رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مفتاح العهد الجديد 43 كتاب لقداسة البابا تواضروس الثاني كتب في فترة حبريته أسقفا عاما للبحيرة ١٠ يناير ٢٠١٥ دراسة تفصيلية لمقاطع مختارة من الإنجيل أولا: آيات ومعجزات المعجزات في إنجيل القديس يوحنا الرسول مفهوم المعجزة كاية تحدث في الزمن المنظور لتشير علي حقيقة روحية تمت في غير المنظور وليس حدث منتظر في المستقبل. مثال: الأعمي الذي نال نعمة البصر بعين جديدة يري بها نور العالم, تعني أن النور الحقيقي قد جاء بالفعل والقول إلي العالم. إن كل الأمور فائقة التصور والإدراك عندنا هي أعمال الله العادية التي باشرها السيد المسيح كابن الله, فأعمال المسيح هي أعمال الله, وأعمال الله كلها معجزات في نظرنا وتفكيرنا. إن حياة الإنسان الروحية هي غاية الآيات والمعجزات ولذا يري الآباء أن الحياة الفاضلة هي أفضل من صنع المعجزات, والله لا يديننا علي عدم صنع المعجزات ولكن يديننا إن كنا لا نحيا بروحه القدوس الحياة اللائقة كأبناء له. يقول القديس أغسطينوس: الله لا يعرف غير صانعي البر. إذن المغزي الحقيقي للمعجزة أي معجزة هو في الإيمان الناتج عنها وليس في الإعجاز الذي فيها, لذلك كان ربنا يسوع يحرص علي أن يقول كلمات تغذي الإيمان بعد إجراء المعجزة, راجع (يو 2: 11, 5: 14, 6, 9: 38, 11: 27) فإنه لا يريد المعجزة لسد حاجة بشرية ملحة بل كل غايته إظهار مجد الله. وبصفة عامة فإن شخص المسيح – له المجد – هو المعجزة الحقيقية التي يعني يوحنا الرسول بإبرازها في بشارته.. بمعني أن يسوع هو الشخص المعطي في كل معجزة. لأنه النور الحقيقي للعالم.. قد أعطي النور للمولود أعمي. وهو الحق.. قد أعطي خمر الحكمة في قانا الجليل. وهو الخبز.. قد أعطي الخبز لإشباع الجموع. وهو القيامة.. قد أعطي القيامة للعازر القائم. أي أن المعجزة تعبير رمزي عن أحد جوانب عمله له المجد. هذا هو خط إنجيل يوحنا إبراز سر المسيح: الله حاضر فيه.. يعمل ويتجلي.. جاء ليخلصنا. وهذا ما ينطبق مثلا علي معجزة عرس قانا الجليل (يو 2: 11). السمات الرئيسية في المعجزات: إننا نستطيع أن نميز أمرين هامين في معجزات السيد المسيح المذكورة في هذا الإنجيل: أ- صفة التمادي في وصف السعة والملء والفيض والحدث: مثال: أجران الماء.. ملؤها إلي حافتها العليا. المشلول.. له 38 سنة مطروحا. الخمس خبزات.. أشبعت آلاف بلا حصر. لعازر.. قام بعد أربعة أيام دفن وقد أنتن. ب- صفة إشراك البشر في مراحل المعجزة بصورة واضحة.. المسيح لم يعمل بمفرده بل مع آخرين, ولذا فالمعجزة توضح سعي الإنسان وجهاده. مثال: الخدم.. في عرس قانا الجليل. الولد الصغير.. في إشباع الجموع. اذهب واغتسل.. في المولود أعمي. ارفعوا الحجر.. في إقامة لعازر. معجزة عرس قانا الجليل بداءة الآيات تعتبر هذه المعجزة في نظر القديس يوحنا الإنجيلي هي جنين كل المعجزات فهي تحمل في طياتها كل الآيات التي فعلها الرب يسوع واختار منها القديس يوحنا عددا محدودا ليذكره في بشارته. والتعبير الذي استخدمه يوحنا الرسول لوضعها هو: Archi Ton Semeion باللغة اليونانية ولا يعني هذا مجرد بداية الآيات ولكن أيضا رأس الآيات أو الآية الرئيسية. لقد حقق ربنا يسوع المسيح عدة أهداف فائقة في وقت واحد بهذه المعجزة: 1- كرم الزواج بحضوره بدء حياة الأسرة وقدسها. 2- قدس بداية ميلاد الإنسان بالجسد لأنه جاء يجدد طبيعتنا أي طبيعة الإنسان. 3- أزال لعنة المرأة تكثيرا أكثر أتعاب حبلك (تك 3: 6), لأنه محب البشر فقد رفع هذه اللعنة إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة (2 كو 5: 17). 4- قدم طعاما لتلاميذه إذ آمنوا به ونقلوه إلينا.. لقد جمعوا أعماله لتصبح طعاما لإيمانهم وإيماننا. 5- علي المستوي الاجتماعي قدم هدية الزواج وهي الخمر الجديدة. |
|