رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
خزافو الملك (2) هَؤُلاَءِ هُمُ الْخَزَّافُونَ وَسُكَّانُ نَتَاعِيمَ وَجَدِيرَةَ. أَقَامُوا هُنَاكَ مَعَ الْمَلِكِ لِشُغْلِهِ ( 1أخ 4: 23 ) لم يكن على خزافي الملك أن يفلحوا الأرض، ولا أن يقوموا بأي عمل سوى تشكيل الطين إلى أوانٍ نافعة للاستخدام والجمال، ومن أجل هذا الغرض خُصصت لهم أماكن للسُكنى، وقطع الأراضي. وهكذا الحال معنا نحن أيضًا؛ فالمسيح له غرض من إعالتنا، وحيث أن حياتنا قد استقرت في تخومه، فإننا نستمتع بوجوده وبتكفّله بنا، حتى نُعتق من اهتماماتنا القلقة وهمومنا الأليمة، ونستطيع أن نُخضع ذواتنا، بقلوب متحررة وفَرِحة، لخدمته المُبهجة. ويجب أن يكون ناموس حياتنا لا أن نرضي أنفسنا، أو نستشير إرادتنا الذاتية في اختيار مهامنا، ولا أن نسعى وراء تتميم مكاسبنا أو مآربنا الخاصة، بل دائمًا نسأله: «يا رب، ماذا تريد أن أفعل؟»، وعندما يأتي الجواب ـ كما يأتي واضحًا إلى جميع الذين يسألون برغبة حقيقية أن يتعلَّموا، وبميل صادق إلى فعل إرادته، علينا أن نحقق القول: «أسرعت ولم أتوانَ لحفظ وصاياك» ( مز 119: 60 ). إن الروح الذى يجب أن يحرِّك حياتنا العملية مشروح لنا بوضوح كافٍ في تلك العبارة الصغيرة «أقاموا هناك مع الملك لشغلهِ». وعلينا ألا ننسى ذلك المعنى العميق جدًا، وهو أن الإقامة مع الملك لا بد أن تسبق تتميم شغله. وما لم نحيا باستمرار تحت عملية التحفيز للشركة مع المسيح، فلن تُفتح آذاننا لنعرف ماذا يريد منا أن نفعل، ولن نُوجد في حالة التركيز الحاسم على مهامنا التي حددها لنا الرب يسوع المسيح. إن مصدر الحياة النبيلة هو الشركة مع المُثُل النبيلة، وتبعية المسيح تُطلق الإنسان في مضمار حياة الطاعة للمسيح. إن الأوقات المُعطاة للصمت وللتأمل الهادئ في تلك الرابطة الحلوة المقدسة التي تربط النفس المؤمنة بالرب الفادي، ليست أوقات ضائعة بالمقارنة بالعمل النَشِط من أجل المسيح، حيث أن الحياة المتأملة والحياة العملية ليستا متضادتين، بل متكاملتين. وبالرغم من كون مريم ومرثا أختين إلا أنهما أحيانًا تكونان مختلفتين، ويحاول الحمقى أن يجعلانهما ضدًا لبعضهما البعض. وهناك فكرة أخيرة تُحفزنا أن نضع كل مهاراتنا ومجهوداتنا في عملنا، وهى أن عمل الخزافين قد يُحمَّل إلى أورشليم ليكون مع الملك. فما أنفعه للملك! هو سيراه، لذلك دعونا نضع فيه أفضل ما عندنا. ونحن أيضًا سنراه عندما ندخل ”مدينة الملك العظيم“. |
|