|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مفتاح العهد الجديد (44) دراسة تفصيلية لمقاطع مختارة من الإنجيل كتاب لقداسة البابا تواضروس الثاني كتب في فترة حبريته أسقفا عاما للبحيرة ١٧ يناير ٢٠١٥ أولا: آيات ومعجزات المعجزات في إنجيل القديس يوحنا الرسول تحليل المعجزة يو2:1-11) 1-المكان: قرية قانا الصغيرة في منطقة الجليل-شمال فلسطين وهي كلمة عبرية تعنيمكان القصب وهي علي بعد10كم من الناصرة وتدعي الآن كفر كنا وكانت وطن نثنائيل الرسول وفيها تمت معجزة أخري هي شفاء ابن خادم الملك(يو4),والقديس يوحنا في إنجيله لم يذكر سوي أربعة مشاهد فقط في الجليل حسب الشواهد التالية 2:1-12, 4:43-54, 6:1-7, 21:1-25),وعلي هذا الأساس يمكن أن نقول إجمالا: إن هناك4 أصحاحات تمت في الجليل: 17أصحاحا تمت في اليهودية وأورشليم. مع ملاحظة أن الأصحاح الرابع تمت أحداثه في السامرة 2-الزمان: يفتتح الأصحاح بعبارةوفي اليوم الثالثوهذا يعني أنه سبقه يومان هامان هما: اليوم الأول(1:35): دعوة يوحنا وأندراوس وبطرس. اليوم الثاني(1:43):دعوة فيلبس ونثنائيل. اليوم الثالث(2:1): دعوة المسيح وتلاميذه إلي العرس. ورقم3 دائما في الكتاب يمثل كمال الدهور إذ هو يشمل البداية والوسط والنهاية وهذه كلها أبعاد الزمن(هوشع6:1-3). وفي هذه إشارة إلي التجسد الذي تم في ملء الزمان. كما أنه إشارة إلي الفداء بالقيامة التي كانت في اليوم الثالث. إلا أننا نستطيع أن نحسب هذا اليوم بأنه اليوم السادس في الأيام التي حوت الأحداث الأولي كما يلي: 1-في اليوم الأولي:شهد يوحنا المعمدان عنه(1:20). 2-في الغد:قال يوحنا المعمدانهوذا حمل الله(1:29). 3-في اليوم الثالث:تبعه التلميذان أندراوس ويوحنا(1:40). 4-في اليوم الرابع:تبعه التلميذان فيلبس ونثنائيل(1:45). 5-في اليوم الخامس:كان الرب في الرحلة إلي الجليل. 6-في اليوم السادس:كان الرب في العرس في قانا الجليل. +هذه هي البداية الرمزية التي ترمز إلي ستة أيام الخلقة,حيث خلق الرب الإنسان في اليوم السادس وكانت الأسرة الأولي,أما الآن فهو يجدد خلقة الناس ويبارك الوجود البشري بحضوره تكوين أسرة عرس قانا الجليل. +لم يذكر شيئا عنالعروسين باعتبارهما رمزا مثل قصة الابن الضال. 3-المناسبة: حضور حفل عرس,ويبدو أن أصحاب العرس كانوا أقرباء للسيد المسيح أو العذراء بالجسد لأنها حضرت بدون دعوة,وغالبا كانوا فقراء. البعض يقول إن العريس كانبطرس الرسول نفسه,وآخرون يقولون إنهسمعان القانوي الذي سمي بعد ذلك بـسمعان الغيور. +كان الزفاف في هذه الأيام يستمر ستة أيام تدعي له كل المدينة لذلك كانت حفلات العرس تمثل عبئا ثقيلا علي الأسر خاصة آباء العرائس إذ تستمر أسبوعا مع ما تستلزمه من نفقات. +كان العرس غالبا يبدأ يوم أربعاء إذا كانت العروس عذراء, ويعتبر العروسان هذه الأيام من أسعد أيامهما وكانوا ينادوا بلقبالملك/الملكة. +إن السيد المسيح يصور كل فترة وجوده علي الأرض بحفلة عرس ممتدة (مر2:8-20) ولذا بدأ ظهوره العلني في حفلة عرس قانا الجليل. 