فإننا نعرف جيداً أن الإنسان كائن مركَّب وليس كائناً بسيطاً، ولهذا توصف له الأدوية مركَّبة أيضاً، فلجسده المنظور نُقدِّم الماء، المادة الملموسة، ولنفسه غير المنظورة نُقَدِّم الروح غير المرئي المستدعى بالإيمان، الذي وجوده غير موصوف. لأن ?الريح تهب حيث تشاء وتسمع صوتها لكنك لا تعلم من أين تأتي ولا إلى أين تذهب? (يو ٣:٨). فالروح يبارِك الجسد الذي يعتمد والماء الذي يُعتَمَد به. لهذا يجب ألا نحتقر الجرن الإلهي ولا نستهين به ظانين أنه شيء عادي بسبب استخدام الماء. لأن القوة التي تعمل في الماء هي عظيمة جداً والأشياء التي تحدث في هذا السر باهرة للغاية.