رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مفتاح العهد الجديد (42) كتاب لقداسة البابا تواضروس الثاني كتب في فترة حبريته أسقفا عاما للبحيرة ٣ يناير ٢٠١٥ دراسة تفصيلية لمقاطع مختارة من الإنجيل أولا: آيات ومعجزات المعجزات في إنجيل القديس يوحنا الرسول انتقي يوحنا الإنجيلي (ثماني معجزات) ست منها لم ترد إلا في إنجيله فقط, أما الاثنتان الأخريان فواحدة منهما وردت في كل الأناجيل وهي معجزة إشباع الآلاف من خمسة خبزات وسمكتين, والأخري وردت في بعض الأناجيل وهي معجزة المشي علي الماء, ولنا ثلاث ملاحظات: ملاحظة (1): في هذه المعجزات أن ثلاثا منها فيها عنصر الخلق وهو من شأن الله وحده وهي: 1- تحويل الماء إلي خمر. 2- إشباع الجموع (الخمس خبزات والسمكتين). 3- منح البصر للمولود أعمي. ملاحظة (2): تمت بعض المعجزات في الجليل والبعض الآخر في اليهودية: أربع معجزات في الجليل 1- عرس قانا الجليل يو2 2- شفاء ابن خادم الملك يو4 3- إشباع الجموع يو6 4- المشي علي الماء يو6 أربع معجزات في اليهودية 1- شفاء مريض بيت حسدا يو5 2- شفاء المولود أعمي يو9 3- إقامة لعازر يو11 4- صيد السمك الكثير يو21 ملاحظة (3): بعض المعجزات تمت في يوم سبت مثل: أ- معجزة شفاء مريض بيت حسدا (يو5). ب- معجزة منح البصر للمولود أعمي (يو 9). جـ- معجزة إقامة لعازر (يو 11). 1- معجزة تحويل الماء خمرا: وهي أولي المعجزات التي حدثت في قانا الجليل (يو2:1-11). وعنصر القوة فيها أنها تشمل القدرة علي الخلق إذ خلق الرب مادة جديدة لم تكن موجودة, والخلق صفة من صفات الله وحده, وما يزيد من قوة المعجزات أنها تمت بمجرد مشيئته الداخلية بدون أية عملية وبدون أي أمر (لم يقل ليصر الماء خمرا وإنما شاء فكان..). 2- معجزة شفاء ابن خادم الملك: هي معجزة انفرد بها إنجيل يوحنا (يو4:46-54) وتمت أيضا في قانا الجليل. وقوة هذه المعجزة تظهر في نقطتين: أولا: كان المريض علي شفا الموت: لذلك قال له: يا سيد, انزل قبل أن يموت ابني. ثانيا: إنها تمت بالأمر وفي نفس اللحظة ودون أن يري الرب المريض. 3- معجزة إشباع الجموع: أي إطعام حوالي خمسة آلاف رجل بخمسة أرغفة وسمكتين (يو6:5-14) وهي المعجزة الوحيدة التي ذكرت في إنجيل يوحنا وفي باقي الأناجيل الثلاثة أيضا. ومنها أيضا عملية خلق.. كيف أمكن إشباع الآلاف من خمس خبزات وسمكتين؟! وما يزيد من قوة المعجزة أنه بعد إشباع الجموع فضلت عنهم كسر ملأت اثنتي عشرة قفة!! كيف امتلأت اثنتا عشرة قفة؟! إلا بخلق مادة من الخبز والسمك. وهنا يبدو السيد خالقا مما يدل علي لاهوته وبهذا يحقق يوحنا الإنجيلي هدفه من كتابة الإنجيل. 