4- العمل:
يوصي القديس برفض اللامبالاة والرفاهية، لأنه من الواجب على الإنسان أن يعمل وان يجاهد لكي يبلغ ما يريد تحقيقه، وهنا يوصي أن نشابه الرياضيين الذين لا يحتاجون إلى تعلم الموسيقى بل إلى التمارين الرياضية؛ إنهم يحتاجون إلى ما يساعدهم على تحقيق الفوز. وكذلك حال الموسيقي فإنّه لا يترك الموسيقى ليمارس التمارين الرياضية.
ويُقدّم لنا مثل الموسيقي تيموثاوس، الذي لو ترك موسيقاه ليلهو في أمور أخرى لما استطاع أن يصبح من ألمع الموسيقيين في عصره إلى درجة كان قادراً أن يُغيّر المشاعر البشرية بموسيقاه، فقد عزف مرة أمام الاسكندر وجعله يترك المائدة ويحمل سلاحه، ثم غيَّر عزفه فجعله يترك سلاحه ويعود إلى المائدة.
لا يمكن للإنسان بحسب رأي القديس باسيليوس أن يبلغ القوة الحقيقية إلا بالتدريب المستمر والجهاد، وهنا يقول عن الرياضيين:" إنَّ حياتهم قبل السباق ما هي إلا استعداد دائم للسباق "، وهم عندما يدخلون ميدان السباق يجاهدون ويتحمّلون المعاناة والمشاق لكي ينالوا الإكليل ويذكرنا القديس ملمحاً إلى قول الرسول بولس:" ألستم تعلمون أنَّ الذين يركضون في الميدان جميعهم يركضون ولكن واحدًا يأخذ الجُعالة.هكذا اركضوا لكي تنالوا. وكل من يجاهد يضبط نفسه في كل شيء. أما أولئك فلكي يأخذوا إكليلاً يفنى وأما نحن فإكليلاً لا يفنى"(1كور24:9-25).
لا يمكننا أن نحصل على الحياة الأبدية ونحن نُرفِّه أنفسنا ونتنعَّم؛ كما أنَّه لا يمكننا أن نتساهل في تجاوز الفضائل ونحيا حياة التراخي خاصة أننا صرنا نعرف الخير والشر؛ وهنا يقول القديس:" من أخطأ دون إرادته قد يجد مغفرة من الله أما الذي يخطئ عن قصد ويختار الشرّ بملء إرادته فلا عذر له ".