4-المدعوون: +السيد المسيح حضر بدعوة(لقد جاء المخلص بدعوة أي أنه جاء برجاء وصلوات وإلحاح أصوات القديسين عبر كل العصور والأجيال). +التلاميذ الذين حضروا ثم آمنوا:كانوا ستة غالبا هم: أندراوس وبطرس(1:41). فيلبس ونثنائيل(1:43-45). يوحنا ويعقوب أخوه(1:35). أما بقية الاثني عشر لم يحضروا لأنهم لم يتتلمذوا بعد. +العذراء:كانت هناك بدون دعوة(2:1) ربما لأنها كانت قريبة من أصحاب العرس ويقال إن يوسف النجار كان قد تنيح. نلاحظ أن هناك دعوات التلاميذ سبقها سلسلة شهادات هامة: +شهادة المعمدان:هوذا حمل الله(1:29). +شهادة أندراوس:وجدنا مسيا (1:41). +شهادة فيلبس:وجدنا الذي ذكره موسي(1:45). +شهادة نثنائيل:يامعلم أنت ابن الله(1:49). +شهادة يسوع نفسه:ابن الإنسان(1:51). 5-الأزمة: عدم تواجد الخمر,وهو واجب الضيافة الذي يقدم للحاضرين وهذه تعتبر فضيحة بمقاييس الحياة اليهودية أنهم-اليهود-يقولون:إن السكر بالخمر فضيحة…ولكن لا فرح بدون خمر…أما عدم تقديم الخمر فهو فضيحة أكبر.إن عدم تقديم الخمر يحطم قوانين الضيافة المتعارف عليها وقتذاك. 6-دور العذراء: كما قلنا كانت هناك في العرس ربما لأنها كانت علي صلة وثيقة بأهل العرس…وكانوا يرجعون إليها في تدبير أمورهم كما يرجح المفسرون أن يوسف النجار كان قد تنيح ولذلك لم يذكروا اسمه مع المدعوين.لم يذكر اسم العذراء ولا اسم الإنجيلي نفسه…بل اكتفي بلقبأم يسوع وهذه هي المرة الوحيدة في حياة السيد المسيح التي تذكر فيها أمه قبله. لقد تقدمت بطلبها ليس لهم خمر في صورة خبر وليس في صورة أمر إنها لم تطلب خمرا ولكن لفتت نظر السيد المسيح -ابنها للإحراج الذي هم فيه لقد نوهت بما هم في حاجة إليه.هي لم تسأل المسيح معجزة,بل فقط تأمل مساعدته للخروج من هذا المأزق…وفي ذلك نري مدي اهتمام العذراء بالناس وهذا دليل عليشفاعتها في جنس البشر. لقد قدمت العذراء طلبها إلي المسيح ابنها لأن لها دالة: أ-عند العريس الظاهر في عرس قانا الجليل الذي كان من المحتمل أحد أقربائها-وهو بذلك يمثل العهد القديم. ب- وعند العريس المستند في حفلة العرس الذي هو ابنها بالحق-وهو بذلك يمثل العهد الجديد. إنهاوسيطة بين العهدين ولذلك فهي قد دعت المسيح ليصحح ليس نقص الخمر بل نقص الفرح والابتهاج الذي كان يجب أن يكونوا فيه. 7-استجابة المسيح: إذا سألنا:لماذا حضر المسيح؟…فالإجابة:ليس لهم خمر. هذا هو السبب الذي اجتذب المسيح إلي العرس وهذا السؤال له معني رمزي إذ يمكننا أن نقول:لماذا تجسد المسيح؟…فتكون الإجابة:ليس لهم فرح.فالمعني الرمزي للخمر هوالفرح. يتوقف فهمنا لرد المسيح علي طلب العذراء مريم علي: 1-نبرة الصوت. 2-الحركة والإشارة المصاحبة. 3-مجمل الجو العام للكلام. مالي ولك يا امرأة! لم تأت ساعتي بعد(2:4). معناهلاتقلقي-اتركي الأمر لي-أنا سوف اتصرف. تعبيريا امرأة فيه تقدير وتوقير واحترام بدليل استخدامه علي الصليب(19:26) ولا يعقل أنه-له المجد-يخالف وصية إكرام الوالدين(في بلاد الصعيد عندما يفكر الإنسان يقول لمن أمامه:أعمل إيه يا ولاد؟…برغم إنه يخاطب كبارا!).ساعة يسوع أي الزمن الذي يظهر فيه والمقصود..ساعة الصليب حيث يخلص البشر من الموت بذبيحة نفسه أي بدء العد التنازلي للصليب بدأ بهذه المعجزة. إن العذراء تفتح بطلبها درب الصليب والخلاص…كما سبق وفتحت حواء درب الخطية والهلاك.إن لفظالساعة يشير إلي الصليب ولذا نسمي هذه المعجزةبداية النهاية وهذا اللفظساعة ورد في إنجيل يوحنا وحده في(2:4, 7:30, 8:20, 12:12,23:27, 16:32, 17:1). |
|