4- معجزة المشي علي الماء: وردت في إنجيل يوحنا (يو6:18-25) كما وردت في أناجيل أخري, وما يعطي قوة أكثر لهذه المعجزة: أولا: حالة البحر وقتذاك وهاج البحر من ريح عظيمة تهب. ثانيا: مشي السيد علي البحر بعد أن جدفوا بالسفينة نحو خمس وعشرين أو ثلاثين غلوة. 5- معجزة شفاء مريض بيت حسدا: هي معجزة انفرد بها إنجيل (يو5:1-9) وكان ذلك في يوم السبت, وتظهر قوة المعجزة في: أولا: المريض طال عليه زمن المرض: 38 سنة ملقي إلي جوار بركة بيت حسدا. ثانيا: تمت المعجزة بالأمر وبدون أية عملية, بمجرد أن قال له الرب: قم احمل سريرك وامش. ثالثا: لم يبرأ المريض فقط وإنما حمل أيضا سريره ومشي. 6- معجزة شفاء المولود أعمي: هي أيضا عملية خلق. خلق عينين لهذا الأعمي (يو9) وهي معجزة لم تحدث من قبل, وما يزيد قوة المعجزة: أولا: أن خلق العينين تم بطريقة تشبه خلق الإنسان الأول. ثانيا: قال له: اذهب اغتسل في بركة سلوام (ع7) المفروض أن الاغتسال يزيل الطين من العينين لكن نراه علي العكس قد تثبت وارتبط في الجسد بالأنسجة والأعصاب والشرايين وصارت عيناه تبصران!.. 7- معجزة إقامة لعازر: هذه المعجزة انفرد بها إنجيل يوحنا (يو11) ولكن ذكرت معجزتان لإقامة الموتي في الأناجيل الأخري هما إقامة ابنة يايرس- إقامة ابن أرملة نايين, وتعتبر هذه المعجزة معجزتان: أولا: حفظ الجسد سليما طوال الأربعة أيام التي قضاها في القبر. ثانيا: إقامة الجسد من الموت بإرجاع الروح إليه واتحادها به. والمعجزة تمت بفعل أمر لعازر, هلم خارجا (ع43). 8- معجزة صيد السمك الكثير: هي معجزة بعد القيامة وردت في إنجيل يوحنا فقط (21:3-11) وتشبه نفس المعجزة التي حدثت مع بطرس الرسول وشاهدها يوحنا ويعقوب ابنا زبدي (لو5:1-11), وتظهر قوة هذه المعجزة في نقطتين: أولا: أن الرب عرف أين يوجد السمك ألقوا الشبكة إلي جانب السفينة الأيمن فتجدوا (ع6). ثانيا: كثرة السمك الذي وجدوه: لذلك قيل لم يعودوا يقدرون أن يجذبوها من كثرة السمك ومن تأثير هذه المعجزة قال يوحنا لبطرس الرسول: هو الرب (ع7). ذكر القديس يوحنا الإنجيلي أن هناك معجزات أخري لا حصر لها: وآيات أخر كثيرة صنع يسوع قدام تلاميذه لم تكتب في هذا الكتاب (يو20:30). وجدير بالذكر أن أعمال السيد المسيح تسميها الأناجيل الثلاثة الأولي معجزات لأن فيها تكميلا وتأكيدا للنبوات, أما إنجيل يوحنا -الإنجيل الرابع- فيسميها آيات لأنها تعلن مجد الله وعمله الخلاصي وحضوره. والمعجزات بصفة عامة لا تعتبر أعمالا أو أحداثا فائقة من الناحية البشرية بل هي مجرد أحداث تبين وتوضح قوة الله. They are not super human events, but events that demonstrate God’s power. أو تعلن عن الله الذي يستمر في عمل الخلقة.. من ذلك يمكن أن نقول إن لأي معجزة ثلاثة أهداف رئيسية: 1- دلالة محبة: من الله للإنسان صنعة يديه.. 2- علامة حضور: الله القدير حاضر علي الدوام معنا.. 3- دعوة إيمان: ليتمجد اسم الله ويتولد الإيمان.. أي يعمل حتي الآن وأنا أعمل.. (يو5:17). العمل الذي أعطيتني لأعمل قد أكملته.. (يو17:4). + أعمال المسيح في الأناجيل الثلاثة الأولي أظهرت المعجزات بأنها: 1- إشارة ودليل علي افتتاح عهد مجئ ملكوت الله بواسطة المسيح (لو11:20). 2- قوات خارقة تعلن عن تكميل النبوات الخاصة بظهور المسيا. أما في إنجيل يوحنا لم يستخدم لفظ معجزات أو قوات بل استخدم لفظ آيات وكررها (17) مرة للإعلان عن سر وجود الله وحضوره. |
|