رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مفتاح العهد الجديد (50) كتاب لقداسة البابا تواضروس الثاني كتب في فترة حبريته أسقفا عاما للبحيرة ٢٨ فبراير ٢٠١٥ دراسة تفصيلية لمقاطع مختارة من الإنجيل ثانيا:الأحاديث والمقابلات حديث الرب يسوع مع نيقوديموس(يو3:1-12) مقدمة: إننا في دراسة بعض الأجزاء الكتابية بصفة عامة نلمحتخصص الرب في البحث عن الأشخاص الذين ذوي اعتبار خاص ولايسهل الوصول إليهم بل ربما يستحيل تغييرهم…منهم:زكا,السامرية,بولس الرسول,نيقوديموس,وغيرهم كثير…. بالطبع استغرق هذا الأمر وقتا لكي يتحو نيقوديموس من الظلمة إلي الإيمان…وهكذا مع غيره…إلا أن الملاحظ أن الرب يسوع كان رقيقا جدا مع هؤلاء…وبهذه المحبة والرقة تحول هذا الإنسان إلي مؤمن مستتر undercover. -يقرأ هذا الجزء في الجمعة السابقة لأحد التناصير في الصوم الكبير. -ويكرر في15طوبه(إنجيل باكر3:1-12)+15طوبه(إنجيل القداس3:22-36). المكان:أورشليم المناسبة: الاحتفال بعيد الفصح والذي يستمر عدة أيام…وكان أول عيد فصح يحضره المسيح وعندما نعود إلي الأعداد الأخيرة في الأصحاح السابق(2:23-25) نجد هذه الكلمات: …لم يكن محتاجا أن يشهد أحد عن الإنسان….(2:25أ). لأنه علم ما كان في الإنسان(2:25ب). كان إنسان من الفريسيين اسمه نيقوديموس…(3:1). معني ذلك أن نيقوديموس كان واحدا من هؤلاءكثيرون وتكرار لفظةالإنسان هو لربط النص الجديد بالنص السابق. هذا هو الحديث الأول للمسيح مع أحد عشر حديثا سجلها القديس يوحنا في إنجيله.جاءت معظمها موجهة للرؤساء. الزمان: ليلا:ومن المعروف أن علماء الشريعة كانوا ينتهزون الليل فرصة لكي يتبحروا في الكتب المقدسة ويتناقشوا فيها…وهذه الحجة تكفي لنفهم زيارة نيقوديموس الليلية. لقد جاء في(عباءة الليل) إذ له ضمير قلق باحث عن الحقيقة. +إنه يمثل الإنسان الخجول الذي يندس في الظل ليلتقي مع يسوع,وهذا ما عرف في التاريخ باسم الكنيسة تحت الأرضUnderground Church. +إنه خوف من أن ينكشف أمره,اختار أن يتقابل مع المسيح ليلا,إذ كانت أحاديث الفريسيين الصباحية تميل للجدل والتعصب والمغالطة,أما نيقوديموس فيريد أن يعرف ويتعلم أكثر من المسيح وبالحقيقة لقد جني أكثر مما توقع …إنه إيمان نما رويدا رويدا في الظلام كما يلي: في يوحنا(3:10) كان نيقوديموس متسائلا في خوف. ليلا. (7:50)………. ……….. ………… مدافعا في حذر. ليلا. (12:42)………. ……….. ………… مؤمنا خفيا. (19:39) ……. ……….. …………مؤمنا مجاهرا . ليلا. طرف الحوار: نيقوديموس:اسم يوناني معناهالمنتصر علي الشعب ولم يذكر أحد من الإنجيليين هذا الاسم من قبل. +عضو بارز في السنهدريم=المجلس الأعلي لليهود. +معلم إسرائيل (دكتور في القانونPh.Dr.)=رئيس لليهود=أرض(للشعب وليس لرجال الدين). +فريسي.معلم شريعة لايؤمن بالتجديد بل يؤمن بالقداسة التي يحصل عليها الإنسان بالجهد والمبادرة والبر الذاتي. +شاهد عيان لمعجزات السيد المسيح إيمان الآيات. (يو2:23)إذ رأوا الآيات التي صنع …. (يو3:2)ليس أحد يقدر أن يعمل هذه الآيات…. +تقدم لمقابلة المسيح كمعلم يهودي فائقرابي أي أن المسيح في نظره محترف الناموس والتوارة…ولكن معرفته وعلمه حجزته عن الحق والمسيح. +كان ينتظر أن يتعلم من المسيح ممارسات فائقة يستطيع يها أن ينمي موهبته ويزداد في بره الشخصي وقداسته.