رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لقب المسيح الخاص والمفرح للقلب المحبوب ὁ ἠγαπημένος
المحبـــــوب ὁ ἠγαπημένος إذ سبق فعيننا للتبني بيسوع المسيح لنفسه حسب مسرة مشيئتــــــــه لمدح مجد نعمته التي أنعم بها علينا في المحبوب (أفسس1: 5و 6) الله "محبة"، وهذه المحبة ليست مجرد صفة نعرفها عن الله مثل أي صفة نتصف بها نحن باكتسابنا أياها وممارستنا لها كناحية تطبيقية في حياتنا اليومية، بل هي طبيعة الله، أي معدنه [ محبة]، وهذا اللقب خطير وعظيم وكبير للغاية ولا يقدر أحد أن يحده أو يستوعب منتهاه وملء قوته، لأنه يُستعلن بالروح في القلب بالإيمان بالمحبوب الرب، الذي فيه تتجسد المحبة وتُشخص !!! وهذا اللقب العظيم "المحبوب" أُستعلن في ظهور المسيح المُحيي كالتدبير في ملء الزمان، فالله أرسل ابنه المحبوب الذي له ينبغي أن نسمع ونُصغي : [ هوذا عبدي الذي أعضده مُختاريَ الذي سُرت به نفسي . وضعت روحي عليه فيخرج الحق للأمم. لا يصيح ولا يرفع في الشوارع صوته. قصبة مردودة لا يقصف وفتيلة مدخنة لا يُطفأ. إلى الأمان يُخرج الحق. لا يكل ولا ينكسر حتى يضع الحق في الأرض وتنتظر الجزائر (الجزر) شريعته ] (إشعياء 42: 1 – 4) [ وفي تلك الأيام جاء يسوع من ناصرة الجليل واعتمد من يوحنا في الأردن، وللوقت وهو صاعد من الماء رأى السماوات قد انشقت، والروح مثل حمامة نازلاً عليه وكان صوت من السماوات : " أنت ابني الحبيب الذي به سُررت " ] (مر1: 11 ) ، [ وكانت سحابة تظللهم . فجاء صوت من السحابة قائلاً : " هذا هو ابني الحبيب . له اسمعوا " ] (مر9: 7)المسيح هو محبوب الآب الخاص [ الآب يحب الابن ] (يو3: 35 ؛ 5: 20)، والابن ليس له شيء خارج الآب [ أنا في الآب ] (يو14: 10)، وكما يحب الآب الابن هكذا الابن يُحب الآب بذات الحب، لذلك يستطرد الرب ويقول [ الآب فيَّ ]، فالحب في الآب والابن كياناً معبراً عن قوة الجذب الكلية بينهما كواحد، فلا نجد الابن خارج الآب ولا الآب خارج الابن، لذلك قال المسيح الرب من واقع هذا الحب الغير مُدرك من إنسان [ أنا والآب واحد ] (يو10: 30)، وهذا السر عظيم !!! بل هذا هو سر اللاهوت وجوهره العظيم البسيط في طبيعته، فمن يستطيع أن يقول بعد ذلك أن الآب والابن اثنان ؟ بل ومن يجرؤ ويقول أن اللاهوت ينقسم ؟ حاشا بالطبع، بل هما ذات واحدة وكيان واحد غير منفصل قط، آب وابن، محب ومحبوب، لاهوت لا ينقسم أو يتعدد، لا يزيد ولا ينقص، وليس فيه أول وثاني بل ولا سابق ولا لاحق، ولا أكبر ولا أصغر، وهو لا يُعد بالأرقام أو يُحسب !!! لأن الله ليس واحد كرقم، لأن العدد يُعبر عن الوجود المادي، ولكن وحادية الله تُعبر عن الوجود الكلي، مُشخصاً بذات فيها أبوة وفيها بنوة، وتشع منه الأبوة والبنوة معاً باتحاد فريد في تآلف الحب لتُقيم بالحب الفعال في العالم وكل ما فيه، بل وهذا ما قاله القديس يوحنا الذي شاهد وعاين المحبوب [ هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية ] (يو3: 16) فالله المحبة، خلق العالم بالحب [ فإنه فيه(في المحبوب – في المسيح) خُلق الكل ما في السماوات وما على الأرض، ما يُرى وما لا يُرى، سواء كان عروشاً