رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مفتاح العهد الجديد (31) كتاب لقداسة البابا تواضروس الثاني كتب في فترة حبريته أسقفا عاما للبحيرة ١١ أكتوبر ٢٠١٤ مدخل دراسي للإنجيل بحسب القديس يوحنا الرسول كان يوحنا الحبيب أحد تلاميذ الثلاثة الذين لهم مكانة خاصة عند المخلص فمثلا: 1- حضر معجزة إقامة ابنة يايرس (لو 8:51 , مر 5:37). 2- حضر حادثة التجلي علي جبل تابور (2 بط 1:16 , مر 9 , مت 17, لو 9). 3- وعند شفاء حماة سمعان (مر 1:29-30). 4- هو الذي يسأل عن نهاية العالم وعلاماته (مر 13:3-4). 5- هو أحد اللذين أرسلهما الرب ليعدا الفصح (لو 22:8-13). 6- حضر في البستان ليلة آلام المسيح (مر14:32-33 , مت 26:3-37). 7- هو الذي دخل دار رئيس الكهنة وقت القبض علي يسوع (يو 18:12-16, مت 26:58 , مر 14:54). 8- هو الوحيد الذي رافق معلمه حتي الجلجثة (يو 19:26-27). 9- هو أحد شهود القيامة الأوائل (يو 20:1-10). 10- هو أحد الرسل السبعة الذين ظهر لهم المسيح علي بحر الجليل بعد القيامة (يو 21:1-3). 11- هو أحد الرسل الذين حضروا صعود الرب ويوم الخمسين (مر 16:14-19, لو 24:52, أع 1:13-14). 12- كان زميلا لبطرس في معجزة شفاءأعرج باب هيكل الجميل (أع 3:1-26). 13- جاهر باسم المسيح واحتمل السجن والعذاب (أع 4:1 , 13-20). 14- زامل بطرس الرسول في منح أهل السامرة مسحة الروح القدس (أع 8:25,14). 15- هو الذي تميز بالغيرة الشديدة والحماسة حتي أطلق عليه الرب لقب بوانرجس Benireges = ابني الرعد (مر 3:17 , مر 9:37-39 , لو 9:50,49, 54-56). الإنجيل للقديس يوحنا الرسول لقد كتب القديس يوحنا الرسول وهو في سن شيخوخته الأخيرة وفي مدينة أفسس بآسيا الصغري وفي نهاية القرن الأول الميلادي ..كتب إنجيله , ومن المحتمل أن عمله هذا (الإنجيل) قد تكون علي مراحل حتي اكتمل. لم ينشأ هذا الإنجيل من المصادر المعتادة التي سبق الحديث عنها في الأناجيل الثلاثة السابقة .. بل نشأ من معايشة حية للكاتب الذي بناه علي أسس دفاعية عن الإيمان حتي يبدو الإنجيل وكأنه عظة ممتدة عن حياة يسوع ابن الله. ويعتبر إنجيل يوحنا (البشارة الرابعة) هو إنجيل الأناجيل وقدس أقداس العهد الجديد ويشبهه القديس إكليمندس السكندري بـ الروح بينما الأناجيل الثلاثة الأخري بالجسد فيقول : إذا كانت البشائر الثلاث الأولي بمثابة الجسد فإن البشارة الرابعة بمثابة الروح , وقد سماه بعض الآباء حضن المسيح لذلك يقول أوريجانوس : من أراد أن يشرح هذا الإنجيل أو يفهمه عليه أن يتكيء علي صدر يسوع وأن يأخذ العذراء شفيعة له. الزمن الذي ولد فيه الإنجيل للقديس يوحنا: في السنوات الأخيرة من حياة القديس يوحنا كانت العقيدة المسيحية قد انتشرت في كل أنحاء العالم المعروف حينذاك وكان قد مضي علي قيامة السيد المسيح وصعوده إلي السماء ما يزيد علي خمسين عاما, وكانت بشارات الإنجيل للقديسين متي ومرقس ولوقا قد أصبحت متداولة في أيدي المؤمنين , وقد عرفوا كل ما ورد فيها من أقوال السيد المسيح وأعماله التي برهنت علي أن شخصية السيد المسيح شخصية فذة … لم تظهر في كل عصور التاريخ شخصية تضاهيها أو تشابهها في طبيعتها بأي وجه من الوجوه , وعلي أي صورة من الصور , لأنها كما يتضح من تعاليم السيد المسيح ذاته شخصية الإله الكامل والإنسان الكامل في الوقت نفسه , وتلك حقيقة تعلو علي مدارك البشر ذوي العقول المحدودة , ولا يمكن أن يدركها إلا أولئك الذين بموهبة الروح القدس أنار الله قلوبهم وفتح علي الحقائق الإلهية أبصارهم . ومن ثم فإن بعض ذوي الإيمان الضعيف والقلوب الغليظة المظلمة التي طمستها المادة فلم يعد فيها بصيص من نور الروحانية السمائية السامية ممن ينطق عليهم القول