رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مفتاح العهد الجديد (38) كتاب لقداسة البابا تواضروس الثاني كتب في فترة حبريته أسقفا عاما للبحيرة ٦ ديسمبر ٢٠١٤ عرض عام لمحتويات الإنجيل بحسب القديس يوحنا الإنجيلي الأصحاح الثالث عشر أ-يسوع يغسل أرجل التلاميذ13:1-7) +تكلم الرب يسوع عن الاغتسال الكامل وغسل الأرجل ولعله ألمح إلي العادة المتبعة في تلك الأيام بالاستحمام في الحمامات العامة ولعله قصد أن الذي يستحم ثم يعود إلي بيته فإنه لا يحتاج إلا لغسل رجليه من تراب الأرض ولهذا الجزء معنيان هامان: أولا:أن وظيفة الكنيسة هي أن تطهر أبناءها دائما بأن تقدمهم إلي دم الرب لتطهيرهم فهو الذبيحة الدائمة عن العالم أجمع التي بها يتطهر كل إنسان ومن أهملها يفقد نصيبه. والتطهير هو الاغتسال الكامل عند الإيمان أي قبول الرب يسوع مخلصا, به نتطهر من خطايانا ونغتسل فنصير طبيعة جديدة.وبعد الإيمان الحقيقي الكامل لابد للمؤمن أن يتعمد من الماء والروح(يو3:3). والمؤمن عليه أن يحرص أشد الحرص أن يظل في روح القداسة إذ لا يجوز لمن قد تطهر أن يعود ليحيا في الخطية علي أن الحرب لا تقف عن المؤمن فطالما كان في الجسد فهو يعاني منها ولذا لزم عليه الجهاد الأمين الدقيق واضعا حقيقة الحرب الروحية أمام عينيه هاربا من الفساد الذي في العالم,إذا فعملية التطهير في دم الفادي عملية تبدأ مع الإيمان والعماد وتستمر طوال الحياة وعلي الكنيسة أن تظل دائما كارزة لأبنائها ساعية لتطهيرهم المتجدد (يو13:14-17). ثانيا:المعني الثاني ينطبق علي سري العماد والاعتراف بشكل واضح فلما رفض بطرس أن يمد رجليه ليغسلها الرب يسوع قال له:إن كنت لا أغسلك فليس لك معي نصيبع8,فقال له بطرس:ليس رجلي فقط بل أيضا يدي ورأسيع9,فقال له الرب:الذي قد اغتسل (صار طاهرا) ليس له حاجة إلا إلي غسل رجليه ع10,فأثبت الرب الطهر الذي حصل عليه المؤمن في الاغتسال الأول الذي هو اغتسال كامل ولكنه محتاج حتما إلي غسل رجليه,والاغتسال الأول هو المعمودية وهي لا تتكرر,أما الاغتسال الثاني فهو التوبة وهي تتكرر, لذا أوصي السيد الرب الكنيسة أن تقيمها متكررة في قولهيجب عليكم أن يغسل بعضكم أرجل بعض فليس الغرض من تعليم الرب هنا مجرد إعطاء التلاميذ درسا عن التواضع فقط لأنه قد أعطاهم دروسا كثيرة في التواضع سابقا ولكنه يوصيهم هنا بالمواظبة علي تطهير المؤمنين من خطاياهم,هذا عمل الكنيسة الأساسي والأوحد,وهو عمله في تجسدهليس عبد أعظم من سيده ولا رسول أعظم من مرسله,إن علمتم هذا فطوباكم إن عملتموهولقد جاء تسليمه إياهم هذا النظام تلك الليلة قبل تسليمه إياهم سر الجسد والدم ولذا اهتم المؤمنون دائمة بممارسة التوبة وسر الاعتراف قبل إقدامهم علي التناول من جسد الرب ودمه. ب-يسوع ينبئ بخيانة يهوذا له13:18-29) +عرف الرب أن يهوذا قد عزم علي تسليمه ولذا لما أوصاهم بممارسة خدمة التطهير للشعب قال:لست أقول عن جميعكم…الذي يأكل معي الخبز رفع علي عقبهع18,ولما قال:إن واحدا منكم سيسلمني تساءل التلاميذ من يكون هو الذي سيسلمه أجاب يسوع بعد طلب يوحنا وقالهو ذاك الذي أغمس أنا اللقمة وأعطيه! فغمس اللقمة وأعطاها ليهوذا سمعان الإسخريوطي فبعد اللقمة دخله الشيطان فقال له يسوع:ما أنت تعمله فاعمله بأكثر سرعة…فذاك لما أخذ اللقمة خرج للوقت وكان ليلا(13:26-30). قد لايدري البعض معني إخراج إنسان نفسه من رحمة الكنيسة وعزله منها وعن أسرارها…فليدم الرب رحمة الكنيسة علينا وليدم تمتعنا بالشركة المقدسة في جسد الرب الذي هو الكنيسة. جـ-يسوع ينبئ بإنكار بطرس له13:30-38). +بعد أن خرج يهوذا قال له الرب:الآن تمجد ابن الإنسان وتمجد الله فيه تمجد ابن الإنسان باحتمال الموت عن البشر وتمجد الله في بذل ذاته عنهم. +أوصي الرب تلاميذه الوصية المسيحية الخالدة التي هي المحبة التي بدونها لاتكون مسيحية. +عندما تسرع بطرس وعبر عن استعداده للموت عن معلمه أعلن الرب له خطورة الاعتماد علي الذات وأنه سيسقط تلك الليلة,أما بعد فلما امتلأ بطرس من الروح القدس احتمل كل شئ.