أم سيادات أم رياسات أم سلاطين، الكل به وله قد خُلق ] (كو1: 16)، وهنا يظهر ونرى قوة وقدرة الحب، الذي يخلق من العدم وجوداً !!! والله بالحب فدى العالم بموت ابنه الوحيد، فدى العالم الذي سقط وتشوه وخرج عن الخطة المرسومة له من الله بالحب [ .. أحب الله العالم، حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية ] (يو 3: 16)، وهنا نرى أن الحب من الموت يخلق حياة، أي يبتلع الموت لحياة !!! فهكذا نحن صنعة المحبوب، ففيه خلقنا الآب، وفيه فدانا أيضاً حسب التدبير، وبهذا الحب الخالق الفادي ارتبطنا بالمحبوب، والآب رباط الوجود والحياة، وفي هذا يقول المسيح الرب الإله [ الذي يُحبُني يحبه أبي، وأنا أحبه، وأُظهر له ذاتي ] (يو14: 21)، فالله يا إخوتي في الحب فقط يُستعلن لنا !!! وبدون حبه لا يُمكن بل تستحيل معرفته إطلاقاً !!! فإذا آمنا بالمسيح واعترفنا أنه محبوب الآب الوحيد، وتيقنا من قوة الحياة التي فيه، وأن وجودنا الحقيقي مستمد منه شخصياً بل وقائم فيه، ولكونه هو الحياة، أي هو حي بقدرة لاهوته [ أنا حي فأنتم ستحيون (يو 14 : 19) ]، وآمنا أنه هو فعلاً القيامة والحياة، فسنجده ينقل وجوده داخل قلوبنا ويحقق لقبه العظيم أي [ المحبوب ] فينا !!! يا إخوتي أن لقب المسيح الرب: [ المحبوب ]، ليس لقباً نضعه في فكرنا ونتكلم عنه بالمعرفة والفكر والبحث والتأمل، بل هو لقب استعلاني لأجل أن ندخل في سره العظيم، بنقل حياة الله فينا بروحه القدوس روح المحبة، لأن المسيح الرب هو المحبوب الذي فيه لنا حياة، ولنا شركة مع الله:
أرأيتم أن الحياة قائمة في الحب، فنحن نُقيم في المحبوب، لأنه منه وبه حياتنا، لذلك نعي ما قاله الرسول جيداً وندخل فيه كخبرة بإيمان حي : [ الذي كان من البدء الذي سمعناه الذي رأيناه بعيوننا الذي شاهدناه و لمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة . فان الحياة أظهرت و قد رأينا و نشهد و نخبركم بالحياة الأبدية التي كانت عند الآب و أظهرت لنا . الذي رأيناه و سمعناه نخبركم به لكي يكون لكم أيضاً شركة معنا و أما شركتنا نحن فهي مع الآب و مع ابنه يسوع المسيح. و نكتب إليكم هذا لكي يكون فرحكم كاملا . ] (1يو 1: 1 – 4)فافرحوا يا إخوتي بالمحبوب وعيشوا له وأحبوه من قلوبكم وآمنوا أن لكم فيه حياة، وقدروا عمله العظيم لأننا مخلوقين فيه وبه ولأجله، فاعرفوا قدر نفوسكم وأرواحكم وأجسادكم، لأنكم كإنسان هبه الله وخلقه العظيم [ لأنكم قد اشتريتم بثمن فمجدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم التي هي لله(1كو 6 : 20) ]، لذلك نحن مقدسون جداً لأننا خليقة الله المكرمة في المسيح يسوع والمفتداة بدمه الكريم، فلنا أن نتقدس فيه وتصير آنيتنا آنية كرامة بحلول الكلمة فيها وتطهيرها بالروح، روح المحبة، روح المحبوب، روح الآب، الذي له المجد والكرامة كل حين وإلى الأبد آمين |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
المحبـــــوب ὁ ἠγαπημένος |
الله الكامل المهيأ لك بعمل ابنه المحبوب يسوع المسيح |
إن الرب يسوع المسيح، ابن الله المحبوب |
لا شيء يعطي الراحة للقلب سوى امتلاك المحبوب |
المخلص والمحرر والمفرح |