منزل ناقص
الآية:(كلّ مَنْ يُجاهد يضبط نفسه فى كل شىء) 1كو(25:9).
عاش هذا الراهب مُدة ثلاثين عاماً بالدير فى إحدى القلالى المُنفردة فى حديقة الدير وكان يتسم بالمحبة للجميع والسلام القلبى وعندما كان يزوره الرهبان فى قلايته يفرحون بكلامه الروحى واستقباله الطيب لهم.
أصيب بمرض استدعى نقله إلى المستشفى وفيما هو على سريره أخذته غيبة وشعر أنه قد ارتفع إلى السماء ووجد منازل كثيرة وسار معه ملاك ليُخبره بصاحب كل منزل وفى تجوالهما رأى منزلاً لم يكتمل بناؤه فسأل عن صاحبه فقال له الملاك:(إنه منزلك فارجع لتكمله بإيمان وجهاد روحى) فأفاق ليجد نفسه نائماً على سريره ولمّا عاد إلى الدير وزاره إخوته الرهبان قصّ عليهم ما رآه وبدأ يهتم أكثر بجهاده الروحى.
+ الله يريد أن يُمتّعك بفرح لا يُعبّر عنه فى السماء فأعطاك إمكانيات وظروف تساعدك على الأرض لترتبط به فلماذا تتهاون فى استغلال الظروف المُساعدة؟
إن الله هو مُدبّر كل الأحداث والأشياء المحيطة بك لمنفعتك وعلى قدر تسليم حياتك لله قائلاً له دائماً لتكن مشيئتك تستنير عينك فترى الله فى كل هذه بل وأيضاً فى كلام الناس المحيطين بك وفى سلوكهم أيضاً فتفرح إذ ترى الله حولك دائماً واستند على الأسرار المُقدّسة فهى مُعينك الأساسى لمواجهة حروب إبليس والتغلب عليه.
تذكّر يوم الدينونة دائماً لتستعد له عالماً أن أيامك قليلة على الأرض إذا قيست بالأبدية ولا تعلم متى تنتهى حياتك فاهتم بعبادتك المُقدّسة وخدمتك لله.
حاسب نفسك كل يوم لتسد الثغرات التى يدخل من خلالها إبليس وتأكد أن كل جهاد تعمله يوصل للآخر فالفضائل سلسلة تشجّع كل واحدة منها الأخرى.أكمل جهادك الروحى المؤقت على الأرض ليكون لك فرح دائم فى السماء.