رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مدينة تجتذب عفوا من السماء ..
من جهة نينوى المدينة العظيمة، فنحن قادمون هنا لمنظر من المناظر الرهيبة، إذ بمجرد أن سمع الملك بما حدث ليونان، وبما نادى به، قام عن كرسيه الملكى وخلع ثيابه وفخفخته وجماله وفخره الكاذب، ولبس المسوح، وأعطى أمراً أن يرفع الطعام عن كل إنسان، كبيراً كان أم صغيراً، بل حتى الرضيع عن صدر أمه، وعن البهائم كلها. وهنا كأنما الخليقة كلها تتمثل فى قصة توبة نينوى. مدينة فيها 250 ألف نسمة تتوب كلها ويعفو الرب عنها من أجل توبة جماعية ناشطة، وتدبير متقن لهذا الملك النصوح الواعى الذى استطاع بحكمته أن يرفع حكم الموت عن شعبه. يا للرعاية، ويا لحكمة الراعى. ثم ما هذا الحضن المتسع يا الله؟ إن هذا عجب كبير حقا!! مدينة وثنية تؤمن باالله بكرازة واحدة. نعم، ليس بآية من السماء ولا من الأرض تتوب البشرية أو يعفى عن إثمها، بل بالاتضاع والصوم والصلاة وتذلل القلب لدى الله القدير. آه لو علم كل خاطىء هذا، ما استكثر خطاياه أبداً على عفو الله. لو علمت الكنيسة ما ينبغى أن تكون عليه من توبة جماعية، لجلست مع أبنائها فى هذه المسوح وفى تراب المذلة إلى أن تجتذب لنفسها عفواً من السماء، لكانت أزمنة الفرج تأتى من السماء سريعاً، كما قال بطرس الرسول. يا أحبائى، إن تعطلت أزمنة الفرج فالعيب هو منا. نينوى كانت تسير إلى الهاوية والهلاك أكيداً وسريعاً، ولكن بوقفة شريفة وشجاعة أمينة على قدر الدعوة وقدر التهديد استطاعت أن تجتذب لنفسها عفواً من السماء. ماذا يعوزك أيها الخاطىء؟ أيعوزك المسوح؟ أيعوزك التراب؟ ماذا يعوزك؟؟ أبونا متى المسكين |
|