رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الكنيسة خادمة العالم فماذا يحب ان نفهم من العبارة ط الكنيسة هادمة العالم". ما مضمون خدمتها؟ يمكننا ان نجيب بإجاز ان رسالة الكنيسة تُعنى بجميع الناس وبالإنسان كمل، أي بكل إنسان وبكل الإنسان ( بولس السادس). 1- الكنيسة تُعني بجميع الناس: لقد جاء المسيح ليهلص جميع البشر، وقد أوكل إلى كنيسته معمة شاملة " "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم"، متى 28/29) وتستند هذه الشمولية على وحدة الجنس البشري التي جاء المسيح ليعيد تأليفها، ويجمع أبناء الله المتفرقين إلى واحد(الدستور في الكنيسة، 13). ولسنا هنا بصدد شمولية نظرية مجردة عن الواقع لأننا في حديثنا عن جميع البشر لا نستثني أحداً. انها شمولية واقعية عملية، على حد ما بيّنه لنا في مثل "السامري الصالح" حيث يظهر ان القريب هو من تجعل أنفسنا قريبون منه. فبالتالي أي إنسان يصبح "قريباً" حتى وان كان خصماً. فعلينا إذن ان نفحص تصرفاتنا العملية لنتأكد إذا كانت حقاً لا تستثني أحداً من الفقراء والمعوزين مثلاً. أوليسوا هم الذين لا يجعل احد نفسه قريباً منهم؟ هذا ولا بد من اشارة إلى ان هذه الشمولية العملية تمر بطريق الفروقات والمنازعاتز فالشمولية العملية ليست أمراً مسلماً به، ولا قضية مكتسبة مسبقاً. ولا يكفي ان نصرح بها ونعلنها لكي تصبح حقيقة واقعية، بل علينا ان نعمل باستمرار في سبيلها ونعززها. وهكذا يتبين لنا ان دعوة الكنيسة إلى الشمولية هي بالنسبة إلى المسيحي برنامج عمل ومهمة شاقة طويلة. 2- الكنيسة تُعني بالانسان ككل وجميع أبعاده: لقد تنبه المجمع إلى ذلك كما يتبين لنا ذلك من القرار " الكنيسة في عالم اليوم"، حيث يثبت ان المسيح هو مركز التاريخ ورب التاريخ، ويكشف لنا حقيقة الإنسان ( " ما تكلّم إنسان مثله قط" يوحنا 7/47). والكنيسة على خطى المسيح تكشف لنا أيضاً حقيقة الإنسان. انها متداخلة في تاريخ البشر لأنّها مكونة من البشر. ولكن يوجد في الإنسان ما يتجاوز حدودالأرض. هذا ما عناه المجمع بعبارة " الإنسان ككل" ودعوة الإنسان الكلية، مظهراً ان الانسانية في صميمها هي دينية، وان الدين في صميمه هو انساني. والكنيسة تُعنى بذلك كله. |
|