رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لكي نعرف يسوع فعلياً في واقعنا اليومي المُعاش
في هذه الأيام تعلو الأصوات ويتكلم كثير جداً من الناس – بصورة مفرطة – في كل مكان سواء داخل الكنيسة أم خارجها، سواء في المواقع أو المنتديات، عن شخص المسيح والإنجيل، ويتخذون خط دفاعي عن المسيحية إزاء الأديان الأخرى ويتكلمون عن الشبهات وغيرها من القضايا اللاهوتية التي صارت معثرة عند الكثيرين ولا يفهمونها (وهذا ليس خطأ في حد ذاته)، ولكن المشكلة هي في أن البعض منهم يظنون أنهم بذلك يعرفوا يسوع ويعلنوه أمام الجميع، مع أنهم في الواقع العملي المُعاش، لا يعرفون سوى مسيح الكتب والذي يحيا في عقولهم بكلمات ومعلومات قد تكون صحيحة تماماً أو القليل أو الكثير منها خطأ، لأن لكل مجتهد معرفة حسب فهمه أو فكره أو حسب قدرته على البحث والتنقيب وقناعته الشخصية أو استلامه الفكر من أهل الثقة وربما من أهل العلم. ولكن السؤال الأساسي والرئيسي الذي يطرح نفسه أمام الجميع بلا تمييز أو مواربة وهو: هل هذا هو المسيح الحي ملك الدهور ورئيس الحياة المعطي حياة وقيامة للنفس ورجاء لكل قلب، أم أن هذا تمثال آخر عن يسوع تصور في العقل بفلسفة الفكر ومعسول الكلام، والقلب مبتعد بعيداً عنه:
حقيقي نحتاج بشدة أن نهدأ في هذه الأيام ونعود لأنفسنا وننظر داخلنا، هل نعرف يسوع القيامة والحياة، هل نحن فعلاً نحيا به ونتحرك ونوجد ونحيا في موكب نصرته عملياً في حياتنا ونُميت كل يوم أعضاءنا التي على الأرض من جهة الخطية والشر والفساد، أم لا نزال تحت سلطان الخطية ونحيا في عدم سلام وليس لنا حياة مع الله بالشركة في النور وسر التقوى... فهل لنا اليوم أن نخرج خارج إطار الفلسفة والكلمات الرنانة والتمثال الذي صنعناه عن يسوع، لنعرف ربنا يسوع المسيح الحقيقي كشخص حي وحضور مُحيي، يقدسنا ويكتب سيرته بروحه في داخل القلب، لا العقل وحده، بل يصير العقل مستنيراً بالروح، لكي نعلن نوره السماوي الذي يشع من داخلنا ونثمر ثمار الروح القدس ونمجد اسمه لا بمجرد أقوال دفاعية، إنما بروح التقوى والوقار في سر المحبة واستعلان نوره كشخص حي وحضور مُحيي ... فبعض من الذين يتكلمون بحماسة عن المسيح الرب يا إخوتي، فقدوا إيمانهم بالله الحي وظنوا أن الموضوع خيال لأنهم لم يقتربوا منه كشخص حي يحتاجون إليه كمخلِّص لهم على مستوى احتياج قلبهم من الداخل، وبالتالي لم يمسهم من الداخل ولم يروا مجده، فعاشوا متغربين عن الله ووضعوا أفكار وأوهام عنه ومعرفتهم صارت حاجز وحائط سد يمنعهم عن الله، فضعفوا وانهاروا نفسياً وتحطم إيمانهم الشكلي وفي النهاية جدفوا على الله واعتبروه صامت ولا يهتم لأنهم لا يرونه حاضر في حياتهم الشخصية لأن لازال برقع من الظلمة موضوع في أذهانهم التي يظنون أنها استنارت، لأنهم يقيسون معرفتهم بالله على قدر معلوماتهم عنه وقدرتهم على البحث والاستنتاج، وهذا خطير للغاية لأنه يمنع النفس من معرفة الله الحقيقية كنور وشركة وحياة ... لذلك احذروا يا إخوتي أن تكون معرفتكم بالله معرفة كتب بلا حياة، فتجمعون المعلومات عنه وتقلبون المسيحية لفكر وفلسفة فتفقدوا الإيمان عموماً، وعوض أن تحيوا مع الله في شركة تحيوا مع تمثال من المعلومات موضوع في عقولكم، لأن يا إخوتي الإيمان بالله ليس قفزة في الظلام بل هو الدخول في النور ورؤية مجد الله [ ألم أقل لكِ أن آمنتِ ترين مجد الله ]، وهذا كلام الرب لأخت لِعازر التي كان عندها معرفة أن أخوها سيقوم في اليوم الأخير ولم تدرك وتعي أن من يقف أمامها هو القيامة والحياة بشخصه وبنفسه، فصارت معلوماتها عائق لإيمانها... |
|