ولذلك خاطب المسيح بلقب معلم وليسمخلص. ومثله في ذلك الشاب الغني ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية(مر10:17). +إننا حقا نعرف القليل عنه ولكننا نعلم إنه قد تغير كلية فمنذ تلك المقابلة الليلية…لقد نما في إدراك الحقيقة الجديدة لعلاقة الإنسان بالله…فلقد ذكره القديس يوحنا في إنجيله ثلاث مرات وارتبط اسمه بلفظ ليلا فيها تعبير عن إيمان الظلام الذي يبحث عن أقنوم النور وهذه المرات: 1-الأولي3:1-12) في هذا الحوار. 2-الثانية(7:50):عندما كانت مناقشات مجلس السنهدريم تدور حول وسائل طرد السيد المسيح,تقدم نيقوديموس بطلبه للعدالة واعتراض,وبرغم أن اعتراضه لم يؤخذ به إلا أنه تكلم علانية…لقد بدأ التغيير. 3-الثالثة(19:39):يرتبط اسمه مع يوسف الرامي في طلب جسد يسوع لإعداده للدفن.وبرغم هذه المخاطرة إلا أنه تقدم علي هذه الخطوة الجريئة…معني هذا إن إيمانه استمر في النمو. إن الله ينظر إلي النمو المستمر وليس إلي الكمال اللحظي(السريع)…فهل حياتك في نموها الروحي تتناسب مع مقدار معرفتك الطويلة بالمسيح؟!! +كان نيقوديموس يري في المسيحمعلم =رابي وهذه كلمة يهودية موجودة علي ثلاث درجاتراب /رابي/رابون) ورابون أعلاها وهي التي استخدمها في مخاطبة السيد المسيح وهي تقابل باللاتينيةMagister. +نيقوديموس يمثل عطش المعرفة إلي الله: -لم يكن فضوليا مضي يستكشف من هو المسيح… -ولم يكن شكليا أراد أن يقطع شكه بيقين… بل كان عالما فقيها دفعه تواضعه إلي الاستزادة… مراحل الحوار: يمكننا-من أجل الدراسة-أن نقسم مراحل الحوار إلي 3مراحل تبدأ كل منها بعبارةالحق الحق أقول لك….. أ-(3:1-4) مرحلة أولي. ب-(3:4-10) مرحلة ثانيةلاهوت العماد. ج-(3:11-21) مرحلة ثالثة. الحق الحق أقول لك عبارة تفيد التوكيد,وهي تهيئ ذهن السامع إلي فكر جديد يحمل تعليما إلهيا يضع حلا نهائيا وجذريا لموضع ما. المرحلة الأولي(3:1-4): وبداية الحوار فيها عمومية(نعلم). +نيقوديموس: يقدم عبارات احترام وتقدير حسب رؤيته الشخصية ويقع في عدة أخطاء لأنه لم يخرج بإيمانه خارج الدراسات والمعارف التي تلقاها…مثل: -خاطب المسيح بلقبالمعلم…. -ربط آيات المسيح بحالة التقوي التي للمسيح. -خاطب المسيح بعبارة الله معه أي معان من الله فقط. +المسيح: لايجاوب علي كلام نيقوديموس بل علي أفكاره.وكأنه يقول له: دع الأمور العالمية جانبا…إن الحياة الروحية هي من فوق. وهذا مرتبط بتعبير الكتاب السابق في…أنه علم ما كان في الإنسان (يو2:25).كان نيقوديموس يريدمعرفة وليسإيمانا. يولد من فوق= حادث جديد يبدأ من السماء بقوة إلهية. = ولادة فائقة علي قدرات الإنسان. = ولادة جديدة وهي شرط لرؤية الملكوت. = في آدم طردنا من حضرة الله ووقع علينا الحكم…ولكي نعود ونراه يجب أن نولد ولادة أخري….من الله. لايقدر = محال علي الإنسان أن يري الله هنا أو هناك دون أن ينال من الله هنا المؤهلات الإلهية لذلك(1يو3:2). ملكوت الله = يذكر القديس يوحنا هذا اللفظ مرتين فقط(3:3, 3:5). وفي كل الإنجيل يستخدم مرادف آخر(الحياة الأبدية). لقد كان جواب المسيح قاطعا:أنه لايكتفي بهذا الإيمان الناقص…إنه يطلب المزيد. |
|