فلنعتمد علي الرب في كل شئ. الأصحاح الرابع عشر أ-المنازل السماوية13:1-17). +أوصي السيد تلاميذه ألا تضطرب قلوبهم وذلك لأنه ليس فقط كان مقبلا علي الصلب وعرف أنهم ينزعجون لذلك وتتم فيه النبوةاضرب الراعي فتتبدد الرعية(زك13:7) بل وأيضا لأنهم يواجهون ضيقات كثيرة واضطهادات وفي قوله:في بيت أبي منازل كثيرة معنيان: المعني الأول:أن الملكوت رحب ليسع الكثيرين جدا فيجب ألا يقصر الإنسان فيفقد مكانه هناك والكلمةمنازل تعني النزل أو الفنادق التي كان ينزل إليها المسافرون وكأنها تعني هنا نهاية رحلة الحياة فيصلون إلي هناك ليستقروا فيها. المعني الثاني:ربما يكون هناك درجات مختلفة مثل قوله:لأن نجما يمتاز عن نجم في المجد(1كو15:41) ما أحلي أن يكون هو الذي يعد لنا المكان وما أحلي أن يأتي هو بنفسه ليستلم أولاده. ب-الآب(14:6-12). +فضلت اللغة العربية استعمال لفظ الآب(بوضع مد أعلي الآ) حين نتحدث عن الأقنوم الأول.أخذ اللفظ من السريانية وتمييزا لله الآب عن كل أب آخر هنا كلام واضح عن وحدانية الإله فالآب والابن والروح القدس إله واحدأني في الآب والآب فيع11,وعن الروح القدس نقولالذي سيرسله الآب باسميع26 ويمكننا أن نتصور أن الثالوث الأقنومي الإله الواحد إذ عمل إلي وقت التجسد كانت الصورة التي رآه العالم من خلالها هي الله الابن الظاهر حيا ممجدا ابنا للبشر وبعد صعوده واختفاء جسده ومجئ الروح القدس الفاعل في البشر سريا والروح القدس يعمل في المؤمنين أعمالا أكثر من التي عملها الرب أيام تجسده فمثلا نازفة الدم(مت9:22) لمست هدب ثوب الرب فشفيت وبعد ذلك كان ظل بطرس يشفي المرضي(أع5:15). جـ-الشركة14:13-25) +إن وحده ابن الله مع الآب هي وحدة ذاتية وأما اتحاده بنا فهو بالحلول وحلوله فينا يزداد بنمو العلاقة بيننا وبينه فالمؤمنون ينمون دائما فيه وتضطرم دائما علاقتهم فيه فيزدادون في النعمة ويزدادون في الانسجام مع طبيعته وفي القوة به ونلاحظ هنا في شركة المؤمنين معه مايلي:- 1-الاتحاد بين المؤمنين والله أو حلول الله في المؤمنين فهو لا يتركهم يتامي بل يأتي إليهم ع18,وذلك في الروح القدس الذي يمكث معهم إلي الأبد ع16. 2-إنهم يطلبون في صلاتهم باستمرار من خلال هذه الشركة الخلاصية يطلبون خلال طريق طهارة دم يسوع وهو طريق مفتوح علي الدوام وهو مصدر القوة الحقيقية ولذا يقول:إن سألتم شيئا باسمي فإني أفعلهع14. 3-إنها شركة النمو فالمؤمنون يختبرون كل يوم قوة هذه العلاقة وكأنهم يكشفونها من جديد كل يوم. د-الروح القدس المعزي14:26-31). +كلمة المعزي(باراقليط)Paraclete تعنيالمحامي وهي التي كانت مستعملة في القضاء بمعني محام أي أنه في وقت تجسده كان هو المعزي لهم والمدافع عنهم وطلب الرب يسوع من الآب أن يعطيهم معزيا آخر للأبد.الرب هو المحامي عنا وشفيعنا بجسده وفدائه والروح القدس يحامي عنا ويدافع عنا بعمله الخفي فينا وفي الناس ثم في السماء إذ هو حاضر في أولاده علي الدوام. +ع27 سلام الرب لأولاده سلام دائم ولا يتغير وقائم علي حقيقة,أما سلام العالم متذبذب ووهمي. +ع28 ليس معني أبي أعظم مني أن هناك فرقا أو انفصالا بين الأقانيم بل المقصود أن مجد السماء حيث يخضع الملائكة جميعا وحيث يظهر جبروت الله وهو في صورته أعظم من صورة تواضعه وهو في شكل الإنسان فليس الآب أعظم من الابن في الروح بل الصورة السماوية هي التي أعظم من الصورة الأرضية المتواضعة. +ع30 إن رئيس هذا العالم هو الشيطان وتعني هذه الآية أنه يحرك الذين قاموا علي الرب لكي يصلبوه كما أنه يملك علي النفوس الخاطئة وهو يرتد خائبا عن الرب يسوع. |
|