في مشروع الزواج غالبا ما تفكر العائلات فيما يختصّ بإتمام الزواج، وغاية هذا التفكير هو يوم الاحتفال ذاته وليس أبعد من ذلك. فجميع المشاكل التي تظهر وبالتالي كافة الحلول المقترحة تتعلق بذلك اليوم. لا يوجد من يفكّر فيما يلي أفراح الاحتفالات، وليس من يفكر في طبيعة الحياة الجديدة ومسئولياتها. العروسان نفسيهما لا يفكران في مثل تلك الأمور، وإنما يرتكز اهتمامهما على ضرورة تذليل أية عقبات في سبيل إتمام الزواج.
ولكن ما أن يتم الإكليل وتنتهي الأفراح وتتكدس الهدايا وينتهي شهر العسل، حتى يجد العروسان نفسيهما في مواجهة ما لم يتحسّبا - لا هم ولا ذويهما – له، من مشاكل ومسئوليات تجاه المجتمع والعمل والجيران وترشيد الاستهلاك.. وغيرها.
العجيب أن الأهل نادراً ما يفكرون في إعداد بنيهم لهذه الحياة الجديدة (المغايرة لحياتهما بين أفراد أسرهم!) فما هي الخبرة التي حصل عليها الشاب أو الفتاة الغضة لجعل حياتهما مثالية.
ألا يحتاج الأمر إلى محاضرات للتوعية، ودورات متخصصة تسلم الشاب والفتاة فن وأصول الحياة الزوجية وتربية الأطفال. إنهم يحتاجون إلى محاضرات جنسية وتربوية واجتماعية، وقانونية كذلك وحقوق وواجبات كلا الزوجين. إن هذا سيجعل الحياة أسهل وأمتع وأكثر قدرة على الإبداع وتقديم عناصر جيدة للمجتمع، ونموذج لكنيسة صغيرة للمسيح، ينظر الله ويشير إلى ذلك البيت قائلاً " هذا هو موضع راحتي ههنا أسكن لأني أحببته".
نيافة الأنبا مكاريوس. الأسقف العام