طبيعتنا الروحية و أصبحت هى سبب موتنا هنا , لهذا السبب تحرك بالرحمة نحونا و بصلاحه أراد أن يرجعنا ثانية إلى تلك البداية التى بلا نهاية , ( أى حالتنا الأولى التى لا موت فيها ) و افتقد خلائقه , و لم يشفق على نفسه لأجل خلاصنا جميعا . لقد بذل نفسه لأجل خطايانا ( غل 1 :4 ) و صار مسحوقا بسبب آثامنا , و لكننا بجلداته شفينا ( إش 53 : 4 ) . و بكلمة قدرته جمعنا من كل مكان من أقصاء الأرض إلى أقصائها , و علمنا أننا أعضاء بعضنا لبعض ( أف 4 : 25 ) . لذلك فإن كنا قد تهيأنا و عزمنا أن نحرر أنفسنا بواسطة مجيئه إلينا , فلنمتحن أنفسنا كأناس عاقلين لنرى ماذا يمكننا ” أن نرد لرب من أجل حسناته التى صنعها معنا ” ( مز 116 : 11 ) . و هكذا أنا أيضا المسكين البائس الذى أكتب هذه الرسالة , إذ قد نبه عقلى من نوم الموت بنعمته , قد صرفت معظم زمان عمرى على الأرض باكيا منتحبا و أنا أقول ” ماذا يمكننى أن أرد للرب من أجل كل إحساناته التى صنعها معى ” . فليس هناك شئ ينقصنا إلا و قد تممه لنا و عمله لأجلنا و نحن فى مذلتنا . فقد جعل ملائكته خداما لنا . و أمر أنبيائه أن يتنبأوا , و رسله أن يكرزوا لنا بالإنجيل . و التدبير الذى هو أعظم كل تدبيراته أنه جعل ابنه الوحيد يأخذ صورة عبد لأجلنا .

لذلك فإنى أتوسل إليكم , يا أحبائى فى الرب , أنتم الوارثون مع القديسين , أن تنهضوا عقولكم فى مخافة الله . لأنه يجب أن تكون هذه الكلمة واضحة لكم , أن يوحنا السابق ليسوع عمد بالماء للتوبة لمغفرة الخطايا ليجتذبنا إلى معمودية ربنا يسوع الذى عمد بالروح القدس و النار . فلنستعد الآن بكل قداسة أن ننقى ذواتنا جسدا و روحا لنقبل معمودية ربنا يسوع المسيح , لكى نقدم ذواتنا ذبيحة لله . و الروح المعزى يعزينا ليردنا ثانية , إلى حالتنا الأولى فنستعيد الميراث و ملكوت ذلك الروح المعزى نفسه . و اعلموا أن ” كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح , ليس ذكر أو أنثى , ليس عبد و لا حر ” ( غل 3 : 27 و 28 ) . و حينما بنالون تعليم الروح القدس تبطل منهم حركات الأفكار الجسدانية فى ذلك الوقت , حينما ينالون الميراث المقدس ” و يسجدون للآب كما يجب بالروح و الحق ” ( يو 4 : 24 ) . و لتكن هذه الكلمة واضحة لكم , و لا تنتظروا دينونة آتية عندما يأتى يسوع ثانية , لأن مجيئه ( الأول ) قد سبق و صار دينونة لنا أجمعين .
لذلك اعلموا الآن أن القديسين و الأبرار , الذين لبسوا الروح , يصلون دائما لأجلنا لكيما ننسحق أمام الله و نتحد بربنا و نلبس ثانية ذلك الثوب الذى خلعناه , و الذى كان لنا منذ البدء أى صورتنا الأولى الروحية التى خلعناها بالمخالفة . لأنه كثيرا أيضا ما جاء ذلك الصوت من الله الآب إلى كل الذين لبسوا الروح قائلا لهم ” عزوا عزوا شعبى يقول الرب . أيها الكهنة كلموا قلب أورشليم ” ( إش 40 : 1 و 2 ) لأن الله دائما يفتقد خلائقه و يسكب عليهم صلاحه .

بالحقيقة يا أحبائى , إنه يوجد معانى للحرية التى بها قد تحررنا و يوجد أشياء أخرى كثيرة لأخبركم بها . و لكن الكتاب يقول ” اعط فرصة للحكيم فيكون أوفر حكمة ” ( أم 9 : 9 ) . ليت اله السلام يعطيكم نعمة و روح الإفراز , لتعرفوا أن ما أكتبه إليكم هو وصية الرب . و ليحفظكم إله كل نعمة مقدسين فى الرب إلى آخر نسمة من حياتكم , إنى أصلى إلى الله دائما لأجل خلاصكم جميعا , يا أحبائى فى الرب نعمة ربنا يسوع المسيح تكون معكم جميعا . آمين .
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الرسالة الثامنه للقديس أنطونيوس
الرسالة التاسعة للقديس أنطونيوس
رسالة مريم اخت لعازر ليسوع الرسالة السابعة
الرسالة الثانية للقديس أنطونيوس لأولادة الرهبان
الرسالة السابعة من رسائل القديس أموناس


الساعة الآن 10:07 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024