أنهم مبصرون ولا يبصرون وسامعون ولا يسمعون, أخذوا يبحثون في طبيعة السيد المسيح نفسه فكانت النتيجة أنهم ضلوا وأضلوا معهم بعض البسطاء وأشعلوا نار الفتنة بما ابتدعوا واخترعوا من نظريات وهرطقات , وكان من أشهر وأخطر الذين ظهروا في ذلك الحين: أ- الغنوسيون: هو اسم مشتق من كلمة غنوسيس اليونانية ومعناها المعرفة لأنهم ادعوا أنهم استطاعوا أن يعرفوا الله وحده , ومن ثم اشتهروا بأنهم العارفون بالله وقد زعموا أن ثمة عنصرين أساسيين في الكون هما الخير والشر وأن الروح من عنصر الخير وأما الجسد المادي فمن عنصر الشر وهو سجن للروح تظل معتقلة فيه إلي حين , كما زعموا أنه ليس ثمة إله واحد للكون وإنما آلهة كثيرون ذوو درجات متفاوتة فلا يمكن أن يتصل بالعالم المادي منهم إلا أصحاب الدرجة الرابعة , وقد زعموا أن السيد المسيح ليس إلا واحدا من أولئك الآلهة الذين هم في الدرجة الرابعة , ومن ثم استطاع أن ينزل إلي العالم ويتصل بالمقيمين فيه من بني البشر وقد حل ذلك الإله في جسد يسوع الناصري عند العماد ثم فارقه قبل الصلب فكان الذي علقه اليهود علي الصليب هو جسد يسوع الإنسان , وأما المسيح الإله انطلق إلي عالم الآلهة الذين هم من درجته. وقد كان هذا المذهب الغريب من الخطورة علي الكنيسة حتي لقد تبعه أحد كبار الشمامسة المسمي : نيقولاس (أع 6:5) وقد انضم إلي هذا كثيرون من ضعيفي الإيمان الذين أطلق عليهم النيقولاويون وذكر القديس يوحنا في رؤياه اللاهوتية أن السيد المسيح يبغض أعمالهم (رؤ 2:15) كما كان من زعماء الغنوسيين رجل آخر يدعي كيرنوس كان يختلف مع النيقولاويين في تحديد الدرجة التي منها المسيح الإله ولكن كان يتفق معهم في أن ذلك الإله حل علي يسوع الناصري عند العماد وغادره قبل الصليب . وكيرنثوس هذا الذي نعرف عنه أن القديس يوحنا حذر المؤمنين من البقاء معه في أحد الحمامات العامة حين علم أن هذا الرجل بداخله وذلك من فرط سخطه علي تعاليمه الهرطقية, وكان أيضا من زعماء الغنوسيين الذين يعتنقون مثل هذه الأفكار أشخاص آخرون ذاعت شهرتهم ومنهم فالنتينوس ومرقيانوس. ب- الدوسيتيون : (Docetists) وقد عجزت عقول أولئك القوم عن أن تستوعب عقيدة الفداء الإلهي للبشر ومن ثم استكثرت علي المسيح الإله أن يخضع للموت علي الصليب لعدم فهمها للطبيعة الحقيقية للسيد المسيح الإله الكامل والإنسان الكامل في الوقت نفسه , فزعمت أن جسد المسيح لم يكن جسدا حقيقيا كأجساد سائر البشر وإنما كان جسدا غازيا أو أثيريا ومن ثم كانت آلامه علي الصليب آلاما ظاهرية فحسب كما كان موته موتا ظاهريا أيضا وليس موتا حقيقيا كما يموت الإنسان الطبيعي. ج- الإبيونيون: نسبة إلي كلمة إبيون Ebyon ومعناها مسكين وإذ لم يفهم أولئك الإبيونيين الطبيعية الإلهية للسيد المسيح عدوه نبيا عاديايشبه موسي وغيره من أنبياء اليهود فلم يكن له وجود قبل التجسد في أحشاء السيدة العذراء مريم وبذلك أنكروا لاهوته وأزليته. د- قوم من تلاميذ يوحنا المعمدان: ظلوا علي ولائهم لهذا النبي فاعتبروا أن السيد المسيح ليس إلا تلميذا ليوحنا ومن ثم أنكروا لاهوته وبذلك أنكروا العقيدة المسيحية من أساسها. وقد نتج عن هذه المذاهب التي ابتدعها قوم من المسيحيين في حين أنها بعيدة كل البعد عن العقيدة المسيحية , أن شاع في أجواء الكنيسة كثير من التساؤلات التي بلبلت أفكار المؤمنين عن الفداء – الألوهية – التجسد – الأقنومية- الطبيعة الحقيقية للسيد المسيح , مما هدد الكنيسة بأخطار لا تقل عما تعرضت له من تنكيل واضطهاد ومطاردة واستشهاد , فكان هذا هو الباعث للقديس يوحنا علي كتابة بشارته التي انصبت في جوهرها علي الإجابة عن تلك التساؤلات من واقع أقوال السيد المسيح نفسه وأعماله. |
|